• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

بقلم: عز الدين الكومي

نائبة مسيحية متعصبة ببرلمان العسكر، تقدمت بمذكرة إلى النيابة الإدارية، تطالب بالتحقيق مع موظفة اللجنة التي صوت بها بابا النصارى”تواضروس” بزعم أن الموظفة أظهرت عدم احترام لقداسته.

وقالت النائبة في بلاغها: إن واقعة قيام الموظفين بعدم استقبال قداسة البابا “تواضروس” أثار حفيظة المصريين بالداخل والخارج، مما يظهر السلوك غير اللائق برموز مصر.

فما نعلمه أن الوطنيين الأحرار،  قاطعوا هذه المهزلة. والذي أثار حفيظة المصريين فقط مشاهد الابتذال والتدني والسقوط الأخلاقي من الراقصات والعاهرات والغواني، وقطعان البلطجية، ومقاولي الأنفار من حزب الزور، الذين هرولوا لإظهار أن هناك طوابير أمام  اللجان . وسيارات الجيش، التى توزع كراتين  حزب “مستقبل وطن” التى تستغل حاجة الناس وفاقتهم.

أما من غضب لتواضروس، فهم فقط مجموعة من المتعصبين الحاقدين من أمثال هذه النائبة، التى تريد فرض إرادة الأقلية على أغلبية الشعب فى ظل شهر العسل بين الكنيسة وعسكر كامب ديفيد!!

والسؤال للنائبة المتعصبة، لماذا تطلبين من الموظفة أن تقوم لتواضروس وبأى صفة ؟ هل لأن النائبة غير الموقرة،تريد الإعلان عن عودة زمن العبودية من خلال حكم العسكر والنظام الانقلابى والمعلم يعقوب؟ وهل هذا من عمل النائبة التى اختارتها الجهات الأمنية فى كوتة الكنيسة، أن تراقب موظفة فى عملها؟ أم أن دورها تشريعى ورقابى على السلطة التنفيذية التى عينتها نائبة بالإتفاق مع الكنيسة؟!!

وهل مطلوب يانائبة(بالياء لا بالهمزة) الغبرة  ، أن تقوم الموظفة لتواضروس إجلالاً وتعظيماً ،وأن تقبل يديه وربما قدميه عندما يظهر بطلعته البهية؟

وهل من عمل الموظفه أن تقوم وتقف كأنها خادمه لأى شخص شارك فى هذه المهزلة، التى تصنع فرعوناً جديداً، أيا كان وضعة الاجتماعى أوالسياسى ؟

أم أنه كان المطلوب من أعضاء اللجنة، أن يستقبلوا “تواضروس” بحفلة زار وزفة بلدى،  لأنه لم يقم أحد بواجب هز الوسط أمام لجنة تواضروس ؟

والطريف أن الصحافة الصفراء الانقلابية، والإعلام العكاشى راح يروج بأن “تواضروس” -بسماحته المعهودة- مثل سماحة رهبان دير الريان – رفض فكرة معاقبة الموظفة، لأنها قامت بعملها على أكمل وجه، رافضاً فكرة معاقبتها لعدم الوقوف له تحية في أثناء الإدلاء بصوته، خلال الاتصال الهاتفي الذي تلقاه قداسته، من رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات المستشار “لاشين إبرهيم”، لتقديم اعتذار له عما بدر من الموظفة.

والسؤال لماذا يتصل رئيس الهيئة بتواضروس ليعتذر له عما بدر من موظفة لجنة الاستفتاء على الدستور بمدرسة بين السرايات الإعدادية بنات بمنطقة الوايلي، ليؤكد لنا بعد ذلك، بأنّ “تواضروس” عفا عن الموظفة المسكينة،وطالب بعدم معاقبتها؟؟!!

مع العلم أن نفس الصورة تكررت مع “أحمد الطيب”،شيخ العسكر، ولم نسمع بأن أحد نواب برلمان “عبدالعال”تقدم بمذكرة للنيابة الإدارية، كما فعلت “نايبة” الغبرة، بأن الموظفين لم يحترموا شيخ العسكر ، أوقصدوا الإساءة إليه.

ورغم أن الموظفة ” فاطمة عبداللطيف” قالت:إنها لم تتعمد تجاهل تواضروس، مثلما أشيع على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنها تحترمه بشكل كبير، ولم تقصد عدم النظر إليه على الإطلاق، والصورة المنتشرة مقتطعة من سياقها.

وأقسمت بأغلظ الأيمان ، ولا في دماغها أي حاجة سلبية، وأن قداسة البابا يحترمه الصغير قبل الكبير وهو قامة دينية الكل يحترمه ويقدره وأنا أولهم”. الحمد لله لم تقل وأنها تذوب فيه عشقاً!!

ثم تأتى المارقة “فاطمة ناعوت” لاستكمال فصول المسرحية الهزلية لتدخل على الخط وتدلى بدلوها ، وتقدم الشكر لوزارة عدل الانقلاب ،لا لأنها حريصة على إقامة وإشاعة العدل بين الناس ، بل شكرتها على إقرار الظلم والعبودية ،لأن وزارة عدل الانقلاب، سارعت  بإيقاف تلك الموظفة غير المسؤولة التي لا تدرك قيمة البشر، ولم تتعلم معنى احترام رفيعي المقام.

ثم قامت بوصلة نفاق رخيصة: قالت فيها: سامحنا يا قداسة البابا المعظم على ما يفعل بعضُ البائسين الذين لا يعرفون قدرك الرفيع ومكانتك الوطنية السامية، ولا يدركون كمَّ التضحيات الهائلة التي تبذلها من أجل الحفاظ على أمن هذا الوطن، منذ تولّيك منصبك ورسامتك بابا الأرثوذوكس في كل أرجاء العالم المسيحي داخل مصر وخارجها.

قدرُك عال ورفيع وفوق رأسنا يا قداسة البابا المعظّم تواضروس الثاني، وجميع المصريين يكنّون لك المحبة والاحترام. وكل عام وقداستك ومصر والمصريون جميعًا بكل خير وأمان ومحبة، وعيد قيامة مجيد ورمضان كريم.

شكرًا وزارة العدل على وقف تلك الموظفة عن الاستمرار في اللجان؛ لأن نظرتها وازورارها بهذا الشكل يدل على أنها لا تدرك قيمة البشر ولم تتعلم معنى احترام العمر والمقام الوطني. ليتها جعلت قدوتَها مَن جاء ليتُمّم مكارمَ الأخلاق. لكن كثيرين لا يعرفون إلا قشور الدين، والجوهر غائب.

وأنا على ثقة من أن البابا سامحها وما كان يقبل بوقفها، لأنه أهلٌ للسماحة.

نظرة هذه السيدة الممتعضة أحزنتنا نحن المسلمين أكثر مما أحزنت أي أحد، لأنها تعطي رسالة خاطئة أننا لا نحترم العمر والمقام.

وهكذا يريدون لنا أن نعيش فى بلادنا عبيداً،نسمع ونطيع لكل خائن جبان،باسم الوطنية تارة، وباسم الوحدة الوطنية تارة أخرى، وباسم أصحاب المقامات الرقيعة تارة ثالثة!!

وإلى الله المشتكى، ولاحول ولاقوة إلا بالله!!

أضف تعليقك