من أجل النعم التي أنعم الله بها على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات يتجرعون منها ما من شأنه أن يعلي همهم وينتشلهم من الضياع الذي تسببه لهم الانتكاسات التي يتعرضون لها في حياتهم ليصبحوا قادرين على مواجهة ظروف الحياة بنفس طيبة وعزيمة صادقة.
فكما فضل الله سبحانه وتعالى بعض الأنبياء على بعض وبعض الأشهر والأوقات على بعض، فضل بعض الأيام على بعض، فها هي العشر الأوائل من شهر ذي الحجة تلقي بظلالها علينا في وقت تشتد فيه الأزمات في المجتمع المصري بأسره لتمسح روحانياتها عن قلوبهم العبء الناجم عن الأزمات السياسية والإقتصادية وغيرها.
ويتجلى فضل تلك الأيام في كون ربنا جل وعلا قد أقسم بها حين قال:"والفجر وليالٍ عشر" وهو سبحانه لا يقسم إلا بعظيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:"مامن أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام قيل يارسول ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:ولا الجهاد إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع بشئ".
ومن بين أيامها يوم عرفة الذي يكفر صيامه سنة ماضية وسنة قادمة.
هكذا هي إذا منحة ربانية من الله لعباده لينهلوا منها ما استطاعوا لتكون وقودا لهم يحركهم لإستكمال مسيرتهم في هذه الحياة.
وحتى ينهل المسلم من خيرات تلك الأيام المعلومات كما قال الله عزوجل فيها، عليه أن ييدأها بتوبة نصوحة وخلوة يعيد فيها ترتيب حساباته ويضع خطة ليستغل لحظاتها الإستغلال الأمثل فما يمضي منها لا يعود ولا ندري هل ستمر علينا ثانية أم لا فكيف نضيع هذه الفرصة؟؟!!
أضف تعليقك