• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

بقلم: محمد عبد القدوس

سجون بلادي أراها الأسوأ من نوعها في العالم العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر، بلغة إذاعة صوت العرب أيام زمان.

ولا يُنافسها في ذلك سوى سجون سوريا والعراق. وسجن العقرب يتحدث عنه المراقبون والمتابعون لحقوق الإنسان باعتباره نموذجًا للانتهاكات الصارخة، فلا يوجد للسجين أي حقوق هناك.

وفي يقيني أن سجن مزرعة طرة يتفوق عليه في بشاعة ما يجري فيه. وهذا المعتقل يضم تسعة من سجناء الرأي من الإخوان، على رأسهم المرشد العام محمد بديع، وسعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق، وباسم عودة وزير التموين السابق، بالإضافة إلى صحفي معروف وغير تقليدي، فله اهتمامات فنية وقام بتأسيس شركة تعمل في هذا المجال، اسمه محسن راضي، فهو سجن الصفوة من سجناء الرأي، ولذلك كانت هناك توصية من الأجهزة السيادية بسوء معاملة السجناء في هذا المكان.

وإذا أخذنا صديقي العزيز الدكتور محمد بديع، المرشد العام للإخوان، كنموذجٍ تجد أنه ينام على الإسفلت، وسنه تجاوز الخامسة والسبعين بلا أي مرتبة ولا أغطية، وهو يشكو من مشاكل في الركبة، وكان يجلس على كرسي ويصلي عليه وتم سحبه منه، وممنوع أن يخرج من الزنزانة نهائيًّا.

وقائمة الممنوعات طويلة جدًا تشمل الزيارات والتريض، وصلاة الجمعة، والذهاب إلى العيادة، ويتناول فضلات الطعام، ويُمنع عنه شراء أي شيء من “الكانتين” عكس السجناء الجنائيين، ولم ير أهله منذ مدة طويلة جدا.

زوجته الصابرة العظيمة وابنته التي أصبحت إنسانة أخرى من فرط حزنها على أبيها، وابنه “بلال”، الدكتور الصابر المحتسب الذين أنهوا خدمته، وجريمته أنه ابن مرشد الإخوان، وربنا يرحم ابنه الآخر “عمار محمد بديع”، الذي استشهد برصاص العسكر بعد الانقلاب.

ولا فارق في المعاملة بين مرشد الإخوان وبقية رفاقه داخل السجن، ولذلك تدهورت أحوالهم الصحية، خاصة الدكتور بديع؛ فحياته في خطر نظرًا لكبر سنه، وهو القائل في اعتصام رابعة “سلميتنا أقوى من الرصاص” وقد صدق، ويظل الواحد من هؤلاء قويًّا شامخًا في وجه الظلم، والحكم العسكري الذي فشل في كسر إرادتهم.

والأمل في الله أن نراهم طلقاء في وقت قريب، وكل من ظلمهم في السجون. قل يا رب، وصدّقني مصر بلادي مليئة بالمفاجآت والأحداث التي لا يتوقعها أحد، وتاريخها الحديث يشهد على ذلك.

أضف تعليقك