• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

كان النيل, وكان القمح, وكان الأرز, وكان الغاز, وكانت الممرات  البحرية والإستراتيجية, وكانت المعالم السياحية, والثورات الطبيعية والبشرية، كانت تلك النعم التي حباها الله لمصر وما زالت تُدر عليها من الخيرات الكثير والكثير، وبرغم أن نصيب المصري البسيط هو الفتات منها فالعجيب أنها كانت تكفيه! إلى أن حدث الانقلاب الفاشي واعتلى عرش مصر الفرعون، وبعد انقلابه المشئوم نذر أن يضعها في عينه الحاسدة وقلبه البغيض ويده التي يبطش بها فباع كنوزها واحتكر الأسواق هو وعسكره، وماذا نتوقع بعد قتل وحرق وسجن خيرة شبابها وعلمائها وشيوخها وأساتذتها وحتى خيرة نسائها؟ امتلأت عنابر الموت بهم  في هذا العهد الأغبر الذي مات فيه الشباب وماتت معهم آمالهم، واعتقل العلماء فما عاد لكلمة الحق وجود، واغتصبت النساء فما عاد للعرض معتصم. خرب التعليم وزور الروبيضة  التاريخ، وانهار الاقتصاد, واختفت المواد الأساسية حتى السكر وحليب الأطفال ووصل سعر كيلو اللحم مائه جنيه واحتكر العسكر مقدراتها وتدنت قيمة الجنيه ووصل إلى أدنى مستوى له، كل ذلك لكي يجوع الشعب ولتُصنع الأزمات ويُتهم الإخوان بها  ليبرر المنقلب فشله، وبمساعدة ملأه وجنوده الذين فوضوه، ففي عهد العسكر الأغبر دمرت الدبلوماسية المصرية وغابت مصر عن دورها الإقليمي بل تكاد تنسلخ من عروبتها متجهة إلى فارس(إيران) وروسيا ليشارك معهم في قتل إخواننا في سوريا واليمن والعراق.

السيسي الذي تخلى عن حقول الغاز في مياه المتوسط لأخواله اليهود وعن مياه النيل وباع تيران وصنافير وقتل الحريات وسجن الأطفال وغرقت في عهده السفن المتهالكة بمهاجريها المصريين الهاربين من ضنك العيش. وفي عهده المشئوم هرب السائحون وقصفت البيوت ودمرت على أهالينا في سيناء، وها هم جنود مصر على مرأى ومسمع من المخابرات المصرية يُقتلون في الأكمنة على رمال أرضها, يموتون يوما بعد يوم, ويُتاجر العسكر بدمائهم في سيناء فيعرض جثثهم. ويعود “اللهو الخفي” كما كان إبان الثورة, فالقاتل هو العسكر. العسكر الذي أمّن حدود إسرائيل وهجّر أهالي رفح وهدم بيوتها ومساجدها.

 فهل مصر على حافة هاوية ومربع مخيف في الأيام القادمة؟ يارب سلم .

لم يُقدر الفرعون تاريخ وقدر مصر؟ أهذه مصر التي ذُكرت في القرآن الكريم خمس مرات باسمها صراحة؟  مصر التي كلم الله تعالى على أرضها ( نبي الله موسى) على جبل الطور.. مصر التي قال عنها عمرو بن العاص (إن إمارة مصر تعدل كل إمارة باقي دولة الخلافة)، مصر التي وصى بها رسول الله فقال: (استوصوا بأهلها خيراً). عصى المجرمُ وصيةَ النبي صلى الله عليه وسلم  حيث أراد بأهلها قتلا وحرقا وسجنا وخرابا. سرقها العسكر، وليوم  يبيعها بأبخس الأثمان. فمن لمصر قبل الفوات؟

لم يشهد عهد من العهود نكسات وكوارث اجتماعيه واقتصادية وسياسية مثل ما حل بمصر بعد انقلاب 2013 فباتت على شفا جرف هار وأصبح أمنها القومي على خطر عظيم بعد أن قسمها السيسي إلى شعبين وقطع نسيجها وأشعل فيها الفتن ولا يزال.

إن ما فعله زعيم عصابة الانقلاب يكاد يصعب إزالته ولا يزال في جعبته الكثير من الخراب  لمصر حسبما وعد، فلو افترض أنه سقط أو انتهى دوره المنوط به وتخلى عنه من خطط له, أو لنفترض أن الغرب واللوبي الصهيوني قد رضوا عن مصر ورضوا بأن يأتي بديل عنه, ليقود مصر وبديمقراطيهم المزعومة, وجاء من جاء, فهل يستطيع إزالة هذا الكم الهائل من السواد الذي حل بمصر؟ وتلك القنابل الموقوتة الذي فخخها السيسي لمصر؟ فالأزمات والكوارث التي خلفها وراءه، لا تكفي عقود لإزالتها بل لا يتسنى  لمن يأتي بعده أن يتنفس ويقف على رجليه، فسيظل يلهث ويكون ألعوبة بيد من لديه مفاتيح اللعبة وبالتالي تكون المساومات على مصر للتخلي عن سيناء لتكون وطنا بديلا للفلسطينيين وتحت إدارتهم أيضا كالضفة الغربية، إنهم لا يريدون فوضى في مصر صاحبة الــ95 مليون نسمة لما لها من خطورة على إسرائيل، ولكن لتمت  مصر بالبطــئ . وعندئذ سيرى من رقص على جثث وأشلاء الأحرار وغنى “تسلم الأيادي” جراء ما اقترفوا حينما يعيشون أياما عجافا وعطشا وجوعا بل ربما يتقاتلون على كسرة الخبز وشربة الماء. حين أيدوا الانقلاب وأسقطوا رئيسا منتخبا شريفا يحب مصر وشعبها فكفروا بنعمة الله وبالحرية. قال تعالى(وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آَمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ﴾.  فهل يكون لمصر هذا المآل؟ مصر التي حينما حلت المجاعة في شبة الجزيرة العربية، وكاد الناس يموتون جوعا وأرسل الفاروق عمر بن الخطاب يطلب الغوث من مصر ويكتب ثلاث كلمات فقط (واغوثاه .. واغوثاه .. واغوثاه.. والسلام ) فيجتمع المصريون ويقررون إنقاذ إخوانهم في الجزيرة العربية ويرسلون قافلة أولها في المدينة المنورة وآخرها في القاهرة، فيدعو الفاروق سيدنا عمر لمصر وأهلها بالخير والنماء والرخاء.

هكذا كانت مصر وهكذا أصبحت كما عبر عنها خريج التوكتوك باختصار في ثلاث دقائق وعمًّا تمر به في عهد الانقلاب. وتساءل هل هذه هي مصر التي استدانت منها بريطانيا وكانت ثاني دولة  يسير بها القطار الحديدي؟ مصر التي جاءتها اليابان لتقتبس من نور علمها ونهضتها منذ 100 عام! صرخ خريج التوكتوك متسائلا: هيه دي مصر؟! هيه دي مصر؟! نعم للأسف هذه هي مصر, ها هي الآن! والآن ها هي اليابان! مصر تموت وتقتل بالبطيء، فهل نصدق أن يأتي شخص واحد مصاب بالجنون يقسم نسيج الشعب ويقول عن مصر إنها شبه دولة.. وبالفعل جعلها كذلك كما تتمناها ربيبته إسرائيل. فحتى متى يستمر العبث بمصر على يد عصابة العسكر وهذا الأرعن الذي قال إن لديه خطة لانتشار الجيش في ست ساعات، وهو ليس لديه خطة لحماية جنود مصر الغلابة الذي يتاجر بدمائهم! لكن من الواضح أن لديه خططا لفرد العضلات ليبدع في إجرامه في حق مصر وشعبها, فهو من قال “بكره تشوفوا مصر”, وصدق وهو كذوب, فها هي مصر تموت وتقتل بالبطيء على يديه, فمن ينقذ مصر منه؟

– ننادي على من لديه بقية من حب مصر: أنقذوا مصر مما هي مقبلة عليه قبل فوات الأوان.

وأثق أنه لن يبالي شعب السيسي بما يحدث, فهم يتجرعون الأسى والندم على تفويضهم له وتأييدهم له، فلم ولن يتحركوا ويثوروا  فقد صدق عليهم ظنه فاتبعوه لأنهم ببساطه نور عينيه!

فهل نرضى لمصر ما آلت أليه على يد العسكر؟ وهل نستطيع إنقاذها من هذا (الصهيوني) وعسكره؟ أم أن الكوارث التي زرعها تجعل الوقت قد فات؟ البعض يقول نعم قد فات!

لا .. بل ستعود مصر آمنة لمن دخلها؟ بعد أن أصبحت غير آمنة لأصحابها (ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين) ولتعلمن نبأه بعد حين. حفظ الله مصر

أضف تعليقك