• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

استيقظ المصريين يوم الأربعاء الماضي، على كارثة من الكوارث التي اعتادوا عليها منذ بداية الانقلاب عام 2013، حيث غرق مركب للهجرة غير الشرعية يقل مايزيد عن 400 شخص قبالة سواحل كفر الشيخ، ماأدى لانتشال مايزيد عن 165 جثة لشباب وأطفال، وجاري البحث عن جثث لمفقودين.

واكتفى رئيس الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، بإعلان أسف مصر، إزاء حادث غرق المركب، متجاهلًا مطالبات شعبية متزايدة، بإعلان حالة الحداد رسميًا بالبلاد، مما جعل نشطاء يقارنون بين موقفه هذا وإعلانه الحداد ثلاث مرات من قبل، بحوادث سابقة، أقل في ضحاياها، وأهون في شأنها.

وتجاهل السيسي أيضًا ان هؤلاء الشباب اتجهوا للهجرة، بعد وصولهملمرحلة متقدمة من اليأس والفقر والبطالة، وبعد تأكدهم من عدم جدوى المشروعات التي وصفها بـ"التنموية" في بداية انقلابه عام 2013، ووعدهم من خلالها بحياة أفضل.

مشاريع وهمية وعد السيسي بها الشباب

اعتاد قائد الانقلاب العسكري منذ عام 2013، على الإعلان عن عدد من المشاريع القومية والاستثمارية، كان يدعي أنها ستقضي على البطالة ووعد الشباب من خلالها بحياة أفضل، وهي المشروعات التي يرى لم ير منها الشباب شئ ولم يتحقق على يديه سوى رفع الدعم وزيادة الضرائب وزيادةالبطالة والفقر والمعاناة.

ووصف محللون مشروعات السيسي بأنها مستهلكة ومأخوذة من مشروعات سابقة، طرحها الرئيس المخلوع حسني مبارك والتي لم تحقق أي نجاح، ووصفها معلقون وسياسيون بالفنكوش.

وكان أول المشروعات الوهمية التي أطلقها السيسي هو مشروع قناة السويس،والذي ادعى أنه سيتم منخلاله إنشاء قناة جديدة موازية للأصلية، من خلال إنشاء تفريعة جديدة موزاية للقناة الحالية وتعميق وتوسيع المجري الملاحي الحالي.

وأسند قائدالانقلاب المشروع للجيش..والذي بدوره أسند أعماله لشركات تابعة له ، وأصبح المشروع بدون مراقبة من أي جهة رقابية في مصر ،كما لم يعلن حتى الآن عن تعويض ما يزيد عن 2000 أسرة تشردت وهدمت منازلها من أجل إستكمال المشروع.

وتم الإعلان عن أن المشروع سيتكلف 60 مليار جنيه، وهو الذي قال عنه خبراء "سيغطي تكاليفه بعد 81 سنة من الآن"، أي أن الأموال التي صرفت كانت دون جدوى تذكر، ولن تفيد الشباب المصري.

وجاء المشروع الوهمي الثاني للسيسي، وهو مشروع "مثلث التعدين"، المثلث الذهبي في صحراء مصر الشرقية، الممتد من منطقة إدفو جنوب محافظة قنا إلى مرسى علم على ساحل البحر الأحمر شرقًا إلى منطقة سفاجا شمالاً، وهو الذي لم يتم اتخاذ أي خطوات لتنفيذه حتى الآن في ظل عدم وجود مصادر للتمويل وخوف المستثمرين من الاستثمار في مصر، ووقف تمويل الخليج، وعدم تبرع رجال الأعمال لصندوق تحيا مصر.

وأعلن السيسي عن مشروع قومي أخر وأكد معظم الخبراء بما فيهم المؤيدين له فشله وهو العاصمة الإدارية الجديدة علي طريق السويس.

وتقع العاصمة الإدارية علي مسافة ٦٠ كيلو مترا في طريق القاهرة – السويس الصحراوي، حيث الرمال وأبراج الضغط العالي، حتى تصل إلى المكان الذي قررت له حكومة الانقلاب أن يكون عاصمة إدارية جديدة.

وقال الدكتور عبد العزيز حجازى، رئيس وزراء مصر الأسبق، أن جميع المشاريع السابقة بتأسيس العاصمة الإدارية الجديدة فاشلة، مستشهداً بمصير مدينة السادات، التي رآها فاشلة اقتصادياً وسياسياً، حيث لم تحقق التكلفة المرجوة أو العائد الاقتصادي المتوقع، بسبب عدم رغبة المواطنين بالانتقال لأماكن بعيدة نتيجة لثقافة متجذرة بداخلهم خلافاً للشعوب الأخرى، على حد قوله.

كما تم الإعلان عن أكثر المشاريع وهمية وطرافة في التاريخ، وذلك حين نظمت القوات المسلحة مؤتمرًا صحفيًّا عالميًّا بمقر المركز الصحفي لإدارة الشئون المعنوية لإزاحة الستار عن الاكتشاف الذي وصفته بـ"المهم" وهو جهاز الكشف عن فيروس التهاب الكبد الوبائي "c"، والإيدز وعلاج تلك الفيروسات قبل أن يعلن الجيش رسميًّا عن استيراد علاج أمريكي للفيرس وتوقف المشروع المنتظر.

وهو المشروع الذي كان مثار سخرية الجميع بسبب إعلان مخترع الجهاز - والذي لم يكن طبيبًا - أنه يستطيع تحويل فيروس الإيدز وفيروس سي لـ"كفتة" يتغذى عليها المريض.

مزيد من الوعود الوهمية

استمر قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بإطلاق وعوده الزائفة - عقب الحادث - حيث وعد بمزيد من فرص العمل في محاولة لثني الشباب عن رحلات الهجرة غير الشرعية.

وقال السيسي، في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح مشروع "غيط العنب" أمس الاثنين بمدينة الإسكندرية : "الحقيقة، تكمن في أنه لا مبرر لنا أبدا ولا عذر.. إنه يسقط منا ضحايا مثل ما حدث.. أكثر من 160 إنسانا من مصر ومن خارج مصر.. وهذا أمر في الحقيقة لا بد من أن نتصدى له بكل بقوة".

ودعا السيسي المواطنين المصريين إلى مساعدته للحد من الهجرة غير الشرعية، مطالبًا إياهم بالبقاء في بلادهم.

وقال السيسي إن محافظة كفر الشيخ التي تجاور البحيرة وانطلق منها القارب المنكوب يجري تنفيذ مشاريع سمكية وصناعية فيها تقترب من الاكتمال، مضيفًا أن تلك المشاريع ستفتح أبواب العمل أمام العاطلين، على حد زعمه.

وتابع السيسي وعوده قائلًا: "هل هناك أمل أم لا؟ هناك أمل! وأنا سأتكلم تحديدًا عن المنطقة التي حصل فيها الحادث، تلك، وأنا سأحدثكم الآن أننا نعمل على مشروع لاستزراع سمكي قد يكون الأكبر على مستوى مصر". 

وأضاف: "في خلال شهر أو 2 أو 3 على الأكثر سيكون "المشروع" جاهزا"، موضحا أن هناك 6 مصانع يجري إنشاؤها مرتبطة بمشروع الاستزراع السمكي.

لكنه قال إن المشروعات الأخرى في كفر الشيخ ومحافظات مختلفة تحتاج إلى وقت قد يكون عامين أو أكثر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك