• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بعد الانقلاب الفاشل في 15 يونيو 2016 في تركيا وظهر دور الشعب التركي العظيم في إفشاله، وبدأت المقارنة بين الشعب التركي والشعب المصري، ورأيت في هذه المقارنة ظلماً للشعب المصري وتناسينا ما قدمه هذا الشعب الحر من روحه ودمه وحريته وماله في سبيل انتزاع حريته منذ ثورة 25 يناير 2011 وحتى الآن.

لقد وقف هذا الشعب الحر العظيم في وجه الظالمين والفاسدين عقودًا كثيرة وهناك من النماذج التي سطرها التاريخ بأحرف من نور – وإن كانت بعيدة عن أعين الكثير – لكن لا يمكن إغفالها لأنها المداد الذي نسطر به تاريخ مصر الحديثة ، والشعلة التي يهتدي بها الأحرار من بعدهم  ، وإليك بعض النماج في الخمس سنوات الأخيرة ، حتي نعلم أن ما نقرأه عن هذا الشعب غير صحيح – هم يريدون له ذلك - .

*ألم ينتفض هذا الشعب الحر العظيم في جمعة الغضب وكسر آلة الظلم الجبارة المتمثلة في الشرطة وجهاز أمن الدولة والحزب الوطني؟!

*ألم يتصد هذا الشعب الحر العظيم لجحافل البلطجية الممنهج في ميدان التحرير وميادين مصر فترة الثورة؟!

*ألم يتصد هذا الشعب الحر العظيم للخونة من العسكر عندما فكروا في اقتحام ميدان التحرير في غفلة من الثوار وارتمى الثوار من شباب وشيوخ أمام مجنزرات الدبابات كي يمنعوهم من تنفيذ مخططهم؟!

*ألم يحافظ هذا الشعب الحر العظيم علي مؤسسات الدولة بما فيها الكنائس والمعابد فلم يشهد حالة تعد عليها؟!

*ألم يسهر هذا الشعب الحر العظيم الليالي لحماية الناس في أحيائهم وقراهم كلجان شعبية قاموا هم بتشكيلها ليطمئن الناس علي أموالهم وأعراضهم؟!

*ألم يتحمل هذا الشعب الحر العظيم الساعات العديدة بالوقوف في الطوابير لخمسة استحقاقات ما بين استفتاءات وانتخابات برلمانية ورئاسية.

*ألم ينتفض هذا الشعب العظيم ضد الانقلاب المجرم رفضًا لما تم في مذبحة القرن (رابعة والنهضة) بمئات الآلاف على مستوى القطر.

نعم سكت هذا الشعب الحر العظيم بعد ذلك رغم بيان ووضوح الظلم والفساد ولم ينتفض حتى الآن لانتزاع حريته من هذه العصابة المجرمة !! لكني ألتمس له عذرًا بل أعذارًا.

*فهو لم يتذوق طعم الحرية ويشبع بها.

*لم ير منذ اندلاع ثورة يناير2011م إلا الخوف وعدم الأمن والأزمات اليومية التي عانى منها أشد العناء.

*لم يسمع إلا من الإعلام الفاسق سوى التخوين وشيطنة الشرفاء من هذا الوطن وإرساء فكرة المؤامرة على هذا الوطن.

*لم ير سوى دولة عميقة مستأسدة عليه لا ترعي له مصلحةً ولا تنظر إليه إلا أنه عالة عليها والقضاء عليه أفضل الحلول.

*لم ير سوى قبضةٍ أمنيةٍ فاقت تصوراته (قتل وحرق جثث وأحياء وهتك لأعراض وحبس لبنات قبل الشباب وتجميد لأموال النبلاء من هذا الوطن وتصفية جسدية واختفاءات قسرية .......)

* لم ينعم برغدٍ من العيش بل عاش طوال حياته تحت سياسة (جوع عبدك يتبعك) فظل طوال حياته يلهث وراء لقمة العيش ليستر نفسه وأبناءه.

شعب كهذا ماذا يُرتجى منه وسط هذا المناخ الذي يحياه منذ عقود طويلة؟!.

لكني علي ثقة في ربي أولاً ثم في هذا الشعب - وفي منه القلب الشباب - أنه لن يخذل هذا الوطن الحر فلن يحرره من قبضة العصابة الفاسدة سواه، تصوري للشعب المصري الحر العظيم أنه صبور وحمول، مثل الأستك المطاط كلما ضغط عليه تمدد لكنه إذا انقطع أوجع ماسكه، أراهن على هذا الشعب أنه سينهي المعركة قريبًا وسيشهد بذلك التاريخ القريب- إذا أحسنا اختيار مفتاح تثويره الصحيح.

وقتها سنرى بسالته وسنعلم حينها أننا حقًا ظلمنا هذا الشعب.

أضف تعليقك