• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم..د. على الصلابي

قال المفكر والمؤرخ الليبي، علي الصلابي، إن العثمانيين دخلوا ليبيا بطلب من أهلها، لتحرير بلدهم من الإسبان ثم فرسان مالطا، مؤكدًا أن الإصلاحات العثمانية ساهمت في نهضة ليبيا لاحقًا.

وأضاف الصلابي: "في عام 1510، هاجم الأسطول الإسباني مدينة طرابلس واحتلها، رغم المقاومة الشديدة التي أبداها الأهالي".

وتابع: "ورغم سقوطها إلا أن حركة المقاومة الشعبية استمرت، وضرب المقاومون حصارًا حول طرابلس، مما اضطر الإسبان فيما بعد لتسليمها إلى فرسان القديس يوحنا الصليبيين (فرسان مالطا)، عام 1530".

وأردف: "استنجد الأهالي المقاومون بالسلطنة العثمانية لإنقاذ بلادهم وتحريرها، ومن تلك اللحظة دخلت ليبيا طورًا جديدًا في تاريخها، حين بدأت العلاقة المباشرة بين الأتراك والليبيين".

وشدد على أن "العثمانيين ساهموا في تقويض النفوذ الصليبي في مرحلة مبكرة في شمال أفريقيا، فخاضوا عدة معارك ألقوا الرعب من خلالها في قلوب الإسبان، ودمروا أسطولهم في أكثر من موقعة، كان أكثرها بقيادة خير الدين باربروسا".

الصلابي أفاد بأن "المصادر التاريخية ذكرت أنه، وبعد احتلال الإسبان لطرابلس الغرب، قام وفد من مدينة تاجوراء (الليبية) بالسفر إلى إسطنبول عبر البحر، طالبًا النجدة من السلطان العثماني سليم الأول (1470: 1520) ضد الغزاة الصليبيين".

وأردف: "عندما وصل الوفد إلى عاصمة العثمانيين سألهم الأتراك عن المكان الذي قدموا منه، فأجابوهم بأنهم من طرابلس الغرب، وأنهم قدموا ليلتمسوا عون السلطان العثماني لهم في تحرير بلادهم، فاستقبلهم السلطان بحفاوة وأصغى إليهم، وترجم بينه وبينهم مراد آغا، الذي كان يتقن اللغة العربية".

وتابع: "فيما بعد أعاد السلطان سليمان القانوني (1494: 1566) الوفد بصحبة مراد آغا نفسه، واعترف به واليًا على غريان (في ليبيا)".

وشدد على أن "هذا ما يثبت أن قدوم العثمانيين إلى سواحل شمال أفريقيا، سواء في الجزائر أو تونس أو ليبيا، كان بناء على طلب ورغبة من السكان المحليين، الذي وجدوا في السلطان العثماني نصيرًا وسندًا لهم ضد الغزاة الصليبيين".

واستطرد: "الدخول العثماني لليبيا كان بطلب شعبي، وذلك بدعوتهم (الليبيون) لهم أولًا (العثمانيين)، ثم مساعدتهم في حربهم ضد الإسبان وفرسان مالطا، الذين حلوا محل الإسبان عام 1530، ثم قبول حكمهم وسيادتهم على كامل البلاد الليبية (1551: 1911)، فهو ليس احتلالاً كما ادعى البعض".

واستطرد: "فلم ينكر قدوم هذا الوفد التاجوري إلى إسطنبول سوى بعض المستشرقين المعروفين بعدائهم للدولة العثمانية وللمسلمين عمومًا".

لمطالعة الحوار كاملا هنا

أضف تعليقك