• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

هذا العنوان قد يستلفت نظرك وأنت تقول: يا عمنا عصر المعجزات انتهى فما الذى تقصده من كلمة معجزة إنسانية؟ وأرد على حضرتك قائلاً: أنا مصمم على تلك الكلمة ووالدى الراحل إحسان عبد القدوس كتب عنها مؤكدًا أنها بالفعل معجزة! وعندما تعلم بتفاصيل حياتها ستنضم إلى وجهة نظرنا أو على الأقل ستقول: إنها امرأة استثنائية أو "فلتة" إنسانية لم يسبق لها مثيل.
وتفاصيل حياتها أنها مولودة ببلاد الشام وتحديدًا فى طرابلس بشمال لبنان وكان ذلك أواخر القرن التاسع عشر الميلادى، ومع إطلالة القرن العشرين وصلت إلى مصر مهاجرة بلا أب ولا أمّ، يتيمة ليس لها أقارب على الإطلاق، ولو من الدرجة العاشرة! وهذا ولا شك يدخل فى دنيا العجائب.. إزاى إنسان يعيش فى الدنيا "معندوش" أهل وحيدًا تمامًا؟ أبوها وأمها "ماتوا"، وكان جيرانها يقومون برعايتها مقابل مبلغ من المال يدفعه الأب، وعندما انقطعت الفلوس بوفاته تخلوا عنها، وأعطوها لصديق لهم مهاجر إلى البرازيل، لكنه زهق منها بسبب شقاوتها على الباخرة التى كانت تقلهم، فهى بنت عفريتة لا تتوقف عن الحركة، فأنزلها فى الإسكندرية، وأعطاها لمهاجر لبنانى استقر فى مصر. 
وهكذا نشأت ببلادنا، وكان مصيرها الضياع بالتأكيد، لكنها كانت لها إرادة حديدية حفظتها، وبسبب إرادتها الفولاذية نجحت فى مجال التمثيل ووصلت إلى القمة فى زمن قياسى؛ حتى أطلقوا عليها لقب "سارة برنار الشرق"، ثم تحولت إلى الصحافة، وأطلقت اسمها الذى اشتهرت به "روزاليوسف" على المجلة التى أصدرتها عام 1925م، وهذا أمر لم يسبق له مثيل، إطلاق اسم صاحب مطبوعة على المجلة أو الجريدة التى يصدرها! وكما نجحت فى عالم التمثيل رأيناها تصل إلى القمة فى عالم السياسة والصحافة، وقبل أيام كانت الذكرى الستين لوفاة جدتى "فاطمة اليوسف" أو روزاليوسف.. ربنا يرحمها مليون رحمة.

أضف تعليقك