• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

تمر اليوم الخميس 22 مارس الذكرى التسعين لتأسيس جماعة الإخوان المسلمين، أم الحركات الإسلامية في العصر الحديث، وأكثرها تأثيرًا وأوسعها انتشارًا في العالم العربي ودول العالم الإسلامي وفي الجاليات الإسلامية في الغرب، وهي أيضًا كبرى الحركات والمجموعات السياسية المعارضة للأنظمة السياسية الديكتاتورية المتعاقبة في مصر.

تأسيس الجماعة

أسس الإمام حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين في مارس 1928 بمدينة الإسماعيلية، بعد أربعة أعوام من سقوط الخلافة العثمانية, ثم سرعان ما انتقلت إلى القاهرة فإلى بقية أنحاء مصر، ثم إلى أجزاء كبيرة من العالم العربي والإسلامي.

منذ نشأة الجماعة وضع حسن البنا الأسس للعمل السياسي للإخوان، فهم ليسوا مجرد جماعة دعوية دينية فقط ولكنهم أيضا هيئة سياسية نتيجة لفهمهم العام للإسلام وأن مشاركتهم السياسية تأتي من منطلق الإصلاح في الأمة وتطبيق تعاليم الإسلام وأحكامه.

أهدافها 

ركّز الإمام البنا -رحمه الله- عند تأسيسه للجماعة على هدفين رئيسين : 

- تحرير الوطن الإسلامي من كل سلطان أجنبي. 
- قيام دولة إسلامية حرة في هذا الوطن المحرر تعمل بأحكام الإسلام وتطبق نظامه الاجتماعي، وتعلن مبادئه، وتبلغ دعوته الحكيمة إلى الناس.

وفي سبيل ذلك، عمل الإمام البنا علي تربية جيل رباني متآخٍ ، حر، قوي، مجاهد، من الرجال والنساء يؤمن بأن الأمة "لا عز لها ولا مجد إلا بهذا الإسلام عقيدة وفهمًا وعملاً" وأن " الإسلام وحده هو الحل لكافة مشاكل الأمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية الداخلية والخارجية"، وأنه "بالإسلام سيكون لكل عامل عمل، ولكل طالب محتاج راتب، ولكل فلاح أرض، ولكل مواطن سكن وزوجة، ومستوى من العيش يليق بالإنسان".

وقد نجح الإمام البنا، بشخصيته الفريدة، في مهمة بناء الإنسان على أسس من " الفهم الدقيق والإيمان العميق والحب الوثيق" فجابت دعوته ربوع الأرض، وانتصرت لقضايا الأمة وقدمت تضحيات عزيزة مازالت متواصلة حتى الآن .

مرشدو الجماعة

 تعاقب على قيادة الجماعة منذ تأسيسها ثمانية مرشدين هم:

- حسن البنا مؤسس الجماعة من 1928 إلى 1949.
- حسن الهضيبي من 1951 إلى 1973.
- عمر التلمساني من 1974 إلى 1986.
- محمد حامد أبو النصر من 1986 إلى 1996.
- مصطفي مشهور من 1996 إلى 2002.
- مأمون الهضيبي من 2002 إلى 2004.
- محمد مهدي عاكف من 2004 إلى 2010 .
- محمد بديع من 2010-

دعوتها للوحدة الإسلامية 

سعى الإخوان عبر تاريخهم التسعينيي لتحقيق التمهيدات للوحدة الإسلامية التي دعا إليها الإمام البنا، وكان منها ما تم في حياته شخصيًا، مثل المؤتمر العربي الأول من أجل فلسطين، والذي دعا له الإخوان وعقدوه في المركز العام بالعتبة عام 1938، بحضور فارس الخوري، رئيس وزراء سوريا حينئذ.

وعقب نجاح هذا المؤتمر، خرجت الدعوة لبرلمانات العالم لمناقشة قضية فلسطين، وانعقد المؤتمر الدولي بالفعل في سراي آل لطف الله بالقاهرة، وتحدث فيه الكثير من الزعماء.

وكان من بين المشاركين الأمير فيصل بن عبد العزيز (ملك السعودية فيما بعد)، وقد شجع الإخوان، وفي عهد مؤسسهم أيضًا، تأسيس جامعة الدول العربية، وقدموا تسهيلات لوجستية لمندوبي الدول السبع المؤسسة خلال لقاءاتها في الإسكندرية، واعتبرها البنا خطوة على طريق الوحدة الإسلامية.

كما دعم الإخوان تأسيس منظمة المؤتمر الإسلامي كخطوة أخرى على الطريق، وأسس الإخوان مطلع التسعينيات اتحادين نقابيين إسلاميين عابرين للحدود، هما اتحاد المنظمات الهندسية الإسلامية، واتحاد المنظمات الطبية الإسلامية، كجزء من مشروعهم الوحدوي الإسلامي، ناهيك عن مشاركتهم في المؤتمر الشعبي الإسلامي الذي أسسه الدكتور حسن الترابي وضم رموز القوى الشعبية في البلاد الإسلامية (لم يستمر كثيرا).

وهذه الخطوات وإن بدت صغيرة، لكنها تثبت جدية الإخوان في التحرك نحو هذا الهدف الكبير الذي حددوه لأنفسهم.

مستمرون في النضال 

والإخوان المسلمون يؤمنون بأنه " لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها" وأن مشروع نهضة الأمة على أساس صحيح من الإسلام، الذي أرسي قواعده الإمام البنا قبل 90 عاما، هو الطريق الوحيد لمواجهة التحديات القائمة، وتحرير الإنسان والأوطان واسترجاع الحقوق، يؤكدون أنهم على العهد ماضون حتى تحقيق أهداف الأمة، داعين إلى جمع الشمل ووحدة الكلمة، متمسكين بكل حقوق الشعب ومكتسباته الشرعية وحقوق الشهداء والمصابين، مدافعين عن حرية المعتقلين، مرابطين في ميادين الثورة لتخليص البلاد من الاستبداد والفساد والتدخل الأجنبي، صامدين في كل الميادين حتى يتحقق النصر أو نموت على ما مات عليه الإمام المؤسس، وغيره من الدعاة المجاهدين ، والأحرار المناضلين.

أضف تعليقك