• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد المرسين سيدنا محمد - صلي الله عليه وسلم - وصلي اللهم علي آله وصحبه ومن تمسك واهتدي بهديه الي يوم الدين ...

يقول الحق تبارك وتعالي ( الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرا الله من ينصره إن الله لقوي عزيز ) الحج الاية 40

الصراع والتدافع سنة من سنن الله في الكون بين جميع المخلوقات ، وتختلف اهداف الصراع بين المجتمعات ، حسب المصالح أو المشاريع والايدلوجيات ، ولذلك فهو قائم ما دامت الحياة ، وللصراع والتدافع مراحل اربع  ثابته يمر بها أي نوع من أنواع الصراع خاصة إذا كان صراع حضارات أو صراع مشروع نهضوي إصلاحي  بين الشعوب .

1-مرحلة تكوين الانصار .           2-    مرحلة التدافع.  

3 - مرحلة النصر .                     4 -مرحلة التمكين .

وهذه المراحل الأربع غير مرتبطة بنوعية المشروع الاصلاحي فهي ليست خاصة بالمشروع الإسلامي ، ولكن يمر بها أي مشروع إصلاحي ضد الفساد والمفسدين ، ولأن مشروعنا إسلامي ندلل علي تلك المراحل من سيرة النبى - صلي الله عليه وسلم - حيث المشروع الاسلامي الاول ، ونتناول تلك المراحل من خلال شعار المرحلة وطبيعتها ثم متطلبات كل مرحلة ، مع اسقاط تلك المراحل علي واقعنا والصراع الدائر بين الحق والباطل في مصر والآمة العربية والإسلامية .

* المرحلة الثانية : مرحلة التدافع

مرحلة التدافع من المراحل المهمة التي تمر بها اي حضارة او مشروع نهضوي .ونعني بمرحلة التدافع هي جولات الصراع بين اهل الحق واهل الباطل او بين اصحاب المشروع النهضوي والمستبدين المفسدين اصحاب السلطة المغتصبة .

بدأت مرحلة التدافع في المشروع الاسلامي  منذ اسلام سيدنا عمر بن الخطاب وسيدنا حمزة بن عبدالمطلب - رضي الله عنهما - حينها شعر المسلمون بقوة اضيفت لهم بإسلام هذين الصحابيين ، ووقتها قرر اصحاب المشروع الاسلامي بداية التدافع بخروجهم صفين علي رأس كل صف واحد منهما ، ووقتها شعر مشركي مكه بان اصبح لهؤلاء الضعفاء شوكة يستطيعون  بها مدافعتهم .

واستمرت تلك المرحلة حتي صلح الحديبية ، وبعدها قال النبي - اليوم نغزوهم ولا يغزوننا - .

وكان شعار المرحلة ( أنا هنا ) محاولة فرض الوجود ، وطبيعتها حرب لا هوادة  فكلا الفريقين يسعي للوجود ، ولذلك تعتبر مرحلة التدافع من اخطر المراحل لان شعارها - أكون أو لا أكون - فقريش وقبائل العرب من الداخل ، والقوي الإقليمية من شبه الجزيرة العربية واليهود بالمدينة ، والقوي الدولية من الفرس والروم ، تجمعهم المصلحة في القضاء علي المشروع الاصلاحي الوليد بالمنطقة ، فكانت المعاهدات السرية والعلنية بينهم ، فبدأوا يستخدمون كل وسائل التنكيل والفتن ضد اصحاب المشروع الاسلامي الاصلاحي .حتي وصل الامر إلي الحروب المباشرة فكانت بدر واحد والاحزاب .وكان السجال بين الفريقين جولة وجولة  .

وكان من متطلبات مرحلة التدافع ، الابداع في المواجهة والتفكير خارج الصندوق ، مع الحفاظ علي النواة الصلبة وتماسك تلك النواة في وجه اعداء المشروع الاصلاحي الاسلامي ، فأمر الرسول بعض أصحابه بالهحرة للحبشة واعتبرهم رصيد استراتيجي للمشروع إذا تعثر تطبيقة في جزيرة العرب ، وعرض النبي نفسه علي القبائل لايجاد الاتباع والانصار لحماية مشروعه ودعوته ، فنتج عن ذلك بيعة العقبة الاولي والثانية والهجرة للمدينة لانشاء اركان الدولة الاسلامية حامية المشروع الاصلاحي الجديد ، فوحد الصفوف وامن المدينة من الداخل بإبرام معاهدة الصلح مع يهود المدينة ووضع خارطة طريق اتفق عليها اهل المدينة جميعا بإختلاف اطيافهم وعقائدتهم ، كل ذلك  ومهاجري الحبشة في مكانهم تحسبا لفشل التجربه بالمدينة ، ولم يعودوا إلا في مرحلة النصر بعد فتح خيبر .

واذا نظرنا الي ما نمر به من صراع فنجد انفسنا في مرحلة التدافع ، ولن نتجاوز  تلك المرحلة إلا إذا خطونا نفس الخطوات التي سار بها رسول الله لتجاوز هذه المرحلة بنجاح ، فلابد من توحد القوي الثورية - توحد ميداني  لا نخبوى - ووضع خارطة طريق يطمئن لها الحميع بمختلف الايدولوجيات والطوائف والمعتقدات ، والعمل علي إيجاد أتباع وأنصار جدد للحراك الثوري ، ومخاطبة المجتمع بما يحقق مصالحهِ ، واستنفاذ كل الاسباب والجهد ثم بعد ذلك التعلق واللجوء الي الله مع الصبر والثبات ( إنما النصر صبر ساعة ) .

أسال الله العظيم رب العرش العظيم ان يوحد صفنا وينزع الشحناء من بيننا وان يلهم قادتنا الىشد والسداد .

والي المرحلة الثالثة من مراحل الصراع .إن كان لنا البقاء ( ولا تقولن لشئ اني فاعل ذلك غدا الا ان يشاء الله ) .وصلي الله علي سيدنا محمد واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .

رابط المقال الأول
مراحل الصراع (1)
 

أضف تعليقك