• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

أما يوم عرفة فهو خير أيام الدنيا على الإطلاق هكذا ورد الخبر الصحيح وهكذا عاشته النفس واستيقنته وأحسته المشاعر وخالطته وقد بدا لي في مشهد عرفة انه صورة من مشهد يوم القيامة يوم الحشر الاعظم وكأن عرفة هو حشر احتياري يقوم فيه الناس لرب العالمين باختيارهم قبل أن يقوموا في يوم الحشر الأكبر بنفخة واحدة في الصور فإذا هم قيام ينظرون وفي موقف عرفة يمكن ان تتعرف ملامح الحشر الأعظم من حيث ضخامة الأعمال، وشدة الزحام، وكثرة الجمع؛ وسقوط المناصب والفوارق الدنيوية والألقاب والاحساب والأنساب وسقوط الأعراض الحياتية فلا منصب ولا جاه ولا زينة ولا طيب ولا ادني عناية للجسد فهو على طبيعته التي خلقها الله فلا تاخذ شعرا ولا ظفرا: {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ} [الأنعام: 94].

وفي القران الكريم فان السورة المسماة بسورة الحج، والتي تضمنت خبر بناء البيت، وأذان الخليل بالحج، وذكر الضحايا والهدايا، وأعمال القلوب في المناسك.. والطواف بالبيت العتيق افتتحت هذه السورة بمشهد يوم القيامة {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ} [الحج: 1-2]....

ويظهر من هذه الملاحظة أمران الأول أهمية حضور أمر يوم القيامة واستحضاره على الدوام في ذاكرة الناس فما حلت المصائب إلا من نسيان هذا اليوم ما ظلم الظالم وما فجر الفاجر وما تمرد الفاسق إلا بعد أن نسوا أن ورائهم يوما طويلا يوما يجعل الولدان شيبا يوم يقوم الناس لرب العالمين ما تمرد هؤلاء ولا ظلموا ولا طغوا في البلاد ولا اهلكوا الحرث والنسل إلا بعد أن قالوا لا تأتينا الساعة والا بعد ان اقسموا بالله جهد ايمانهم لايبعث الله من يموت فظنوا مالهم من حساب

والأمر الأخر في المقابل شعور المؤمنين الجميل بالأمن والسكينة في هذا اليوم وهو في حضرة الملك العلام وهو صورة ايضا من مشهد يوم القيامة فالمؤمنون من فزع يومئذ آمنون وهو ما يشعر به المؤمن فعلا في مشهد عرفة حيث يقترب أكثر من ربه ويزداد طمعه فيه ورجاؤه فيه فيكون جديرا بان يباهي الله به ملائكته ويستجيب له دعائه ما اذكره أني ما دعوت في عرفة دعاءا في شأن خاصتي وإلا وقد أجيب لي قبل عرفة التالي اتصلت من عرفة بأهل بيتي وقلت لها لقد دعوت الله أن تكونوا في هذا المكان العام القادم فاتصلت بي من نفس المكان في العام التالي مباشرة وقالت تذكرت كلامك في العام السابق رغم قيام عقبات كثيرة كانت تحول بينها وبين الحج في هذا العام إلا انه دعاء يوم عرفة المستجاب واسأل الله كما استجاب لي في أمر خاصتي أن يستجيب لي في أمر عامتي وفي شأن أمتي العام ويزيل ما بها من غم ويرفع عنها ماوقع من ظلم الظالمين ويحبط كيد المعتدين فأكثروا من الذكر والدعاء في هذا اليوم وانتم موقنون بالإجابة.

أضف تعليقك