• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، كانت الفرق المصرية خاصة في كرة القدم غالبا ما تخفق أمام الأندية والمنتخبات الإفريقية، وكانت الصحافة المصرية تبرر هذا الفشل بسوء التحكيم الإفريقي وانخفاض الضغط الجوى!.

فقد قام أحد أفاكي ومطبلاتية الإعلام الانقلابي والمعروف بـ (أبو قفا) بعمل استفتاء لمتابعيه- وهم من مؤيدي النظام الانقلابي- فطرح على متابعيه من آكلي العشب ولاعقي البيادة سؤالا مفاده: هل تؤيد ترشح زعيم عصابة الانقلاب لفترة ثانية.. نعم، لا؟، فكانت نتيجة الاستفتاء الذي صوتت له لجان النظام الانقلابي الإلكترونية ومتابعو (أبو قفا)، وعلى الرغم من أن هذا الموضوع برمته رتبت له الجهات الأمنية، التابع لها "حكواتي" الانقلاب، وذلك للتدليل على أن الشعب مع زعيم عصابة الانقلاب قلبا وقالبا، ويدور معه حيث دار، وكل ذلك بأدلة دامغة وعلى عينك يا تاجرّ، إلا أن النتيجة كانت 81% من آكلي العشب والعليقة الخضراء يرفضون إعادة ترشح زعيم عصابة الانقلاب، بينما 19% فقط من مدمني البرسيمول هم من أيدوا ترشحه لفترة ثانية.

واللافت فعلا أن (أبو قفا) أجرى ثلاثة استفتاءات أوضحت تفوق المؤيدين لترشيح زعيم عصابة الانقلاب من المتابعين لنهيقه اليومي على الفضائية الانقلابية، وتفوق أيضا من شاركوا في الاستفتاء على الفيسبوك، بينما تراجع ذلك على "طنيطر"!، ترى ما سبب هذا التراجع؟ أكيد طنيطر تابع لجماعة الإخوان الإرهابية!.

وبعد الفضيحة أم جلاجل قام بإنهاء الاستفتاء، وأغلق حسابه على تويتر؛ زاعما أن حسابه تعرض للاختراق والسيطرة عليه من جانب مجموعة من "هاكرز" يقيمون في تركيا وقطر؛ لأنهما تعاديان النظام الانقلابي منذ سهرة 30 يونيه الشعبية العظمى!.

إلا أن فضائية صدى البلد الانقلابية أبت إلا الاستمرار في التطبيل والكذب حتى آخر نفس، فقد كتبت على موقعها خبرا مضحكا يفيد بأن 95% من رواد موقع تويتر وافقوا على ترشح زعيم عصابة الانقلاب لفترة ثانية على صفحة (أبو قفا) في الفيسبوك!، كما نشر الموقع تحت عنوان "ما نستغناش عنك يا ريس" بعضا مِن آراء ما زعمته القناة بأنهم صوتوا بالموافقة على ترشح زعيم عصابة الانقلاب فترة ثانية قائلة "حطم مشروع أمريكا ونسانده إلى النهاية، لدينا رئيس وجيش ووطن وهذا يكفي، نوافق على استمراره حتى لا نترك البلد للعملاء، نعم للسيسي ولن نترك مصر للخونة!. وقالت إن الصفحة الرسمية لـ(أبو قفا) على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» شهدت تفاعلا كبيرا مع الاستفتاء الذي طرحه خلال برنامجه «على مسئوليتي»، وأن 95% من المشاركين بها أيدوا ترشح زعيم عصابة الانقلاب لفترة رئاسية جديدة!.

لكن الفضائية الانقلابية لم تذكر نتيجة الاستفتاء على تويتر، مع أن الاستفتاء تم إغلاقه بعد هذه الفضيحة التي شهدت بها عدة صحف ومواقع، وسجلتها الأخبار، وتابعها رواد مواقع التواصل والقراء، وإلا لماذا أغلق حكواتي الانقلاب حسابه الرسمي؟ وهذا الذي حدث يؤكد أن زعيم عصابة الانقلاب يحتضر، ليس فقط لدى عامة الشعب، بل حتى لدى أفراد الشعب الثاني من الراقصين والراقصات وأراذل القوم من كارهي الإسلام والمسلمين في شخص الإخوان المسلمين، ولم يعد له قبول أو تأييد إلا لدى عسكر كامب ديفيد وداخلية الانقلاب وقضاء الحاجة أو الأذرع الإعلامية التابعة للمعلم عباس ترامادول وعصابات الفساد المنظمة، والتي تجد رعايتها في ظل النظام الانقلابي وأتباع الأحزاب الكرتونية ونواب برلمان عبد العال.

والطريف أنه بعد كل هذه الإخفاقات السياسية والاقتصادية والفشل في كل شيء والمشروعات الوهمية، ظن (أبو قفا)- وبعض الظن إثم- أن على جميع المصريين الذين يسفههم ويسبهم ويحتقرهم، صباح مساء، الالتزام بتعليمات المعلم عباس والشؤون المعنوية لعسكر كامب ديفيد، إلا أن رياح الاستفتاء الأمنى جاءت بما لا تشتهي سفن الانقلاب الغارقة في وحل الفساد المالي والإداري برعاية الفاسدين والمفسدين".

وعلى الجانب الآخر، كان مركز بصيرة لبحوث الرأي العام قد أجرى هو الآخر استطلاعًا حول تقييم المواطنين لأداء زعيم عصابة الانقلاب، وأظهر الاستطلاع أن شعبيته انخفضت من 91% إلى 82% مقارنة بالعام الماضي، أي أنها تراجعت بنسبة 10% بعد مرور 26 شهرا، 10% فقط بعد كل هذه الإخفاقات على حد زعمهم.

وأعلن أيضا أن 7% فقط من المصريين سمعوا عن مبادرة عصام حجي ومشروعه الذي طرحه في إطار البحث عن بديل لزعيم عصابة الانقلاب في انتخابات عام 2018، هذا المركز المشبوه والمعروف بعلاقاته الواسعة مع الجهات الأمنية، والذي كان يعمل لخدمة نظام المخلوع، فقد ذكر أن وزير داخلية المخلوع حبيب العادلي أكثر الوزراء قبولًا في الشارع المصري، كما حاول أن يضفي بريقا ولمعانا على رئيس وزراء الانقلاب السابق إبراهيم محلب بقوله: محلب هو الأكثر شعبية بين رؤساء الحكومات الأخيرة.

ومن استطلاعاته أن زعيم عصابة الانقلاب أفضل شخصية سياسية لعام 2015، وأن 68% من المصريين يرون أحوال البلد حاليًا أفضل من قبل ثورة يناير، وأن 81% من المصريين راضون عن سهرة 30 يونيو، وأن 57% من المصريين يرون الإخوان مسؤولين عن العنف منذ فض رابعة، وغيرها من الاستطلاعات المزيفة التي تخضع للموافقات الأمنية، بل وتحديد الأسئلة التي تطرح.

والسؤال الذى يطرح نفسه حول زعيم عصابة الانقلاب، والذى ردد فى أحد خطاباته "يا نحكمكم يا نقتلكم" أكثر من ثلاث مرات: هل يحتاج إلى مثل هذه الاستفتاءات والاستطلاعات المزيفة؟.

أضف تعليقك