• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
Jun 26 21 at 11:58 PM

إن الأصول العشرين التي كتبها الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله تعتبر من أجمع ما كتبه، لأنها احتوت على ما يجب على المسلم أن يعتقده ويأخذ به في سلوكه وتنظيم علاقاته بخالقه وبالآخرين من بني الإنسان، وقد آثرنا شرحها بإيجاز لتكون مفهومة بقدر أكبر مما هي عليه الآن، ويلاحظ على هذه الأصول أنها شدّدت على ما لا يجوز الخلاف فيه من أمور العقيدة، وكما جاءت في القران الكريم والسنة النبوية المطهرة، حتى يقف المسلم عندها، ولا يتجاوزها بالزيادة والنقصان، كما بين المرشد رحمه الله في هذه الأصول الأمور التي يجوز الخلاف فيها حتى لا يستغرب الأخ من وقوع مثل هذا الخلاف، وإن كان له أن يتحرى عن الأولى والأكثر صواباً.

إن المرشد رحمه الله كان موفقاً في كتاباته إلى الحق، ولا معصوم من الخطأ إلا رسول الله ﷺ ، ولذلك نوصي الإخوان دائماً بقراءة ما كتبه وإعادة قراءة ما قرءوه منها، فإن في تكراره ترسيخاً للمعاني التي أرادها المرشد رحمه الله تعالى في نفوسهم على أن يعلم الإخوان أن ما كان يريده المرشد رحمه الله ويؤكد عليه هو العمل بما يعلمه المسلم من معاني الإسلام، وبناء النفس في ضوء هذه المعاني، وهذا النهج الذي تستقيم به النفوس وهو ما كان يتبعه الصحابة الكرام رضي الله عنهم فكانوا يعملون بما يعلمون..

وفّق الله الإخوان إلى ما يحبه ويرضاه وأمدهم بعونه حتى يقوموا بخدمة دينه، رحم الله مرشدنا بنى نفوسناً كثيرة على الهدى والصلاح وحب التضحية والجهاد.

والله أكبر ولله الحمد

الأصــل الرابع

والتمائم والرقي والوَدَع والرمل والمعرفة والكهانة وادعاء معرفة الغيب، وكل ما كان من هذا الباب منكر تجب محاربته إلا ما كان آية من قرآن أو رقية مأثورة .

الشرح: المسلم مُطالب بالأخذ بالأسباب التي وضعها الله جل جلاله مقضية إلى مسبباتها ونتائجها، فالأكل سبب لطرد الجوع وبقاء الحياة، والشرب سبب لذهاب العطش، والعمل للكسب والغنى، وهكذا .

وهناك أسباب معنوية تؤدي إلى نتائج ايجابية ومنها الدعاء، فقد يدعو المريض فيشفي والضال فيهتدي، وهكذا لأن الأمور كلها بيد الله جل جلاله وهو الذي جعل التوجه إليه والاستعانة به والطلب منه أسباباً لحصول المطلوب متى ما استجمعت في الداعي شروط معينة وأبعدت مواقع عدم الاستجابة، ومن الأسباب المعنوية بعض الرقى، أي الأدعية التي يدعو بها المسلم في ضيقه، أو مرضه، أو يدعى له بها كما ورد في بعض الأحاديث، منها: (بسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء يؤذيك، من شر النفاثات في العقد ومن شر حاسدٍ إذا حسد)، ونحو ذلك من الرقي، فهذه جائز لوروده في السنة المطهرة، وما عدا ذلك من الكهانة، وادعاء معرفة الغيب، وكتابة الكلمات غير المفهومة، وحمل بعض الأحجار، أو العظام، وغير ذلك فكلها أمور مُنكرة يجب إنكارها .

ولا يُقال هنا: كيف تنكر ادعاء معرفة الغيب وقد قًلنا في شرح الأصل الفائت: أن آثار الإيمان الصادق الكشف .. ومنه معرفة بعض الغيبيات؟ والجواب على هذا الاعتراض: أن الكشف يجري على يد المؤمن بدون طلب منه، ولا يملكه هو ويجلبه متى شاء، وليست عنده حاسة خاصة لهذا الكشف وإنما يُجريه الله جل جلاله على يده، فتنكشف له بعض الأمور والخفايا والبواطن، وهذا يُخالف ادعاء معرفة الغيب لأن مدعي علم الغيب يدعي أنه يبصره ويراه متى ما أراد كما يبصر بعينه الأشياء المادية متى ما أراد وهذا هو الممنوع .

أضف تعليقك