• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين ، اللهم صلى وبارك عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم واهتدى بهديهم واقتفى أثرهم فى ثورتهم على الظلمة والظلم والفساد والفسدة إرساء لقواعد الحق والعدل والحرية والعزة  وبعد...

 إن الإنسان حين يشعر بالعزة ويسعى لها ، يتجافى عن السفاسف ويبتعد عن الرذائل ويصبح كريم النفس طاهر الفعل طيب السلوك ، ويوم أن وجد المنكر الأكبر وهو إقصاء الوحى ( قرآناً وسنة) عن منصة الحكم وغاب المعروف الأكبر وهو الاحتكام إلى الوحى المنزه فقد عاش بعض أفراد الأمة فى ظل الدونية فتركوا الفرض وتساهلوا فى الأرض والعرض وسادت لديهم النفعية والأنانية والآثرة بل قاموا بدعوة الناس إلى تقليدهم والإقتداء بهم فى دونيتهم عقيدة وخلقاً وسلوكاً ، مخالفة للوحى المنزل من عند اللطيف الخبير ومخالفة لفطرة الإنسان (فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا) ( يولد المولود على الفطرة ) أى الإسلام .

وانظر وعايش سورة يوسف عندما اجتمعت النسوة فى القصر بدعوة من صاحبة القصر ماذا كان رد يوسف قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) فأبى الكريم العزيز أن ينزل على رأى الفسدة ونظامهم الذى لا يبالى بما يحدث حتى فى بيوتهم .

 فقط : بعد ثبوت جريمتها وبراءة يوسف (يُوسُف أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِك إِنَّك كُنْت مِنَ الْخَاطِئِينَ) فقط !!! فحماية الفساد ليستمر قانونهم وشرعتهم !! وانظر لواقع العناتيل اليوم مع أصحاب القصور والمناصب والسلطة سواء التشريعية أو القضائية أو التنفيذية !!! فيود الفاسد المفسد لو فسد كل الناس وود السارق لو سرق كل الناس ، وود المغتصب المجرم اليوم لخق غيره _ رغم وصية أمه له بغير ذلك ! ، أمه الغير معروف ديانتها وما يدور حول ذلك من لغط دون رد من أى جهة _ لو اغتصب كل الناس ، وودت الزانية لو زنت كل النساء . وفى سجنه عليه السلام لم يمنعه الواقع الصعب المؤلم عن القيام بمهمة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والدعوة إلى دين الله الواحد القهار .

 فاﻹنسان المريد يختلف عن الحيوان المسوق ، وخلافة هذا الإنسان فى أرض الله (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) توجب من هذا الخليفة الربانى أن يقاوم كل من يخل بهذا الإستخلاف وشروطه ، فلابد من مقاومة الظلم والظلمة والفساد والفسدة وعدم الركون إليهم وعدم النزول على رأيهم (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ ) والعزة صفة لازمة لأهل الاستخلاف ، وهى صفة جامعة إذا تركها تخول إلى طالم جزاؤه جهنم وبئس المصير (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) تمهل فى قرأءة الآية وأعد قرائتها ، تجد العزيز سبحانه وهو يحاسب عباده الذين رضى لهم العزة فرفضوها ورضوا لأنفسهم الدونية بعدم مقاومة الظلم والظلمة وعدم مقاومتهم ومقاومة منكرهم المتمثل فى عدم الاحتكام لشرع الله فى أرض الله كشرط للاستخلاف فى أرضه .

فهل من استفاقة يامن أعزك الله ورفع قدرك واستخلفك فى أرضه لتنتزع حقك من بين شدق الأفاعى من الفسدة الظلمة الفسقة الفجرة ؟ فكل عزة ومنعة وكرامة وسعادة فى الدارين تابعة للمعروف الأكبر ، وكل ذلة ومهانة وحقارة تابعة للمنكر الأكبر .

فهل من مواجهة ومجابهة للمنكر وأهله فى كل ميدان وموقع _ كل بحسبه لإستئصال الظلم والقهر والفساد .

 فاللهم ثورة عليهم لتنحيتهم وإحنائهم وإقصائهم وإبعادهم ، بل واستئصال شأفتهم ليعود المعروف الأكبر _ وما بعده هين _ ، ويزول المنكر الأكبر _ وما بعده أهون _ (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ) (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا )

أضف تعليقك