• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة



 التعمق في دراسة أحداث التاريخ يؤدي إلي اكتساب خبرات وخيارات ووسائل متعددة لمقاومة الظلم واسترداد الحقوق المسلوبة مثل:

 1- نشر الوعي: لكي يُدرك الإنسان أنه مظلوم ويحدد من الذي ظلمه وما نوع الظلم الذي وقع عليه ليقرر بعدها خيارات المقاومة, لأن الظالم يستفيد من جهل الناس بمظالمهم فيستمر في غيه دون خوف. أما عندما يتم فضح مؤامرات الظالمين وتعريتها فلا ينخدع بهم الناس وبحيلهم الماكرة وأساليبهم الناعمة الخادعة .

 2- التحرر من الخوف: وذلك بالعمل على تسفيه رموز الظلم وبيان حقيقتهم حتى لا يهابهم الناس, وليعلم الجميع أن الباطل مهما انتفش فهو ضعيف جبان وأنه يحمل بين جنبيه عوامل هلاكه. يقول الكواكبي: " إن الاستبداد يُحَوِّل ميل الأمة الطبيعي من طلب الترقي إلي طلب التسفل بحيث لو دُفعت إلي الرفعة لأبت وتألمت كما يتألم الأجهر من النور". لذلك اهتم الأنبياء والمصلحون بتحرير شعوبهم من رق الوثنية والاستعباد قبل الإقدام والمقاومة.

 3- التخطيط ومعرفة قدرات الخصم ونقاط قوته ونقاط ضعفه، وكذلك معرفة قدرات المقاوم ليوظفها توظيفاً صحيحاً تمكنه من شل قدرات الظالم وإضعافه, فالتخطيط يُقسِّم المقاومة إلي مراحل؛ كل مرحلة تؤدي إلى التي بعدها حتى يتحقق الهدف، والتخطيط كذلك يحدد أولويات المواجهة وبأي النقاط نبدأ . قال تعالى: " وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ {12}" (التوبة 12). أما الانفعال وإسقاط تجارب الآخرين دون إدراك للواقع فإنه يعتبر تصرفًا أهوجًا لا يقتل عدواً ولا ينقذ صديقاً, بل سيُمَكِّن الظالم من الاستمرار . يقول الشيخ أحمد ياسين رحمه الله: " القوي مها كان قوياً فإن فيه نقطة ضعف, والضعيف مهما كان ضعيفاً فإن فيه نقطة قوة, فإذا التقت نقطة القوة عند الضعيف بنقطة الضعف عند القوي انتصر الحق على الباطل".

 4- التعقل وعدم التهور أو الاستدراج لمرحلةٍ أنت غير مستعد لها: فالمستبد يود لو فرض عليك أسلوب مقاومته فهو يُحَضِّر نفسه ويُسخِّر موارد البلاد للمواجهات العنيفة, فليس من الحكمة أن نواجهه بما يتفوق فيه, ولكن المقاومة التي تشل قدرته وتُضعف همته مثلما فعلت انتفاضة الحجارة وانتفاضة السكاكين وغيرهما.

 5- اعتزال الظالمين ونبذهم وعدم الركون إليهم: إن الظالم يُحيط به الخوف من كل جانب، فعندما يعلن المظلومون رفضهم لظلمه فإن ذلك يزيده خوفاً ويدفعه للتراجع، ولقد حث الإسلام على اعتزال الظالمين ومقاطعتهم, قال تعالى: "وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ " ( هود 113 ).

 6- اليقظة لمحاولات الإغراء والاستقطاب: إن الظالمين في كل زمان يسعون لاستقطاب بعض الناس بالترغيب والترهيب, ولكنها محاولات لا قيمة لها إذا كانت الشعوب واعية بمظالمها وحقوقها واتفقت علي أهدافها. ولنا الأسوة الحسنة في النبي صلى الله عليه وسلم عندما فطن لمساومات وإغراءات قريش فردهم خزايا مدحورين. وعندما اشتعلت الثورة المهدية في كل السودان أرسل ( جوردون ) إلي (الإمام المهدي) خطاباً يُعيِّنَه فيه حاكماً على ( كردفان ) فرد عليه الإمام المهدي قائلاً : " لسنا في كسروية كسرى ولا قيصرية قيصر ولا باشوية باشا ولا مديرية مدير ولا حاجة لي بالسلطنة والملك والجاه, إنما نحن في وظيفة مهدية " .

 7- العمل على توحيد الجهود وتقوية الصفوف لمقاومة الظالمين دون التنازل عن مبدأ أو الاعتراف بباطل: قال تعالى: " فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ " ( القلم 8 – 9 ) ولأن الله تعالى يقول أيضاً: " وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ " ( آل عمران 103) وقال تعالى: " وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ " ( التوبة 36 ). ويدخل في هذا الجانب أيضاً تكوين الأحلاف والتكتلات التي من شأنها النيل من الظلم وتهديد وجوده بل والقضاء عليه .

 8 - مقاطعة أعوان الظالمين الذين يُعتبرون شرايين الحياة بالنسبة لهم: فيجب إعلان المفاصلة الواضحة لأعوان الظالمين – أفراداً ومؤسسات وهيئات ودول - من أول لحظة حتى يرتدعوا ويرجعوا عن باطلهم وحتى تجف هذه الشرايين فنُعجل بزوال الظلم وأهله.






 

أضف تعليقك