• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

شاع عند الفقهاء إطلاق لفظ النازلة على المسألة الواقعة الجديدة التي تتطلَّب اجتهادًا، قال ابن عبدالبر: "باب اجتهاد الرأي على الأصول عند عدم النصوص في نزول النازلة". وقال النووي: "وفيه اجتهادُ الأئمة في النوازل، وردّها إلى الأصول. وقال ابن القيم: "وقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجتهدون في النوازل"

ويشترط في النازلة ثلاثة شروط:

أن تكون واقعة، وأن تكون جديدة، وأن تكون شديدة.

أما الانقلاب فهو أكبر النوازل وأشدها على الأمة كلها وليس على مصر فحسب ولابد من تناول علمي جاد لفقه هذه النازلة وما تلاها من وقائع وانا بدوري افتح الموضوع منتظرا من اهل العلم ومن طلابه المشاركة في التاصيل والتنظير والتقعيد لكل ما ارتبط بالانقلاب من وقائع تهم عموم المكلفين .

أما النظرة الاولى في الموضوع فلابد من تحرير النزاع في الوصف الشرعي للانقلاب لنتفق قبل الحديث عن أي أحكام فقهية متعلقة باحداث وقعت في زمن الانقلاب .

أما الانقلاب فكما ذكرت فهو من اشد النوازل واعظمها واشدها على الامة فالانقلاب الذي حدث في مصر يختلف عن الانقلابات التي تعرفها النظم السياسية اذ المعروف في هذه النظم ان الانقلاب "عملية عسكرية سريعة ودقيقة لإزاحة قائد دولة من منصبه، واستبداله بغيره، سواء كان قائد الانقلاب نفسه، أو من يختاره هذا ويعينه لقيادة الدولة "أو أنه "الاستيلاء على السلطة في مركزها الرئيسي، بما يمكن من بسط النفوذ على كافة أرجاء الدولة".

كما يختلف هذا الانقلاب عما يعرفه الفقه السياسي الاسلامي بإمامة المتغلب فكل ذلك يختلف عما حدث في مصر في 30/6/2014 فلم يكن الامر هو مجرد خلع رئيس الدولة محمد مرسي المنتخب بالقوة العسكرية لينصب قائد الانقلاب نفسه رئيسا بدلا منه بل كان اخمادا لصحوة اسلامية يشهدها العالم الاسلامي ومن ثم فقد توجه اول ما توجه هذا الانقلاب الى محاربة جميع مظاهر التوجه الاسلامي في كل المجالات بالقوة ودعم ومناصرة الافكار والمناهج المعادية للدين سواء على مستوى الثقافة او الاداب او التعليم او الاعلام ولايخفى هذا على متامل بقليل من النظر ولقد كان الانقلاب اقرب الى الهجمات الاستعمارية التترية التي استهدفت هوية الامة ومقدراتها وثرواتها واخضاعها للاجنبي .

إن اعتبار الانقلاب مجرد تغيير لرئيس الدولة تسطيح للامور ونظرة في غاية القصور ويترتب على هذا النظروالاستقرار على الوصف الشرعي الصحيح للنقلاب تحديد موقف المكلفين منه والتعامل معه

يترتب على هذا النظر من الانقلاب وجوب مقاومته بكل الطرق وجميع الاساليب من جميع المكلفين كل حسب طاقته وامكانياته سواء كان داخل مصر او خارجها سواء كان مصريا او غير مصري اذ ان الانقلاب يستهدف هوية الامة الاسلامية وقد وقف في اول لظة من عمره مع اعداء الامة الاسلامية سواء داخل مصر او خارجها وشن حربا حرب على الهوية عابرة للحدود ومن هنا فالموقف منه ينبغي ان يكون مقاومة ايضا عابرة للحدود

ويكون الحديث عن اعتباره امامة للمتغلب يدعوا البعض للتعامل معه كامر واقع وله السمع الطاعة حتي تستقر الاوضاع هو سفه بعيد عن النظر الصحيح لان إمامة المتغلب ايا كان الرأي الفقهي بشأنها غير مطروحة اصلا للنقاش اثناء الحديث عن الانقلاب

يبقي تناول النظر في الاحداث التي عاصرت الانقلاب ووجوب بيان الاحكام الشرعية بها تفصيلا نظرا ودراسة وتطبيقا وهذا ما سنتناوله في الحلقات القادمة.

أضف تعليقك