• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

المشروعات الكبرى لا تكفي وحدها لنهضة بلادنا، وهذا الكلام يصيبك بالحيرة وأنت تتساءل: "إزاي؟"، ألا يؤدي ذلك إلى تحسين أحوال الناس، ويكون دليلا على أن مصر تتقدم للأمام؟ وأرد قائلا: "وإيه رأي حضرتك في عهد ناصر؟".. لقد أقام السد العالي والعديد من المشروعات الصناعية العملاقة.

 

وفي عصر السادات رأينا بداية العديد من المدن الجديدة، مثل أكتوبر والعاشر من رمضان وغيرها الكثير!، وما زالت مصر برغم كل ذلك تنتمي إلى العالم الثالث المتخلف، والحياة ببلادنا صعبة للغاية، وواضح أننا "محلك سر" إن لم يكن للخلف در.

 

وإذا سألتني: كيف نكون من الدول المتحضرة؟ قلت لك: إن ذلك يقتضي ثلاثة شروط تحديدا.. "مجتمع متماسك، وحر، ومنتج"، وواضح أن تلك المواصفات غير موجودة عندنا حتى هذه اللحظة.

 

وأشرح ما أعنيه قائلا: باختصار.. إنك لا تستطيع أن تقول عن بلادنا إن مجتمعها متماسك، ففيه انقسام عميق لم يسبق له مثيل، ويزيد الطين بلة موقف أجهزة الإعلام التي تزيد من الفرقة في المجتمع بدلا من العمل على إصلاحه، ولا أحد يزعم أن في بلادي مجتمعا حرا، فذلك مرتبط بتداول حقيقي للسلطة، والسماح لكل التيارات بالتعبير عن نفسها، وأن تكون السجون خالية من سجناء الرأي، فلا تضم سوى الإرهابيين، بالإضافة إلى المتهمين جنائيا في قضايا مختلفة.

 

وصدق أو لا تصدق.. عدد سجناء الرأي في بلادنا يكاد ينافس المتهمين في الجنايات!، وبعد الانقلاب جرى القبض على الآلاف، وللأسف القضاء المصري يحتاج إلى إصلاحات جذرية، وآخر دليل على ذلك الأحكام الصادمة بحبس الشباب الذين تظاهروا في 25 أبريل الماضي، وسجن فرقة موسيقية تسمى "أطفال شوارع!"، بالإضافة إلى قيام النيابة بالتجديد المستمر بحبس العديد من الشباب وسجناء الرأي دون تحديد مصيرهم، وتقديمهم إلى المحاكمة.

 

وأخيرا.. فإنه من المزعج أن تجد مصر تستورد الغالبية العظمى من احتياجاتها من الخارج، برغم أن "ناصر" قال لنا زمان: إن مصر نجحت في الصناعة، واكتفت ذاتيا من الإبرة إلى الصاروخ.

 

وتبين أن هذا كله "فشنك"!، واتضح ذلك جليا في هزيمة 1967. والدولة حاليا تقيم مشروعات اعترض عليها العديد من الخبراء، وهي لن تؤتي ثمارها إلا في المشمش!!. وكان ينبغي ونحن نعيش أزمة اقتصادية طاحنة، أن نعمل على دفع عجلة الإنتاج، وتحسين أوضاع ملايين الناس البائسة، بدلا من إنفاق أموال طائلة في مشاريع عليها علامات استفهام كبرى، مثل مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وإعادة إحياء مشروع توشكى الميت!.

أضف تعليقك