• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تأكيدًا لما تم تداوله عقب اغتيال العالم الفلسطيني فادي البطش على يد الموساد، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، نقلاً عن مسؤولي استخبارات غربية وشرق أوسطية، أن رئيس الموساد يوسي كوهين، هو الذي أمر بقتل المهندس الفلسطيني في ماليزيا، مؤكدة بذلك اتهامات عائلة البطش، والتي أعلنت فور اغتياله.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولي الاستخبارات، وصفهم أن وظيفة البطش "سرية" كخبير في مجال التكنولوجيا في الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة.

وقالت الصحيفة الأميركية إن عائلة البطش ألقت باللوم على الموساد، وهو ما أكده مسؤولو الاستخبارات في الشرق الأوسط، الذين قالوا إن القتل جزء من عملية أوسع نطاقاً أمر بها رئيس الموساد، يوسي كوهين، لتفكيك مشروع "حماس"، الذي يرسل العلماء والمهندسين الواعدين في غزة إلى الخارج لاكتساب المعرفة في إعداد الأسلحة لقتال دولة الاحتلال.

وكان رونين بريغمان، وهو معلق الشؤون الاستخبارية في صحيفتي "يديعوت أحرنوت" و"نيويورك تايمز"، قد قال إنه عندما توجه "حماس" اتهامات للموساد بتصفية البطش "فإن هذا يعني أن حماس لا تكذب دائماً"، على حد وصفه.

وأوضح أن عملية اغتيال البطش تدلل على الاستراتيجية التي يعتمدها رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين والقائمة على المسّ بقدرات وحدات تطوير وإنتاج السلاح لأطراف معادية تعمل في مناطق بعيدة جغرافياً عن دولة الاحتلال.

وأضاف مسؤولو المخابرات، الذين طلبوا عدم نشر أسمائهم لمناقشة برنامج سري، إن البطش الذي شارك عام 2013 في كتابة ورقة عن تطبيقات الطائرات بدون طيار، أرسل إلى ماليزيا لإجراء أبحاث واقتناء أنظمة أسلحة وطائرات بدون طيار لـ"حماس".

وأوضح المسؤولون أن الموساد مهتم بشكل خاص بتقدم "حماس" في المركبات الجوية غير المأهولة، التي يمكن استخدامها لمهاجمة أهداف إسرائيلية أكثر فعالية من الصواريخ التي استخدمتها "حماس" خلال حروبها الأخيرة مع الصهاينة.

وأشارت الصحيفة إلى أن دولة الاحتلال نأت بنفسها عن الادعاءات بأنها مسؤولة عن موت الأكاديمي الفلسطيني.

وقالت "نيويورك تايمز" إن هذا كان ثاني اغتيال بارز في العاصمة الماليزية منذ أكثر من عام، معيدة إلى الأذهان ما حصل في فبراير 2017، حين قُتل كيم جونغ نام، الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في مطار كوالالمبور الدولي.

وفي اليوم الذي قُتل فيه البطش، كان من المفترض أن يسافر إلى إسطنبول لحضور مؤتمر أكاديمي، لكن أحد مسؤولي الاستخبارات في الشرق الأوسط قال إن جهود "حماس" لزراعة علمائها المقيمين في الخارج كانت موجهة من إسطنبول، وكان من المقرر أن يلتقي البطش مع رئيس الوحدة، ماهر صلاح، لدى وصوله إلى تركيا.

في سياق مواز، قال مسؤولو الاستخبارات الغربية والشرق أوسطية إن البطش ربما شارك في التفاوض على صفقات الأسلحة الكورية الشمالية عبر ماليزيا، مشيرين إلى أن مصر استولت أخيرا على شحنة من مكونات الاتصالات الكورية الشمالية تستخدم في صنع ذخائر موجهة لغزة، وقال أحد مسؤولي الاستخبارات إن البطش ساعد في التوسط في الصفقة.

وتؤكد الصحيفة أن فادي البطش ليس أول مهندس فلسطيني مرتبط بحركة "حماس" يتم استهدافه في الخارج، معيدة إلى الأذهان سلسلة من الاغتيالات.

وكان مجهولون قد قاموا السبت الماضي، بتنفيذ عملية اغتيال الأكاديمي الفلسطيني والمحاضر الجامعي، فادي محمد البطش، أثناء توجهه لأداء صلاة الفجر في المسجد القريب من منزله في مدينة جومباك، شمال العاصمة الماليزية كوالالمبور.

أضف تعليقك