• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أظن أن عنوان مقالي هذا لفت نظرك ورأيته يدخل في دنيا العجائب وأنت تقول: إزاي تدافع عن ثورة يناير في ذكرى قيامها وتصفها بأنها عظيمة!! 

يا عمنا ما جرى أدت إلى فوضى عظيمة، وأظهرت أخلاقيات سيئة جدًا عند الناس لم تكن موجودة من قبل! ولا نستبعد أن تكون مؤامرة من أعداء مصر لنسف الاستقرار في البلاد!! وباختصار فإن مصائب 25 يناير أكبر بكثير من الفوائد التي عادت إلى مصر منها! وأرد على هذا الكلام بذكر المثل العامي الشهير: إذا وقع الجمل كثرت سكاكينه!! ولو كانت تلك الثورة قد حققت أهدافها التي تتلخص في عيش/ حرية/ عدالة اجتماعية، لما سمعنا هذه الانتقادات الشديدة لها، لكن بعض هذا الكلام غير معقول أبدًا مثل ما جرى بأنها مؤامرة من أعداء مصر، ومثل هذا القول لا يقوله عاقل ويدل أننا كمصريين لا نعرف ثقافة الاختلاف، بل نسارع بإلقاء الاتهامات على المخالفين لنا مثل اتهامهم بعدم الوطنية!! وأنهم يتلقون تمويلاً من الخارج! وجزء من مؤامرة ضد بلادنا! والبعض يعيش في وهم أن العالم كله يتآمر ضد مصر بغرض إسقاطها وهذا يدخل في دنيا العجائب، فبلادي واجهت بلاوي كثيرة ومصائب شتى أبرزها كارثة 1967 ومع ذلك لم تسقط وظلت واقفة على قدميها. 

وإذا سألتني حضرتك: عن أسباب فشل ثورة يناير في تحقيق أهدافها.. قلت لك هناك أسباب عدة، لكن يأتي على رأسها اختلاف شركاء الثورة وفشلهم في توحيد صفوفهم على الرغم من انتماءاتهم المتعددة بعكس ما حدث في تونس مثلا التي واجهت عواصف وأعاصير صمدت لها لأن كل قوى الثورة تعاونت فيما بينها ونجحت في وضع خريطة طريق تضم مختلف الانتماءات السياسية، وهذا ما فشلت فيه ثورة يناير للأسف، ولكنها تظل عظيمة لأنها حدث ضخم وعظيم لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر الحديث، وانحاز الجيش إلى الثورة بعدما تأكد أن جموع الشعب يؤيدها. 

وأخيرًا أقول إنه حدث رباني لم يتوقعه أحد أبدًا، والعبد لله شاهد على ذلك فأنا من أبناء تلك الثورة، وكان أقصى ما نتمناه في يومها الأول أن تشهد تظاهرة ناجحة احتجاجًا على ممارسات الداخلية والاستبداد السياسي الذي يحكمنا "وبقدرة قادر" تحولت إلى ثورة.. إنه القدر. 

 

أضف تعليقك