• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

بقلم د. محمد الصغير

نجح السيسي في تثبيت أركان حكمه، وأقصى كل من يشك في ولائه الكامل لشخصه، حتى وإن كان صهره ورفيق دربه ورئيس أركان جيشه!

بل تجاوز السيسي مرحلة سحق الخصوم والتخلص من المعارضين إلى مرحلة اعتبار كل من يمتنع عن التطبيل من المناوئين، وهذا يأخذنا إلى أول نجاحات جمعة الخلاص.

حيث ‏نزل المصريون في الجمعة الأولى فكسروا حاجز الخوف، وأعادوا للأسماع كلمات الحشد والنزول للميادين، ومفردات الزمن الجميل، بعدما ظن ‎السيسي أنه لا يتنفس أحد إلا بإذنه، ولا يقوى أحد على مخالفته أو معارضته، ثم نزلوا في الجمعة التي تلتها "جمعة الخلاص" في عدة محافظات رغم الانتشار الكثيف للشرطة، وإغلاق الشوارع والميادين، وكلا الأمرين من المكاسب التي لا يستهان بها في عالم الثورات وخلع الأنظمة الفاسدة والمستبدة.

أما من كان يتصور أن ثمانية أيام كافية لإزاحة الجنرال فليراجع نفسه وحساباته، فإنها لا تكفي لدهان شقة أو فرش مكتب!

حراك الجزائر
والمتابع للحراك الدائر في ‎الجزائر والذي تجاوز الثلاثين أسبوعا بلا انقطاع أو فتور، يدرك أنه أثمر حتى الآن محاكمة رئيس الوزراء الذي تحرك الشارع ضده، والذي سبقه أيضا، ثم شملت رموز نظام ‎بوتفليقة وفي مقدمتهم شقيقه " سعيد" الذي كانت بيده أهم ملفات الدولة، ومازال أحفاد الشهداء وأبناء المناضلين يبهرون العالم في كل جمعة، ولو نظرنا إلى ما حققه الشعب المصري بخروجه في جمعتين متتاليتين فهو ليس بالقليل لكنه يحتاج إلى عزيمة وإصرار، مع المتابعة والمثابرة...

‏كما حقق خروج الناس ضد السيسي والهتاف بسقوطه إلى أنه انتقل من مرحلة الامتنان على المصريين بأنه قَبِل أن يحكمهم على مضض، وأنه نزل على استدعاءهم له، إلى تسول خروجهم إلى المطار لاستقباله، ومن مرحلة التبجح والتعالي إلى الاستعطاف واستجداء المساندة، وعملت أجهزته على إلزام كل مسئول في قرية، أو مدير في مؤسسة بإرسال عشرين شخصا للمشاركة في مظاهرات التأييد، وتم شحنهم بالحافلات من أماكن إقامتهم وتوزيع وجبات الطعام المهين عليهم! لكن اللافت للنظر في مشاركة ‎الأزهر والكنيسة في المطار أنها كانت بالاحتياطي وقيادات الصف الثاني!

جيل جديد
كما كشفت المظاهرات عن جيل جديد، ‏تشكل في بلاد الصعيد، فتح عينيه على الحياة في ظلال ثورة يناير وانتقل من الطفولة إلى الشباب وتفتحت أزهاره في رياضها، لذا خرجوا اليوم يتنسمون عبقها ويستنشقون أريجها وشذاها، ومن يعرف قَبَلية الصعيد وارتباط كُبَرائه بالنظام، واعتبار متانة العلاقة معه من علامات النفوذ والسيادة! يدرك أن ما حدث بالأمس من خروج بعض مدن الصعيد من البداية أنها ثورة في طياتها ثورات، وأنها بدأت لتكتمل، وقد دقت ساعة العمل، ولابد من التريث وعدم العجلة في قطف الثمرة، لأن الثورات تنجح بتوالي الضربات، وتعدد الجولات، ولأن المعركة تحتاج إلى نفس طويل حتى يلفظ السيسي نفسه الأخير.

أضف تعليقك