• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أكد المفكر الإسلامي طارق السويدان، أن هجوم نيوزيلندا "جاء محصلةً، من خلال تأجيج الإسلاموفبيا، عبر الإعلام الغربي الصهيوني".

وقال السويدان، في مقابلة مع وكالة الأناضول بمدينة إسطنبول، إن "سياسات (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب العنصرية تجاه المسلمين وتجاه الأقليات كانت مساهمة في تأجيج هذه النزعة".

وحول ردود الأفعال العالمية إزاء الهجوم، شدد على أن "ردة الفعل العالمية على الصعيدين السياسي أو الشعبي، كانت إيجابية جداً".

ورأى أن "ردود الفعل الشعبية في العالمين العربي والإسلامي كانت رائعة جداً، وهذا يدل على مشاعر الوحدة الإسلامية الأصيلة التي تعبر عن متانة الجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

وحول مواقف الدول إزاء الهجوم الإرهابي، أضاف "المواقف تختلف من دولة إلى أخرى، فهناك مواقف متقدمة مثل تركيا، وهي قدمت موقفاً مشرفاً، وفي الكويت أيضاً كان هناك تعميم على المساجد لإقامة صلاة الغائب".

وعن موقف حكومة نيوزيلندا من الهجوم، تابع أنه "موقف مشرف جدا، وأنا اطلعت على تفاصيل المؤتمر الذي عقدته رئيسة الوزراء، وتفاصيل المؤتمر الصحفي لرئيسة الشرطة المسلمة النيوزيلندية".

وبين أنه "حينما نرى موقفاً مشرفا، ينبغي أن نقول للمحسن أحسنت وللمسيء أسأت ، كما كان موقفنا من حكومة الدنمارك في قضية الرسومات سيئا، فينبغي أن نقول لحكومة نيوزيلندا أحسنت، لموقفك المشرف السليم".

ولفت إلى أن "موقف نيوزيلندا شفا الصدور، وهي استطاعت أن تمتص الغضب، بمثل هذه المواقف، الأحداث التي حدثت في نيوزلندا آلمت الجميع، والمتطرفون موجودون في كل مكان، وهي تصرفات فردية وليست ممنهجة".

وأضاف أن "رسالة الناس في نيوزيلندا إلى المسلمين في تعاطفهم كانت ممتازة، فرب ضارة نافعة".

ودعا إلى "تقليل الصوت السيئ من قبل الطرفين"، معتبرا أن "التطرف والإرهاب ليس ممنهجا، وإنما تصرفات فردية".

وقال "رغم ألمنا الشديد مما حدث، إلا أنها كانت لصالح الإسلام والمسلمين، فرب ضارة نافعة".

وحول الأوضاع في مصر، أكد السويدان أن "مصر أساس الأمة العربية، وهي قائدة العلم والفن والتعليم، لكن للأسف مع عهود الاستبداد المتتالية تراجعت كثيراً، وما زالت في تراجع".

وشدد على أن "تطلعات الشعب في 25 يناير (2011) تم إجهاضها، والمسألة تزداد سوءًا، ولا أظن وجود حل قريب بالأفق، إلا أن يحدث الله أمراً غير متوقع".

وأوضح أن "الأمة الإسلامية محتاجة إلى مصر، ومحتاجة أن تتغير مصر نحو الأحسن، حتى ترجع إلى الريادة من جديد، لأن مصر أصبحت اليوم على هامش الأحداث، لا يوجد لها أي دور في أحداث المنطقة كلها، ولا يجوز أن تكون هكذا".

وحول الحراك الشعبي الجديد في الشارع العربي، شدد على أن "الثورات في الحقيقة ليست هدفاً، وإنما التغيير المطلوب، نحن لا نريد العنف ونتمنى أن تبقى بلادنا مستقرة ومتطورة وأن يفهم السياسيون أن الشباب والشعوب لديهم طموحات عالية، والاستبداد وقف حجر عثرة أمام الطموحات والنجاح".

وأردف المفكر الإسلامي قائلاً "الثورات قامت من أجل الكرامة والعزة، وللأسف النجاح كان محدوداً، وكان قليل جداً، ونتمنى أن يتحسن هذا النجاح".

وحول حراك الجزائر، دعا السويدان الشعب الجزائري، الذي عرف المعادلة، أن "يحاول قدر المستطاع تقديم نموذج لثورة سلمية، ورفض أن تدار إلا بالطريقة التي يرتديها الشعب".

واعتبر أن الحراك في الجزائر "نموذج راقي نحيي الشعب الجزائري عليه، ونتمنى كما استجاب (الرئيس الجزائري عبدالعزيز) بوتفليقة و(الرئيس السوداني عمر) البشير لشعوبهم، أن تستجيب باقي الأنظمة لطموحات شعوبهم ويتوقفوا عن تعديل الدساتير على مقاساتهم وأن يمددوا لحكم العسكر".

وأوضح أنه "آن الأوان أن تنهض أمتنا نحو التنافسية العالمية، وهذا لا يمكن حدوثه إلا في أجواء عزة وكرامة ومشاركة شعبية حقيقية ديمقراطية".

ولفت إلى أن "أمتنا بدأت تعي الدرس، وهناك إخفاقات ورجوع، لكن تشكلت حالت وعي، وهي بداية للتغيير الحقيقي، ونتمنى أن يعم ذلك على الجميع".

 

أضف تعليقك