• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: محمد عبدالقدوس

الصيف في مدينة الإسكندرية هذا العام مختلف عن كل سنة، أشهر الأماكن هناك تم هدمها على رؤوس أهلها وهي منطقة المنتزه، حيث تم تسوية آلاف الكبائن بالأرض، بعدما قام الاستبداد السياسي الجاثم على أنفاسنا بغزو قصر المنتزه والاستيلاء على المنطقة كلها، وتضرر الكثيرون واشتكوا ولكن دون فائدة.

وحضرتك قد تطلب مني تفسيرًا لما أعنيه بكلمة الاستبداد السياسي في هذا المقام، والإجابة أن جنرالات القوات المسلحة والشرطة والجرافات التابعة للجيش التي تولت عملية الهدم وقامت بالاحتلال، كان ذلك بناء على تعليمات فرعون مصر السيسي الذي قال في إحدى اجتماعاته: "أنا عايز تخطيط جديد للمنطقة كلها".

وتابع تنفيذ أوامره "ومفيش استثناء لأحد.. إذا وجدتم كابينة باسم السيسي اهدموها"، وتم وضع جميع أصحاب الكبائن في سلة واحدة، لا فرق بين من كانت له مشاكل مالية مع شركة المنتزه ولجأ إلى القضاء، وبين غيره من أصحاب الكبائن، فلا شيء باق من هذه الكبائن والبيوت الجميلة التي استمرت قائمة أكثر من نصف قرن، وأجيال متتابعة من الشباب قضوا فيها أجمل أوقاتهم في فصل الصيف منذ بداية الستينات من القرن الميلادي الماضي، وما جرى لأجمل أماكن الإسكندرية لا يمكن أن يحدث في أي دولة محترمة أو متحضرة، إنما تراه فقط في الأنظمة المستبدة التي يحكمها الزعيم الملهم، وبالروح والدم نفديك يا ريس إلى آخر هذا التخلف.

وقبل أيام زار السيسي المنطقة المهدمة، وعقد اجتماعات رسمية في قصر المنتزه الشهير، وهذا أمر يدخل في دنيا العجائب، فلم يسبق لرئيس مصري بعد الثورة أن عقد لقاءات رسمية هناك، لكن السيسي أراد توصيل رسالة خلاصتها "أصبحت أنا المتحكم في المنتزه".. وعجائب. 

 

أضف تعليقك