• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
Feb 12 21 at 10:00 PM

قال الدكتور طلعت فهمي، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان المسلمين إن الشعب المصري خرج في ثورة 25 يناير للمطالبة بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية، وهذا ما عناه الإمام الشهيد حسن البنا حين قال "أنا سائح يبحث عن الحقيقة وإنسان يبحث عن مدلول الإنسانية بين الناس ومواطن يبغي الحرية لوطنه وبني جنسه وإنسان أدرك سر وجوده فنادى قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".

وأضاف "فهمي"، في حواره مع تليفزيون وطن، أن "الإمام البنا أراد لهذه الأمة العيش والحرية والكرامة الإنسانية بعيدا عن الاستبداد والظلم، وكما قال الأستاذ إبراهيم منير، نائب المرشد العام، في سلسلته عن هذا النسر الذي لا زال يخفق بجناحيه رغم مرور كل هذه السنين، أن هذا الرجل طاردوه حيا وقتلوه ليلا ودفنوه سرا ولازالوا يحاصرون فكره وجماعته وأهله ومحبيه ولكن يأبى الله عز وجل إلا أن تنشر رياح الخير هذه الدعوة الكريمة في الآفاق".

وأوضح أن دعوة الإخوان المسلمين وهي تستكمل الآن قرنها الأول باتت مدرسة فكرية كبيرة جدا يستلهم هذا الفكر أحزاب وجماعات وهيئات ومؤسسات ومراكز ومدارس وجامعات وصارت هذه الدعوة الآن موجودة في مشارق الأرض ومغربها، مضيفا أنه في ليلة استشهاد الإمام البنا نستحضر ما كان يقوله الصهاينة عن حسني مبارك، كانوا يقولون إنه الكنز الإستراتيجي، وفي نفس الوقت في الجامعة العبرية عام 1970 كانت هناك مجلة حائط عليها صورة الإمام البنا وكتب تحتها هذا الرجل حشد أعضاء جماعته وآخرين من البلدان العربية لحربنا ولولا أن أصدقاءنا المصريين كفونا هذا الرجل وجماعته لكان لنا الآن حال آخر".

العمل الوطني أولا

وأشار فهمي إلى أن الكاتب الأمريكي روبرت جاكسون حين قال لا أدري هل هناك علاقة بين الطريقة التي كان يفهم بها حسن البنا الإسلام والطريقة التي يدعو بها إلى الإسلام رغم أن كثيرين كانوا يدعون إلى هذا الإسلام وبين الطريقة التي مات بها هذا الرجل، لعل التاريخ يجيب، مضيفا أن تنحي مبارك كان نتيجة طبيعية لعمل وطني كبير استمر لسنين طويلة.

ولفت "فهمي" إلى أن الإمام البنا بدأ دعوته عام 1928 وكان يضع العمل الوطني في مقدمة أعمال الإخوان المسلمين حتى أنه جعل لدعوته أركانا عشرة فكان الركن الثالث منها العمل وجاء في العمل بعد الفرد والبيت جاء العمل مع المجتمع وكان الإمام البنا يرى العمل مع المجتمع بنشر دعوة الخير فيه والمبادرة إلى فعل الخير وحير يراجع الإنسان تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في العمل مع المجتمع يرى أن الإخوان عام 1930 أسست أول مشروع لمحاربة الأمية على مستوى العالم العربي والإسلامي فأنشأت 1000 مدرسة ليلية مما حدا بوزير المعارف محمد العشماوي أن يوجه شركا خاصا لجماعة الإخوان المسلمين".

وتابع:" جماعة الإخوان أنارت القرى بالفوانيس عام 1944 قبل أن يدخلها التيار الكهربائي، وأسست الجماعة قسما طبيا داخلها يشرف عليه أ.د محمد سليمان عضو مكتب الإرشاد ووضعوا خارطة طريق للحالة الصحية وتعامل المصريين مع صحتهم، وكانت لهم مساهمة في محاربة الملاريا في قنا وأسوان، وفي عام 1947 في وباء الكوليرا كان هناك 40 ألف جوال من الإخوان حتى أن إسكندر باشا وزير الصحة وجه شكرا خاصا للإمام البنا، كما انشأ الإخوان أكثر من 100 مدرسة نموذجية كما اهتموا بالتعليم الحرفي والتأهيل المهني وأقاموا ما يشبه المدن الجامعية الصغيرة من أجل الطلاب المغتربين".

الدفاع عن العمال

وأردف:" عام 1945 أنشأ الإخوان لجنة من محامي الإخوان للدفاع عن حقوق العمال، وهي أول هيئة تنشىء شركات وتقوم بتمليك هذه الشكات للعاملين فيها مثل شركة الغزل والنسيج وشركة المحاجر وشركة الإعلانات وشركة الأشغال التجارية والتوكيلات والمطبعة، كما اهتم الإخوان في العمل المجتمعي بالمرأة من خلال تأسيس قسم الأخوات المسلمات، كما حارب الإمام البنا البغاء وأنشأ دارا للتائبات وحين طلب منه النحاس باشا سحب مرشحه للبرلمان اشترط إلغاء البغاء واعتماد اللغة العربية في المراسلات واعتماد الأعياد الإسلامية ومنها المولد النبوي الشريف والاحتفال به وتم له ما أراد، وأيضا جهد الإخوان المسلمين ومستوصفات الجمعية الطبية الإسلامية وجهود الإخوان خلال الزلزال وغيره".

واستطرد:" إن دور الإخوان المسلمين المجتمعي ممتد منذ تأسيسها على يد الإمام البنا حتى الثورة، فمصر كانت محتلة من قبل الإنجليز وفهم الإمام البنا أنه لابد من التصدي لهذا الاحتلال وفطن الإنجليز مبكرا لمرامي البنا الذي كان يعول على رفع الوعي لدى الشعب المصري فطلبوا من حسين سري باشا ان ينقل الإمام البنا، وكان مدرسا، إلى قنا في عام 1941 وتعجب الرجل من سر اهتمام الإنجليز بالإمام، وفي نهاية العام اعتقل البنا ونائبه وسكرتيره في معتقل الزيتون، وفي عام 1943 هم الإنجليز بنفي البنا خارج مصر كما فعلوا مع غيره من الزعماء الوطنيين وكانت هناك محاولة في مطلع الأربعينيات لدهس الإمام بلوري وفي عام 1946 تم إطلاق الرصاص عليه في مظاهرة في الأزهر كان يقودها بنفسه وأصيبت يده، كما تم ترتيب عملية اغتيال له في الحج عام 1948 إلى أن نجحت محاولاتهم في اغتياله عام 1949، لأنه كان يراهن على بناء وعي صحيح لدى المصريين والعمل على توحيد كل القوى الوطنية، فالإخوان لم يكونوا يعملون وحدهم وعندما أطلقت جمعية الشبان المسلمين دعوة لكل القوى المصرية للاتحاد حول هدف وأحد بادر الإمام البنا بدعم الدعوة، وأيضا في عام 1946 في حادثة كوبري عباس كان هناك تنسيق كبير بين طلاب الإخوان وطلاب الوفد وطلاب القوى الوطنية الأخرى".

التصدي للإنجليز

وواصل فهمي:"في 21 فبراير 1946 تصدى طلاب الإخوان المسلمين للإنجليز وكذلك للبوليس المصري الذي كان يأتمر بأمرهم واستشهد 7 من طلاب الإخوان وعرف هذا اليوم بعد ذلك باسم يوم الطالب العالمي، كما دعا الإمام البنا عام 1946 إلى التنسيق بين كل القوى الوطنية من اجل طرد الاحتلال الإنجليزي، وكان الإخوان دائما يبحثون عن التحالف من أجل مستقبل هذا الوطن، وفي حقبة مبارك تحالف الإخوان مع حزب الوفد عام 1984 وتحالفوا مع حزبي العمل والأحرار عام 1987، وفي عام 1990 كان هناك وثيقة بين الإخوان والشيوعيين والوفديين والاشتراكيين الثوريين من أجل ضمانة الانتخابات العامة وحرية تكوين الصحف والأحزاب ولم يتأخر الإخوان عن القوى الوطني، كما أن أ.مهدي عاكف عام 2004 أطلق مبادرة كبيرة للإصلاح".

وأكمل:"الإخوان كانوا من بين 300 شخصية وطنية شاركت في تأسيس ميثاق حركة كفاية عام 2004، وفي مظاهرات الإصلاح عام 2005  أصر الإخوان على النزول للشارع في 8 محافظات على الرغم من رفض الأمن واعتقل 300 فرد أغلبهم من الجماعة في هذا اليوم، وكان الشهيد الوحيد في مظاهرات الإصلاح طارق الغنام من جماعة الإخوان المسلمين، وفي 2006 كانت مظاهرات القضاة واعتقل حوالي 2000 شخص كان من بينهم الدكتور محمد مرسي والدكتور عصام العريان رحمهما الله، وشارك الإخوان في الجمعية الوطنية للتغيير مع الدكتور البرادعي وكل القوى الوطنية واعتقل أكثر من 50 شخص من الإخوان لمساعدتهم في جلب التوقيعات وزيادتها من 50 ألف إلى 950 ألف توقيع، كما أدار الإخوان تقريبا كل النقابات المهنية في عصر مبارك  وكان هناك رغبة للتوافق لتقديم شيء جيد لمصر بعيد عن الاستئثار".

مع الثورة 

وتابع: "بعد ثورة 25 يناير أقام الإخوان التحالف الديمقراطي وسلموا القائمة للدكتور وحيد عبدالمجيد لتنسيق القائمة، وعرض الإخوان المشاركة على جميع الأحزاب وشارك الكثيرون ورفض البعض ثم انسحب البعض فاضطر الإخوان إلى ملء الفراغات في القائمة حتى لا تبطل، ولم يكن الإخوان يسعون للغلبة ودعوا للتوافق".

وقال "فهمي" إن سقوط نظام مبارك عقب ثورة 25 يناير دليل على أن هذه الثورة لم تكن لقيطة بل سبقها جهد وجهاد طويل ونضال في الميدان من الإخوان وغيرهم، مضيفا أن الثورات ليست منبتة الجذور فالانتخابات البرلمانية أعوام 1976 و1979 و1984 و1987 و1990 و1995و2000 و2002 و2010 كلها ملاحم يمتد بعضها إلى بعض، كما كان للإخوان مشاركات واسعة في الاتحادات الطلابية التي جمدها مبارك والنقابات المهنية والجمعيات الخيرية وقد ساعدت هذه الجهود على استجابة الناس لدعوات التظاهر والخروج وكان سقف المطالب حينها محدودا بإقالة وزير الداخلية، لافتا إلى أن يوم 25 يناير لم يكن مبتور الصلة بما قبله فقد سبقه ثورة تونس، وأصدر الإخوان حينها بيانا للشعوب وأيضا للحكام الظالمين وللعالم أجمع وفي 23 يناير أعلن الإخوان وقوفهم إلى جانب الجماهير وأعلن الدكتور عصام العريان مشاركة الجماعة يوم 25 يناير وكذلك الدكتور البلتاجي وفي 26 يناير هددت الداخلية رؤساء كل المكاتب الإدارية للإخوان وحذرتهم من الالتحام بالثورة والنزول يوم جمعة الغضب وفي ليلة 28 يناير تم القبض على 37 من الإخوان بينهم الدكتور محمد مرسي، وفي يوم 28 يناير شهدت كل القوى الوطنية ببطولات الإخوان في معركة الجمل.

 

أضف تعليقك