• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور أحمد الريسوني، أن مكانة العلماء وتأثيرهم اليوم، قد تراجعت كثيرا، مرجعا جزءا من ذلك إلى ما وصفه بـ"نمط الدولة الحديثة المفترسة"، وأيضا التطورات والمؤثرات الاجتماعية والثقافية والإعلامية والتكنولوجية المعاصرة.

وحمّل "الريسوني" العلماء أنفسهم جزءا من المسؤولية عن تقلص المكانة العلمائية والتأثير العلمائي في هذا العصر، بسبب "التدني الذاتي في أهلية العلماء ومصداقيتهم وفاعليتهم".

وأكد أن "التشوف والسعي إلى استعادة العلماء لمكانتهم ورسالتهم، وإلى تصدرهم للجهود والمبادرات الإصلاحية الإسلامية في مجتمعاتهم، وعلى صعيد الأمة عموما.. كل ذلك منوط، بل مشروط، بإصلاح أحوالهم وتجاوز أعطابهم وعوائقهم الذاتية". 

وأوضح الريسوني أن الجسم العلمائي يحتاج إلى ثلاثة أصناف من المداواة والإصلاح: إصلاح سلوكي أخلاقي، وإصلاح علمي تجديدي، وإصلاح عملي تحديثي.

وذكر أنه المراد بالإصلاح السلوكي الأخلاقي، هو إصلاحُ ما يعتري بعض العلماء من انحرافات سلوكية خُلقية، لا تليق بمقامهم. 

وقال: "يأتي في طليعة هذا الجانب: انغماس بعضهم في أجواء الحكام الفاسدين الظلمة، ومجاراتهم لهم، وتأييدهم في ظلمهم وانحرافهم". 

وأضاف: "هذه هي الورطة، أو الطامة، التي يقع فيها بعض العلماء المخالطين والتابعين لأمراء الجور والفساد: تصديقهم بكذبهم، وإعانتهم على ظلمهم. ثم يأخذون على ذلك أجرا وسحتا، تتخمر به عقولهم وتتورم به نفوسهم. ويزداد الأمر قبحا وإثما حين يعمد بعضهم إلى تحريف الأحكام وتطويع النصوص الشرعية، حتى توافق هوى الحاكم ومصلحته وسياسته". 

أما بشأن الإصلاح العلمي التجديدي، فيقول الريسوني: "الدعوة إليه تنبعث وتنطلق من الواقع الذي نعيشه ونعاني منه؛ وهو أن كثيرا من علمائنا ما زالوا يعيشون درجات متفاوتة من الجمود والقصور والاجترار، ومن عدم القدرة على استيعاب التطورات والتغيرات والتحديات التي أنتجها ورمانا بها العصرُ الحديث، على كافة الأصعدة. وهي كلها تطورات ومستجدات تتطلب من علمائنا تجديدا عميقا في ذواتهم ومناهجهم، ومواجهة مكافئة للتحديات المحيطة بهم، واجتهادا واسعا في قضايا عصرهم ومحيطهم، وعدم الاقتصار على ما أنتجه السابقون".

أضف تعليقك