مع حلول الذكرى الخامسة للانقلاب العسكرى خرج عدد من نشطاء السبوبة، ونخب العار منهم جمال سلطان، والبرادعي، وحسن نافعة، ومعتز عبدالفتاح وخالد أبو النجا، يطالبون بحل جماعة الإخوان المسلمين، حتى يستتب الأمر في مصر، وأن ذلك هو الحل الأمثل لإنقاذ مصر، لأن هؤلاء يتوهمون بأنه مجرد حل جماعة الإخوان المسلمين، سيترك العسكر الحكم ويعودن لثكناتهم!
والسؤال لهؤلاء، ألم يعلن النظام الانقلابى انتهاء جماعة الإخوان المسلمين، وأصدر قراراً بحلها والاستيلاء على مؤسساتها وحل حزب الحرية والعدالة؟ ثم إن هؤلاء لا يتحدثون إلا عن أخطاء الإخوان المسلمين، وماذا عن أخطاء العسكر وجبهه الخراب، والإعلام المأجور، وبقية المرتزقة؟!
الانقلاب العسكرى جعل من أولوياته، حل جماعة الإخوان واعتبارها جماعة محظورة، وزج بالإخوان في السجون والمعتقلات، وصادر أموالهم، واتهم جماعة الإخوان بالإرهاب فأين هم الإخوان؟
فقد قال حسن نافعة: يصعب إعادة بناء دولة مترهلة ومنقسمة على نفسها، ناهيك عن تمكينها من شروط النهضة، ما لم تقتنع جماعة الإخوان بأهمية حل نفسها طواعية، وتقتنع المؤسسة العسكرية بضرورة الابتعاد عن التدخل في شئون الحكم، للوصول إلى هذه المحطة نحتاج إلى خارطة طريق جديدة وحلول مرحلية مترابطة الحلقات فهل نستطيع؟
وإذا قامت الإخوان بحل نفسها كما يطلب حسن نافعة وبقية السذج، هل سيقبل العسكر بترك السلطة، والأهم من ذلك من الذى طالب بعودة العسكر للحكم؟
الإخوان المسلمون فكرة، والفكرة لن تموت، والإخوان جاءوا إلى السلطة بإرادة شعبية وانتخابات حرة نزيهة، فهل من الديمقراطية أن تفرض عليهم أن يحلوا أنفسهم؟
فقد أصدر الانقلابى أحمد البرعى قراراً بحل جماعة الإخوان المسلمين عندما كان وزيرا للتضامن الإجتماعى، وبررقراره بانتهاج الجماعة مخالفات منها لجوء أعضائها إلى العنف، واستخدام مقرالجمعية لتخزين السلاح، وإطلاق الرصاص الحي منه لإصابة الكثير من المواطنين وقتلهم. قال ذلك وهو أكذب من عرقوب!
وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها الجماعة للحل فقد حلت مرتين من قبل، الأولى عندما قامت حكومة النقراشى باشا باتخاذ إجراءات قمعية ضد الإخوان المسلمين، بعد حرب فلسطين وصدر قرار الحكومة بحل جماعة الإخوان المسلمين ومصادرة ممتلكاتها، وذلك فى الثامن من ديسمبر 1948، وأعقب قرار حل الجماعة اعتقال أفرادها وقيادتها وسحب القوة الموجودة فى الخطوط الأمامية فى فلسطين ووضعهم فى المعتقلات، والثانية عام 1954 في مسرحية اغتيال عبد الناصرفى ميدان المنشية بالإسكندرية.
وقد أصدر مجلس الدولة حكماً تاريخياًعام 1951، ألغى فيه قرار إلغاء جماعة الإخوان المسلمين، واعتبار هيئة الإخوان المسلمين قائمة رغم صدور أمر الحل، وأنها لاتخضع لقانون الجمعيات، وأن يد الحكومة على أموالها يد عارضة.
وجاء فى حيثيات الحكم ما يلى:
أغراض هيئة الإخوان:
من حيث أن المدعى قدم هذا الطلب قائلاً أن هيئة الإخوان المسلمين تكونت منذ أكثر من عشرين عاماً وغايتها حسبما جاء فى نظامها الأساسى، العمل لتحقيق الأغراض التى جاء من أجلها الإسلام الحنيف؛ ومما يتصل بهذه الأغراض شرح دعوة القرآن الكريم شرحاً دقيقاً يوضحها ويردها إلى فطرتها وشمولها ويعرضها عرضاً يوافق روح العصر ويرد عنها الأباطيل والشبهات وجمع القلوب والنفوس على هذه المبادئ القرآنية وتجديد أثرها الكريم فيها وتقريب وجهات النظر بين الفرق الإسلامية المختلفة وتنمية الثروة القومية وحمايتها وتحريرها؛ والعمل على رفع مستوى المعيشة وتحقيق العدالة الاجتماعية والتأمين الاجتماعي لكل مواطن والمساهمة فى الخدمات الشعبية ومكافحة الجهل والمرض والفقر والرذيلة وتشجيع اعمال البر والخير وتحرير وادى النيل والبلاد العربية جميعا..
والوطن الإسلامى بكل أجزائه من كل سلطان أجنبى ومساعدة الأقليات الإسلامية فى كل مكان وتأييد الوحدة العربية والسير إلى الجامعة الإسلامية وقيام الدولة الصالحة التى تنفذ أحكام الإسلام وتعاليمة وتحرسها فى الداخل وتبلغها فى الخارج ومناصرة التعاون العالمى مناصرة صادقة فى ظل المثل العليا الفاضلة التى تصون الحريات وتحفظ الحقوق والمشاركة فى بناء الإسلام والحضارة الإنسانية على أساس جديد فى تآزر الإيمان والمادة.
كما كفلت نظم الاسلام وقد جعلت الهيئة وسائلها لتحقيق هذه الأغراض الدعوة بطريق الشنر والإذاعة المختلفة وتجهيز الوفود والبعثات إلى الخارج وتربية أعضائها بطبعهم على مبادئها وتكوينهم تكويناً صالحاً بدنياً بالرياضة وروحيا بالعبادة وعقلياً بالعلم وتثبيت معنى الأخوة الصادقة والتكافل التام والتعاون الحقيقى بينهم حتى يتكون رأى عام إسلامى موحد، وينشأ جيل جديد يفهم الإسلام فهماً صحيحاً ويعمل بأحكامه ويوجه النهضة إليه.
ثم يوضح المناهج الصالحة فى كل شئون المجتمع والاسترشاد فى ذلك بالتوجيه الإسلامى وإنشاء المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية الدينية والعلمية كالمساجد والمدارس والمستوصفات والملاجئ وتأليف اللجان لتنظيم الزكاة والصدقات وأعمال البر والاصلاح بين الأسر والأفراد ومقاومة الآفات الاجتماعية والعادات الضارة وإرشاد الشباب إلى طريق الاستقامة.
الهيئة حريصة على تحقيق أغراضها:
ثم أشير إلى أن المدعى قال إن الهيئة مافتئت تعمل على تحقيق أغراضها مستمسكة بوسائلها وحريصة عليها ولما نشبت الحرب الفلسطينية جندت جيوشاً من شبابها خاضوا غمارها وكانوا مثار الاعجاب لما أبدوه من ضروب البسالة والتضحية ولكن الحكومة إزاء حوادث فردية وقعت من بعض المنتمين إليها اندفعوا تحت تأثير حماسة جامحة فالتوى عليهم القصد وغم المراد، حملت الهيئة بأجمعها وزر هذه الحوادث وألقت عليها إثماً فأصدر الحاكم العسكرى أمراً بحلها.
والطريف أنه لما حل النقراشي جماعة الإخوان المسلمين، سأل الصحفيون حسن البنا ما تعليقك؟ قال ليس معنى ضياع بطاقتي الشخصية أني غير موجود الورق لا ينفي الواقع!
أضف تعليقك