• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانيتين

لا نظن أن هناك نداء أو استغاثة، أبلغ مما أطلقته المؤسسات الخيرية الإنسانية في قطاع غزة على لسان مسئولي هذه الجمعيات، مؤكدة وبكل وضوح لا يحتمل اللبس أو الإبهام، أن القطاع أصبح منطقة منكوبة..بكل ما في الكلمة من حزن وألم. وأنه بحاجة أكثر من ماسة لمساعدات عاجلة لإنقاذ مليوني مواطن غزي من براثن الفقر والمرض والموت والجهل، بعد ان بلغت البطالة أكثر من 80 بالمئة..

هؤلاء المسئولون نبهوا العالم..كل العالم، وخاصة أشقاءهم العرب المسلمين، بأن سبب الكارثة، أو بالأحرى المأساة هو الحصار الصهيوني، المفروض على القطاع منذ “11” عاما ويزيد... فهذا الحصار هو السبب الرئيس للكارثة، والسبب الرئيس لكافة الأمراض والبلاوي التي تحيق بالقطاع، وأدى إلى انفجار اليأس والإحباط، بعد أن وصل إلى مرحلة اللامعقول في ظل إغلاق العالم أذنيه عن سماع صراخ المرضى والأطفال، بعد أن فقد ضميره، وتواطأ مع العدو الفاشي، وهو يدفع مليوني إنسان إلى ساحات الموت البطيء.

الحصار الصهيوني الظالم، واللا إنساني هو المسئول عن دفع آلاف الشباب إلى الهروب عبر الأنفاق من شراك الموت البطيء الذي نصبه العدو الصهيوني، إلى الموت السريع في أعالي البحار وقد ابتلع الموج وأسماك المتوسط المئات في أفظع تراجيديا مأساوية، ستبقى محفورة في ذاكرة الشعب الفلسطيني الذي لا ينسى، تذكره بأبنائه الذين دفعهم الاحتلال الفاشي إلى المغامرة المجنونة. إلى الموت في بطن اسماك القرش.

وبوضع النقاط على الحروف..

فأغلبية أبناء قطاع غزة هم من اللاجئين، إذ تبلغ نسبتهم حوالي 85%، وهؤلاء اللاجئون يعتمدون كليا على مساعدات وكالة الغوث الدولية “ الأونروا”.. وفي حالة قطع هذه المساعدات –كما قرر القرصان “ترامب” – فإنهم حتما يساقون إلى الهلاك.. بأبشع صورة..

وفي هذا الصدد ولاستكمال الصورة لتبدو مأساويتها بصورة أوضح، نجد لزاما الإشارة إلى مصير “37” ألف طفل يتيم، يدرسون في مدارس خاصة تعتمد على مساعدات “الأونروا”..

هؤلاء الأيتام أصبحوا مهددين بالضياع، في حالة عدم وصول المساعدات وإغلاق المدارس، ودور الأيتام التي تضمهم، وتشرف على تربيتهم.

لقد دق الرئيس الأمريكي الأسبق كارتر جدار الخزان مبكرا، بعد أن لمس وشاهد بأم عينيه المأساة وآثارها وتداعياتها المفجعة على القطاع وسكانه المليوني إنسان، وكانت ملاحظاته الجارحة “ أنهم يعيشون حياة لا تقبلها الحيوانات “..

وجاءت بعد ذلك تحذيرات المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة..” أن قطاع غزة لن يعود صالحا للحياة الإنسانية-إذا ما استمر الحصار- عام 2020”..

كل هذه التحذيرات لم تجد أذنا صاغية، ولا ضميرا حيا، بل كانت أشبه بصرخة في برية بلا صدى...بلا مجيب، مما يؤكد أن المجتمع الدولي وخاصة الدول الكبرى، وعلى رأسها أمريكا ومن لف لفها، هي دول متواطئة مع العدو الصهيوني، متواطئة مع الحصار، تغض النظر عن الجريمة الصهيونية، بالحكم على شعب أعزل بالموت البطيء، لأنه يصر على مقاومة الاحتلال، ويرفض رفع الراية البيضاء.

وجاءت قرارات”ترامب “ الأخيرة.. وهي قرارات لا أخلاقية، تستهدف كسر إرادة القيادة الفلسطينية... وتستهدف كسر إرادة الشعب الفلسطيني الصامد الرافض لإملاءات واشنطن؛ لتزيد من هول الكارثة، وتدفع بالأزمة كلها إلى الانفجار..

وفي هذا الصدد لابد من ملاحظتين هما :

الأولى : دعوة الدول العربية والإسلامية وخاصة الغنية وأصدقاء الشعب الفلسطيني، إلى النفير إلى غزة، باعتبارها منطقة منكوبة، وإعلان برنامج طوارئ لإغاثة القطاع؛ لإنقاذ مليون إنسان على شفا الهلاك.

الثانية : كسر الحصار الإسرائيلي الظالم، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن بفتح كافة المعابر، كسبيل وحيد لإخراج القطاع من أزمة مدمرة، حولته إلى منطقة منكوبة.

ومن هنا.. ندعو الشقيقة مصر أن تعلن عن فتح معبر رفح، وعلى مدار الساعة والسماح لأهل القطاع بالسفر والتنقل متى شاءوا، أسوة بباقي البشر في هذا العالم، لقطع الطريق على العدو الصهيوني، وعلى كافة اعداء الشعب الفلسطيني.

وكلمة أخيرة إلى القيادة الفلسطينية..

إن تجويع قطاع غزة، هو مؤامرة أمريكية –صهيونية، لتركيع الشعب الفلسطيني؛ ما يفرض على القيادة والفصائل والنخب والشعب الفلسطيني، أن ينفروا إلى القطاع، وتقديم كل ما يحتاجه أهلنا، لا بل وندعو القيادة إلى الإقامة في غزة، وتسخير موازنة السلطة لإنقاذ أهلنا في القطاع..فهذا هو السبيل الوحيد لإفشال المؤامرة وكسر الحصار وتعميق المصالحة الوطنية.

أنقذوا غزة..

  • نقلا عن صحيفة الدستور الأردنية

 

أضف تعليقك