• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

شارك شيخ الأزهر الشريف أحمد الطيب إلى يسار وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام، يستمع مع غيره من الحاضرين إلى البيان الأول الذي ألقاه السيسي بعد الانقلاب على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الرئيس الشهيد محمد مرسي.

وكان من بين تلك المجموعة المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور آنذاك، ومحمود بدر، مؤسس حركة تمرد، وسكينة فؤاد الكاتبة الصحفية، وجلال مرة، الأمين العام لحزب النور، والأنبا تواضروس الثاني، بالإضافة إلى قيادات القوات المسلحة، وعلى رأسها صدقي صبحي رئيس أركان حرب الجيش آنذاك.

ولم يبقَ أحد من تلك الصورة في منصبه سوى شيخ الأزهر أحمد الطيب والبابا تواضروس، إذ أعلن البرادعي استقالته بعد مجزرة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة وغادر مصر، كما أطاح السيسي بصدقي صبحي من منصب وزير الدفاع.

وبحسب العربي الجديد، أكدت مصادر من داخل مشيخة الأزهر أن الشيخ قرر مؤخراً الدخول في "عزلة اختيارية" والإقلال من الظهور، بعد سنوات شهدت فيها علاقة الشيخ بسلطة الانقلاب مراحل صعود وهبوط.

فبعد أن كان أحمد الطيب حاضراً بقوة في مشهد الانقلاب على الرئيس مرسي بكلمة مؤيدة لقرار السيسي، ومرور الشهور الأولى بين الرجلين على أحسن ما يرام، جاءت اللحظة التي رفض الطيب تأييد فض اعتصامي رابعة والنهضة علنا، وخرج بدلاً من ذلك ببيان "يأسف ويبرأ من إزهاق الأرواح".

ثم بدأ الصدام بينه وبين نظام الانقلاب، بعدما رفض تكفير تنظيم "داعش" وأتباعه في مصر، مروراً باعتراضه على مشروع السيسي لاشتراط توثيق الطلاق لإيقاعه، انتهاءً بمحاولات تعديل قانون الأزهر لتحويله من مؤسسة إسلامية إلى هيئة اجتماعية تعليمية يشارك فيها ممثلون لمجالس قومية وسلطات مختلفة، وهو ما دفع دوائر مختلفة إلى الدفاع عن الأزهر ودرجة استقلاله التي تحققت بعد ثورة 25 يناير 2011.

ووقف الطيب أمام خطة السيسي وأجهزته الأمنية للسيطرة على الأزهر بمساعدة رجاله المخلصين، وعلى رأسهم وكيل الأزهر السابق عباس شومان، والمستشار القانوني للمشيخة السابق محمد عبد السلام، لكن مقاومته لم تستمر طويلاً، إذ نجحت الأجهزة الأمنية في إقناع السيسي بعدم التجديد لشومان في منصبه، كما تم الضغط على الطيب لعدم التجديد لعبد السلام، وبذلك فقد الشيخ قطبين مهمين كان يعتمد عليهما في المشيخة.

وعزت المصادر تراجع شيخ الأزهر في المشهد العام بمصر إلى عدة أمور؛ على رأسها عبور الشيخ من تعديلات دستور الانقلاب التي جرت في مصر مؤخرا بأمان بعد الحديث عن أنها كانت ستستهدف المادة التي تحصّن منصب شيخ الأزهر من العزل.

وقالت المصادر، إن الجيل القديم الذي كان يعتمد عليه الشيخ الطيب كان يضم شخصيات ذات قوة ورؤية وحنكة سياسية تمكنها وتمكن الشيخ من إدارة علاقته بالدولة، عكس الجدد الذين لم يكونوا "يحلمون يوماً بالمناصب التي شغلوها"، ومنهم الشيخ صالح عباس الذي حل محل الدكتور عباس شومان، والدكتور محمد المحرصاوي الذي حل محل الدكتور عبد الحي عزب في رئاسة جامعة الأزهر.

يذكر أن شيخ الأزهر توجه إلى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية، وكان قد سافر إليها، العام الماضي، لإجراء عدد من الفحوصات الطبية المتعلقة بالعمود الفقري.

 

أضف تعليقك