• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في ذكرى وفاته

ولد المستشار سالم علي إمام البهنساوي عام 1932م في قرية السعديين، وهي إحدى القرى المعروفة والشهيرة بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية في جمهورية مصر العربية، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الأول بمصر عام 1955م، (جامعة القاهرة حاليا).

وكان قد التحق منذ صباه بالدعوة الإسلامية في مصر، وعرف كرمز من رموز الحركة الطلابية في أواخر الأربعينيات وأوائل الخمسينيات، واعتقل سنة 1954م، ثم في عام 1965م.، وناله من العذاب الشيء الكبير، وظل في السجن حتى وفاة الطاغية "عبدالناصر".

نشأ في أجواء عائلة ملتزمة، ساعدته على الارتباط بالعمل الدعوي والنشاط الإسلامي؛ ما أكسبه الخبرة، وحب الناس، والنظر إلى الأمور بشمولية.

يقول المستشار عبدالله العقيلي: لم أعرفه من قبل إلا بعد مجيئه إلى الكويت أوائل السبعينيات، ولكنها كانت معرفة قريبة متصلة لها طابع الاستمرار والديمومة، حيث كان من المسئولين الذين نستفيد من آرائهم ووجهات نظرهم، كما كان له حضوره الفاعل والمؤثر في ندوة الجمعة الأسبوعية؛ حيث يتحدث ويشارك في الموضوعات، فضلاً عن محاضراته ودروسه وكلماته في المؤتمرات والمواسم الثقافية وفي جمعية الإصلاح الاجتماعي على الأخص، كما كان له قلم سيال يفيض بالخير الكثير، ويتصدى لكل أعداء الإسلام في الداخل والخارج؛ حيث يتناول مقولاتهم وافتراءاتهم على الإسلام وشريعة الإسلام، ويفند أقوالهم، ويبطل حججهم، ويُقدم الإسلام بصورته الوضيئة المشرقة المستقاة من الكتاب والسنة وما أجمع عليه سلف الأمة.

كما كان له دور كبير فاعل ومؤثر في إبطال ادعاءات حملة الفكر التكفيري للمسلمين، والرد على مقولاتهم، ومجادلتهم بالحجة والبيان، وبخاصة أنه كان من المعارضين لهذا الفكر داخل السجون، وكانت له مع أصحابه وحملته دور فاعل ومؤثر أبطل فيه مقولاتهم وادعاءاتهم، وبيَّن موقف الإسلام الحق وقوله الفصل في هذه المسألة.

وقد رزقه الله فقهًا وحجة وبيانا وقلما سيالاً متدفقا لا يتوقف، فكانت مقالاته في الصحف والمجلات ومؤلفاته الكثيرة ودروسه ومحاضراته وندواته ذات أثر كبير في هداية الكثير من الشباب المتحمس، الذين خدعوا ببعض المفاهيم المنحرفة والأقوال المتطرفة.

ولقد سعدت به في المشاركة في كثير من المؤتمرات داخل الكويت وخارجها، فكان نعم الداعية الذي يحسن عرض الإسلام، ويفند دعاوى الخصوم، ويبطل حججهم ومقولاتهم.

بعد تخرجه من كلية الحقوق عام 1955 انضم البهنساوي إلى جماعة الإخوان المسلمين ونشط في تنوير الرأي العام بوسطية الإسلام.

وبعد تضلعه في مجالات السياسة والفكر والقانون كرس البهنساوي جهده لمواجهة تياري العلمانية اللادينية، و"المغالين والمنحرفين".

ففي مواجهة العلمانية اللادينية، تناول البهنساوي نقد الفكر الشيوعي وأكد أنه يناقض الإسلام كليا.

وفي المقابل حذر البهنساوي من خطر المغالين في الدين وطالما أكد انحرافهم عن النهج القويم، ورفض تكفير المسلمين واستباحة دمائهم.

لم يمر النشاط الفكري والسياسي للبهنساويي من دون محاسبة، فقد دفع ثمن مواقفه واعتقل مرتين الأولى عام 1954 والثانية عام 1965 بقرار من الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.

ذاق البهنساوي صنوف التعذيب والهوان وتنقّل بين سجون ومعتقلات مصر وأمضى ست سنوات وراء القضبان.

لكنه واصل مساره السياسي والفكري من داخل السجون. وقد شارك حسن الهضيبي في كتابة أبحاث من كتاب "دعاة لا قضاة"، وفصَّل ما كتبه سيد قطب في كتاب "معالم في الطريق" وألَّف حول ذلك كتابه "أضواء على معالم في الطريق".

غادر المعتقل بعد وفاة جمال عبد الناصر عام 1970.

في عام 1973 رحل البهنساوي إلى دولة الكويت حيث أمضى  فيها أزيد من 30 سنة خدم فيها الشريعة والقانون وأثرى المكتبة العربية والإسلامية بكتب قيمة في مختلف المجالات.

حياته العملية

عمل مديرًا لإدارة التأمينات بمدينة المنصورة عام 1956 ـ 1959م، وعمل مديرًا للتأمينات الاجتماعية بمدينة شبين الكوم 1959 ـ 1964م.

ثم وصل الكويت قادما من جمهورية مصر العربية عام 1973م، وعمل مستشارا للهيئة العامة لشئون القصر، وكانت في بدايتها آنذاك، فاجتهد في تنظيمها وسن القوانين الخاصة بها وفق روح الشريعة الإسلامية، فاعتبر بحق الأب الروحي لقوانين الهيئة العامة لشئون القصر بدولة الكويت التي ظل بها حتى أحيل إلى التقاعد.

لقد أسهم في صياغة قانون إنشائها رقم 67 لسنة 1983م المعمول به إلى الآن، والذي تنص المادة الأولى منه على أن: "تنشأ هيئة عامة لشئون القصر تكون لها شخصية اعتبارية وميزانية ملحقة، ويكون لهذه الهيئة جميع الاختصاصات المخولة للوصية أو القيم أو المشرف، وعليها الواجبات المقررة عليهم حسب الأحوال، طبقاً لأحكام هذا القانون والقانون المدني ما لم تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، فإن لم يوجد فيهما نص طبقت أحكام الشريعة الإسلامية".

ويسجل للبهنساوي رحمه الله أيضًا أنه قام بصياغة العديد من القوانين المدنية المنبثقة من الشريعة الإسلامية خلال عمله في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية، التي أتحفها بجل وقته، وساهم فيها كمستشار في عدة لجان ومؤتمرات، وقدم فيها العشرات من الأبحاث وأوراق العمل، وظل مخلصاً في عمله حتى أتاه اليقين.

لقد توافرت للمستشار البهنساوي رحمه الله العديد من الصفات التي لم تتوافر لغيره، فكان موسوعيا ملما بدقائق الشريعة الإسلامية ومستلهما روحها السمحة دون تفريط ولا إفراط.

وكان قد عمل مستشارا قانونيا متطوعا للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وشارك في صياغة العديد من الدساتير والقوانين لبعض الدول العربية والإسلامية، مما يعني أنه كان رجل قانون من الطراز الأول، إضافة إلى كونه فقيها عالما مجتهدا.

شارك في مناقشة أصحاب الفكر التكفيري مع المستشار الراحل حسن الهضيبي، وقام بتفنيد آرائهم، وقد توج ذلك بكتاب "دعاة لا قضاة" للمستشار حسن الهضيبي.

شارك في العديد من المؤتمرات في العديد من دول العالم، ويعد من أبرز من واجه قضايا الغزو الفكري، والفكر التكفيري.

نشرت له مقالات في العديد من الصحف والمجلات العربية والعالمية، مثل مجلة المجتمع، والوعي الإسلامي، والدعوة، وجريدة الأنباء، و لواء الإسلام، وغيرها.

استعانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت بخبراته كمستشار لوكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية منذ عام 2001م وحتى وفاته فجر الجمعة 3/2/1427هـ ـ 3/3/2006م.

إسهاماته الفكرية ومؤلفاته

ولقد خلف رحمه الله تراثا فكريا يربو على (26) كتاباً، تناولت قضايا عدة في الشريعة والقانون والتطرف والمرأة وأدب الحوار وغيرها، ولقد بدأها بكتاب "الوجيز في العبادات" عام 1957م، ثم كتاب "الإسلام والتأمينات الاجتماعية" عام 1963م، ثم توالت مؤلفاته إلى أن توفاه الله عز وجل.

ومن أهمها:

    الوجيز في العبادات.
    الإسلام والتأمينات الاجتماعية.
    الحكم وقضية تكفير المسلم.
    السنة المفترى عليها.
    الغزو الفكري للتاريخ والسيرة.
    أضواء على معالم الطريق.
    الإسلام لا العلمانية.
    المرأة بين الإسلام والقوانين العالمية.
    قواعد التعامل مع غير المسلمين
    الوسطية ومحاربة الفكر التكفيري.

في منتصف القرن الماضي ظل يعمل كداعية يحمل الفكر الوسطي في مشارق الأرض ومغاربها.

وفي عام 1977م، صدر له كتاب "الحكم وقضية تكفير المسلم"؛ مما أثار ضجة كبرى، ويعتبر الكتاب المرجع الأساس في العالم كله لمن يبحث عن جذور فكر التكفير وكيفية هدمه؛ حيث قوَّض أفكارهم بالدليل العلمي من القرآن والسنة وإجماع الصحابة وعلماء الأمة، وفضح الأيدي الخفية التي تقف خلفهم، التي جعلت منهم أدوات لتجفيف منابع الإسلام، ومسوغاً لضرب الدعوة والدعاة المعتدلين.

ولهذا وصف الباحثون هذا الكتاب بأنه أوسع وأشمل ما صدر من الكتب في كشف هذه الفتنة ودرئها في عصرنا الحاضر، كما تميز بعلاج تلك المشكلات بالإنصاف والدقة.

الرد على الشبهات

خاض المستشار البهنساوي رحمه الله حوارا مريرا مع دعاة العلمانية، الذين اتخذوا من الطعن في تصرفات بعض المنتمين للتيار الإسلامي ستارا للطعن في الإسلام ذاته، سواء على هيئة مناظرات أو من خلال كتبه وكتاباته في الصحف والمجلات، أو حتى في الندوات التي شارك فيها.

ولقد أرَّقه كثيرا تخلف الأمة، وتبديد هويتها، وخمود رجولتها، وترك رسالتها، واندثار ثقافتها، وضياع عزتها، وموت إرادتها، واستسلام ريادتها، وهاله بشدّة ضلال مثقفيها، وحيرة موجهيها، وشرود شبابها ومعلميها، وآلمه وأقض مضجعه موجات الغزو الثقافي، وعواصف التقليد الأعمى، واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وتبني الإعلام التائه دعوات التغريب والتسيب، وتقديمه سما زعافا للعامة الغافلين، والسكارى من المتعلمين، على أنه حضارة ومدنية وتقدم وحرية، وألف في ذلك كتابه القيم «تهافت العلمانية في الصحافة العربية»، الذي فضح فيه التهافت العلماني الضال في صحافة الأمة التي تعتبر أداة التوجيه الكبيرة في الشعب، التي تسيطر عليها للأسف الشديد الرؤوس الداعية إلى نبذ عقائد الأمة وتبديل «هويتها، وكتاب» شبهات حول الفكر الإسلامي المعاصر، و«الإسلام لا العلمانية والشريعة المفترى عليها».

ومن خلال خبرته القانونية ألف عدداً من الكتب التي تبين إنصاف الشريعة الإسلامية لحقوق الإنسان، فيما أكد عجز القوانين الوضعية، وقصورها، وتحيزها، وعدم إنصافها، من خلال مؤلفاته القيمة: «كمال الشريعة وعجز القانون الوضعي»، و«التطرف والإرهاب في المنظور الإسلامي والدولي»، و«الخلافة والخلفاء الراشدون بين الشورى والديمقراطية».

كما أنصف المرأة أكثر مما أنصفها دعاة تحريرها، ورد على من أراد تعريتها وجعلها سلعة رخيصة تُباع في سوق النخاسة، ومن أرادو الحجر عليها وحبسها وسط أربعة جدران، وفنّد زيف ادعاءاتهم جميعاً، كما أوضح بجلاء الفرق بين الدول الدينية والمدنية، وبين أنه لا كهنوتية ولا بابوية في الإسلام، وأن الدولة الإسلامية ليست دولة ثيوقراطية تحكم باسم الحق الإلهي، وإنما هي دولة مدنية ينبثق روح دستورها وقوانينها من الشريعة الإسلامية السمحة، وتكلم عن كمال الشريعة الإسلامية وعجز القانون الوضعي.

فالذي يتولى مواجهة الفكر العلماني أو الإلحادي يجب أن يتسلح بالأسلحة العلمية التي تمكّنه من دحض أباطيل هذا الفكر، عبر معرفته بأصول هذا الفكر ومرتكزاته وأدلته، ومعرفة ما يستند إليه من شبهات ضد الدين، ومعرفة أحكام الإسلام في مثل هذه الأمور وغيرها، فكان رحمه الله بحق نداً قوياً ومحاوراً مقتدراً عنيدا.

قالوا عنه:

يقول عنه يوسف الحجي رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية:

«الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد، الحديث عن المرحوم بإذن الله المستشار سالم البهنساوي حديث ذو شجون، فلقد عايشت هذا الرجل فوجدت فيه مدرسة الوسطية هو وغيره من أعلام الأمة الذين افتقدناهم... أولئك كالشجرة الطيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، ولا ينقطع عطاؤها وثمارها هو من الرجال الذين اختصهم الله لدعوته الإسلامية المباركة وخدمة دينه وعباده، فنذروا أنفسهم لله في همة عالية، هدفهم دائماً حماية حدود الله والدفاع عن حرماته.. رحمك الله يا أبا أسامة، ومثواك الجنة إن شاء الله».

يقول د. عادل عبدالله الفلاح وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية:

«لقد فقدنا عالماً فاضلاً، ومفكراً واثقاً، وحكماً بارزاً، أبَى إلا أن يبذل ما آتاه الله من عافية وقوة في نشر وسطية ديننا الحنيف، بعيداً عن الإفراط والتفريط.ملك الإسلام حياته، وعاش له، ونذر حياته كلها لخدمته، وسخَّر قلمه وفكره في الدفاع عنه، وبيان مقاصده، وجلاء أهدافه، وشرح مبادئه، والذود عن حماه، والدفاع عنه ضد خصومه أو جهال المنتسبين إليه».

يقول د. توفيق الواعي:

«لم يكن المستشار سالم البهنساوي رجلاً عادياً، وإنما كان إنساناً ذا طبع ملائكي النزعة، إذا خالطته خالطت رجلاً صافياً كماء المزن، رقيقاً كأوراق الزهر، تلمس فيه الحنان والرقة والحب، وتحس فيه الإخلاص والأبوة والود، وإذا ناقشته وجدت علماً غزيراً وأدباً جماً، وأفقاً واسعاً، ونظراً ثاقباً، ومعرفة غامرة، يحيط بزمانه، ويلم بواقعه؛

يمتلك زمام نفسه، ويدري وقع خطوه، ويعرف كيف يسير وسط الأشواك في أيام نحسات، يتعدى المزالق، ويختار الدروب، ويوجّه من دون إحراج، ويُعلِّمُ بمنطق القدوة، ويربي بأساليب الحب، ويدعوه ببصيرة وحنكة، ويرد بصبر وأناة وفقه وحكمة».

ويقول عنه إبراهيم حسب الله مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية:

«رحل المستشار سالم البهنساوي رحمه الله والأمة أحوج ما تكون إلى جهوده، فلقد ترك فراغاً لا يُسدّ في مجالات عديدة كان هو فارسها وحكيمها..

عرفته ساعياً على الدوام في حل مشكلات الناس ليلاً ونهاراً، مهما كلفه ذلك من جهد ووقت ومال في كثير من الأحيان، عرفته يساهم في عمل الخير، متطوعاً بخبرته وعلمه، فلقد كان مستشاراً قانونياً متطوعاً للهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، وعرفته أيضاً سداً منيعاً أمام الدعوات الهدامة وموجات التغريب..

وعرفته ملتزما في دينه وأمانته، وقد أفنى زهرة شبابه في خدمة الإسلام وقضايا المسلمين».

ويقول الدكتور السيد محمد نوح رحمه الله «أستاذ الحديث وعلومه جامعة الكويت»:

«عشت معه وعايشته سنين طويلة في لقاءات علمية ومحاورات في أسفار ورحلات، في تقديم مشورات، ورؤى مستقبلية في إصلاح ذات البين، في آداب اجتماعية وصلات أرحام، في دفاع عن مظلومين، وقضاء في خصومات في نصح وإرشاد، ودعوة إلى الله، ومن خلال هذا العيش وتلك المعايشة وجدتني أمام شخصية فريدة فذة، وهبها الله عز وجل خصائص ومزايا عملت على تنميتها وترسيخها حتى صارت جزءاً لا يتجزأ من كيانها».

ويقول عنه يوسف عبدالرحمن مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة، ورئيس تحرير مجلة العالمية:

«المستشار سالم البهنساوي كان عبارة عن مكتبة ضخمة من الفكر والفقه والقانون إضافة إلى إنسانيته المتواضعة التي حصدت محبة الناس من كل أصقاع الأرض».

وفاته

على طريق الحق سار المستشار سالم البهنساوي في حياته، فأراد الله له أن يذكرنا في وفاته بجيل الصحابة والتابعين، الذين ماتوا في الديار الإسلامية بعيداً عن أوطانهم، وشاء الله أن يسترد أمانته ويختاره إليه فجر الجمعة 3 صفر 1427هـ ـ 3 مارس 2006م على أعتاب «باكو» العاصمة الأذرية، وهو يبلغ دعوة الله إلى الناس في جمهوريات الاتحاد السوفييتي، مشاركاً في مؤتمر عن الوسطية في الإسلام، صادحاً بكلمة الحق، ناشراً لنور الإسلام.

أبت روحه الطاهرة إلا أن تصعد إلى بارئها بعد أن صلى فجر الجمعة في الفندق جماعة مع الدكتور عادل الفلاح وكيل وزارة الأوقاف الكويتية وصحبه الكرام، فقد اختار له القدر أن توافيه المنية وهو يشارك في مؤتمر تنظمه وزارة الأوقاف لنشر وسطية الإسلام بين مسلمي آسيا في أذربيجان، وحمل جثمانه الطاهر ليحتضنه ثرى الكويت، البلد الذي أحبه لدرجة أن ثراه الطيب أبى إلا أن يحتضن جسده الفواح بعبق الإسلام خلال رحلة مديدة تزيد على الـ74 عاماً.

فهنيئا لك أيها الرمز، فلقد كنت رجلاً بأمة...

رحم الله أخانا في درب الدعوة المستشار سالم البهنساوي رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

أضف تعليقك