• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
Aug 13 21 at 02:11 PM

وثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان ملابسات استشهاد رجل الأعمال تاج الدين عبد القادر علام، الشهير بالحاج تاج علام، بأزمة قلبية حادة داخل محبسه بسجن طره تحقيق يوم الإثنين الموافق 9 أغسطس 2021.

رجل الأعمال تاج الدين عبد القادر علام من القنطرة غرب، بمحافظة الاسماعيلية، صاحب شركة التاج الذهبى، ويتمتع بسمعة طيبة، اعتقل فى يونيو 2019 على ذمة القضية 930 لسنة 2019 حصر امن دولة عليا، المعروفة إعلاميا بخلية الأمل، وحصل على إخلاء سبيل يوم 27 نوفمبر 2019 من محكمة جنايات القاهرة، بعد صدور قرار  بالتحفظ على أمواله وممتلكاته، ومنعه من السفر،  ثم جرى تدويره مرة أخرى على ذمة القضية 955 لسنة 2020. وكان أحد نزلاء الغرفة 4ب بالدور الأول في عنبر 1 بسجن طره.

فعلى مدار الأيام السابقة لوفاته وخاصة في الليلة الأخيرة، عانى الحاج تاج علام من التعب والآلام والإرهاق، المتبوع بأزمة قلبية شديدة، وتعالت أصوات الاستغاثات والطرق على الباب من زملائه داخل الزنزانة طلبا  للمساعدة الطبية، ولم يستغرق وقتا طويلا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

كان رجل الأعمال المعتقل يعانى آلام في القلب، وتضاعفت معاناته بسبب إصابته بتضخم في عضلة القلب، وانسداد في بعض الأوردة، ليؤكد الأطباء أنه كان بحاجة ماسة إلى تغيير صمامين.

ورغم حصوله على تقرير طبي يوصي بتحويله إلي مستشفي المنيل، لكن إدارة السجن تأخرت في نقله، لتتواصل معاناته على مدار فترات طويلة من الآلام التي كانت تستوجب التدخل الجراحي المتخصص والعلاج بالخارج، نظرا لعدم توافره داخل مستشفى ليمان طرة، ولكن التعنت الشديد من قبل إدارة سجن طرة تحقيق في التعامل مع وضعه الصحي الخطير أدى إلى ازدياد حالته سوءا، كما هو الحال مع الحالات المرضية الحرجة الأخرى للمرضى، التي تتقاعس أجهزة الأمن في إنهاء إجراءات تحويلها إلى المستشفيات المختصة، مما يؤدي إلى حدوث انتكاسات صحية خطيرة للكثير  من المرضى وكبار السن المعتقلين.

ويطلق على عنبر 1 بسجن تحقيق طره، مقبرة الكوادر، بحسب وصف سجين سابق، خرج مؤخرا من نفس السجن، وكان نزيلا في نفس العنبر الذي توفي فيه السجين تاج الدين علام.

 وحسب وصف شاهد العيان، فإن عنبر 1 يتكون من مبنيين (أ) و (ب)، يضمان 32 غرفة، تتراوح مساحتها بين 6×8 متر، وأخرى 3×5 متر، للحبس  الانفرادي، ويتكون المبنى من ثلاثة أدوار متقابلة بينها ممر سعته ٣ متر وممرين أمام الغرف سعتهما متر ونصف، وطريقين ضيقين.

ووفق شاهد العيان، تقع بكل دور 6 غرف، واحدة انفرادي وخمسة للحبس الجماعي، وكل غرفة متوسط تسكينها من 15 إلى 25 فردا.

كما أن المبنى الذي كان مخصصا للتسكين الجنائي، وتم تحويله مؤخرا لتسكين كوادر السياسيين. ويعتمد التسكين على ترشيحات ضباط الأمن الوطني، حيث يتم تسكين العناصر المزعجة من باقي العنابر ونقلهم إلى هذا العنبر، ومن يحتج على سوء المعاملة يتم تسكينه فيه، إضافة إلى القضايا التي بها قيادات من الإخوان أو التيار المدني على السواء.

ويشكو النزلاء من أوضاع الحبس المزرية التي تتمثل في ضعف الإنارة الشديد وسوء التهوية، وعدم وجود مراوح أو عدم كفايتها إذا وجدت.

كما يشكو النزلاء من غياب الرعاية الصحية، وقلة التريض، الذي تتراوح مدته ساعة لكل غرفة في المتوسط.

يعانى المعتقلون المرضى وكبار السن داخل عنبر 1 بسجن طرة تحقيق كما في السجون وأماكن الاحتجاز الأخرى من التعنت الشديد  في تحويل أصحاب الأمراض الخطيرة إلى المستشفيات المختصة الخارجية وعدم تلقى الرعاية الصحية في الوقت المناسب وفى المكان المناسب، وهو ما يؤدي إلى سقوط مئات الضحايا من كبار السن والمرضى المعتقلين.

الشبكة المصرية من خلال رصدها وتوثيقها لسقوط عشرات الضحايا من المعتقلين داخل محبسهم ووفاتهم رغم محاولات طلب الاستغاثة، التي تتعالى بها أصوات زملاء الزنزانة، والتي لا تجد استجابة من السلطات الأمنية إلا بعد أن يلفظ المعتقل أنفاسه الأخيرة، تطالب النائب العام المصري بالتدخل لوقف هذه الجريمة، والعمل على تطبيق مواد الدستور والقانون والحفاظ على أرواح المعتقلين وسلامتهم، وإحالة المقصرين للتحقيق والمحاسبة.

أضف تعليقك