• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

تمر هذه الأيام الذكرى السابعة لثورة 25 يناير الشعبية الحاشدة، التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك عن الحكم بعد 18 يوما من اندلاعها.

بدأت الثورة بمظاهرات للآلاف من المحتجين ساروا في شوارع القاهرة والأسكندرية والسويس والإسماعيلية صباح يوم 25 يناير عام 2011، للمطالبة - في البداية - باستقالة وزير الداخلية المصري حبيب العادلي احتجاجًا على ممارسات الشرطة القمعية، إلا أنها وبفضل عدة عوامل تحولت لثورة عارمة أول مطالبها هو رحيل النظام بأكمله وعلى رأسه حسني مبارك.

انقسمت أسباب ثورة 25 يناير إلى، أسباب مباشرة وغير مباشرة وهي :

أسباب غير مباشرة

تعددت أسباب المظاهرات التي خرجت في 25 يناير، ثم اشتعلت لتصبح أكبر ثورة شعبية في تاريخ مصر الحديث، ومنها أسباب غير مباشرة كاستمرار الفترة الرئاسية لحسني مبارك منذ عام 1981، وطوال ثلاثين عاما تعرضت فيها مصر للسرقة والنهب من حاشيته ووزراء حكوماته المتعاقبة، ما كان له الأثر الكبير علي التدهور الاقتصادي والاجتماعي بالإضافة إلي التراجع الملحوظ في مستوي التعليم وإرتفاع معدلات البطالة وانتشار الجرائم.

وقانون الطوارئ، وهو القانون المعمول به منذ عام 1967، باستثناء فترة انقطاع لمدة 18 شهرًا في أوائل الثمانينات، وبموجب هذا القانون توسعت سلطة الشرطة وعلقت الحقوق الدستورية وفرضت الرقابة، وقيد القانون بشدة أي نشاط سياسي غير حكومي مثل "تنظيم المظاهرات، والتنظيمات السياسية غير المرخص بها، وحظر رسميًا أي تبرعات مالية غير مسجلة".

وبموجب هذا القانون احتجز ما يزيد عن 17,000 شخص، ووصل عدد السجناء السياسيين كأعلى تقدير إلى 30,000 سجين. 

وفي تقرير لمنظمة الشفافية الدولية "وهي منظمة دولية لرصد جميع أنواع الفساد بما في ذلك الفساد السياسي"، قيّمت مصر بـ 3,1 عام 2010 استنادًا إلى تصورات درجة الفساد من رجال أعمال ومحللي الدولة، حيث أن 10 تعني نظيفة جدًا وتعني شديدة الفساد، وتحتل مصر المرتبة 98 من أصل 178 بلد مدرج في التقرير.

ومع انتهاء العام الماضي 2010 وصل إجمالي سكان مصر الذين يعيشون تحت خط الفقر لنحو 40 ٪، وصل إجمالي دخل الفرد منهم لنحو دولارين فى اليوم.

أسباب مباشرة

أجريت انتخابات مجلس الشعب قبل شهرين من اندلاع الاحتجاجات وحصل الحزب الوطني الحاكم على 97% من مقاعد المجلس, أي أن المجلس خلا من أي معارضة تذكر؛ مما أصاب المواطنين بالإحباط، وتم وصف تلك الانتخابات بالمزورة نظرًا لأنها تناقض الواقع في الشارع المصري. 

بالإضافة إلى انتهاك حقوق القضاء المصري في الإشراف على الانتخابات فقد أطاح النظام بأحكام القضاء في عدم شرعية بعض الدوائر الانتخابية، ومُنع الإخوان المسلمون من المشاركة في هذه الانتخابات بشكل قانوني.

ومن الأسباب المباشرة أيضًا، مقتل الشاب خالد محمد سعيد بالإسكندرية في 6 يونيو عام 2010 م بعد أن تم تعذيبه حتى الموت على أيدي اثنين من مخبري قسم شرطة سيدي جابر, و لم يتم البت فى قضيته أو إثبات الاتهام بالقتل عليهما حيث أن تقرير الصفة التشريحية الثانى جاء موافقًا للأول بعدما أمر النائب العام المصرى إعادة تشريح الجثة، مما أثار احتجاجات واسعة دون أن يصدر الحكم فى القضية التى أثات جدلًا كبيرًا.

كما جاءت تفجيرات كنيسة القديسين فى مدينة الإسكندرية وسط الاحتفالات بعيد الميلاد للكنائس الشرقية، بعد حلول السنة الجديدة بعشرين دقيقة حدث انفجار أمام كنيسة القديسين فى منطقة سيدى بشر.

هذه العملية الإرهابية أوقعت 24 قتيلًا كما أصيب 97 شخصًا "بينهم مسلمون"، وتعتبر أول عملية إرهابية بهذا المشهد المروع تحدث فى تاريخ مصر، هذه العملية أحدثت صدمة فى مصر وفى العالم كله، و إحتج كتير من المسيحيين فى الشوارع، وانضم بعض المسلمين للاحتجاجات. و بعد الاشتباك بين الشرطة والمحتجين في الإسكندرية والقاهرة، وهتفوا بشعارات ضد حكم مبارك في مصر.

دعائم أسهمت في نجاح الثورة

بدأت ثورة يناير بتظاهرات عادية حيث تنادى الشعب المصري عبر المواقع الاجتماعية على الإنترنت كالـ فيسبوك والـ تويتر والـ يوتيوب إلى إعلان يوم الثلاثاء 25 يناير2011 م، وهو يوافق الاحتفالات الرسمية بـ"عيد الشرطة، بأنه يوم غضب للشعب المصري، فلبى آلاف المحتجين الدعوة وخرجت المظاهرات السلمية في مختلف أرجاء مصر، وبدأت المظاهرات بمطالب وهتافات ضد الفقر، والجهل، والبطالة والغلاء ومطالبة برحيل الحكومة.

قامت المظاهرات في عدة مدن مصرية في نفس الوقت، وفي العاصمة القاهرة تحركت من عدة أماكن لتلتقي في ميدان التحرير بوسط القاهرة، وعند منتصف الليل لجأت قوات الأمن المركزي لفض اعتصام آلاف المصريين بالقوة في ميدان التحرير، وقد شهدت الاحتجاجات ثلاثة قتلى من المتظاهرين، إضافة إلى جندي من الشرطة.

شملت المظاهرات بالإضافة إلى القاهرة العاصمة مدن: دمياط وأسيوط والمحلة الكبرى، والإسكندرية، والمنصورة، والسويس والإسماعيلية، وطنطا.

وحدثت بعض التداعيات والدعائم التي ساهمت في نجاح التظاهرات وأدت لتحولها لثورة شعبية عارمة، ومنها : 

إعلاميًا..

أصدر وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، تعليمات بضرورة قطع خدمات المحمول عن منطقة ميدان التحرير، اعتبارًا من بعد ظهر يوم الثلاثاء الموافق 25 يناير 2011، حتى صباح الأربعاء الموافق 26 يناير 2011، ثم أصدر تعليمات إلى غرفة العمليات عدة مرات في 27 يناير 2011، بضرورة قطع خدمات الاتصالات، اعتبارًا من صباح يوم الجمعة 28 يناير 2011 ولمدة يوم واحد، بالنسبة لخدمات المحمول في محافظات القاهرة الكبرى، الإسكندرية، السويس، الغربية، وضرورة قطع خدمات الإنترنت على مستوى الجمهورية، اعتبارًا من مساء يوم الخميس الموافق 27 يناير 2011 لوجود خطورة على الأمن القومي.

وفي الثامن والعشرين من يناير ومنذ 4 أعوام، انقطعت خدمات الاتصالات المحمولة وكذلك خدمات الإنترنت، في اليوم الذي سمي بـ«جمعة الغضب»، وظل الانقطاع حتى الساعة الحادية عشرة من مساء اليوم ذاته، لتعود خدمة الاتصالات المحمولة، في حين ظلت خدمات الإنترنت مقطوعة حتى الثاني من فبراير.

وأدى قطع الاتصالات والإنترنت إلى نزول المواطنين للشارع بالآلاف، وهو مازاد من وتيرة الاحتجاجات والثورة على النظام الغاشم الذي يتحكم في مصائر الشعب.

كما أدت المتابعة والنقل الجاد لاحداث الثورة من قبل قناة الجزيرة، إلى إيضاح طبيعة الأمور والأحداث للمصريين وكانت من أهم الأسباب الإعلامية التي أدت لنجاح الثورة.

إقليميًا..

كانت هناك نية مبيتة عند الدول الغربية ومنها الولايات المتحدة الأميركية الحليف الأكبر لنظام مبارك، في التخلي عنه، فبعد أن ألقى مبارك خطابه الأول خلال الثورة، معلنًا فيه عن استقالة الحكومة وعن شرعية مطالب المحتجين الذين يريدون المزيد من الديمقراطية والإصلاحات السياسية، تحدث أوباما مع مبارك وطالبه "باتخاذ الخطوات اللازمة من أجل الوفاء بتعهداته".

لكن مسؤولاً رفيعاً في إدارة أوباما قال للإعلام في اليوم التالي إن خطاب مبارك "كان مخيباً للآمال بشدة، وإن مبارك يعتقد أنه سيستطيع الخروج من هذه الأزمة، لكننا هذه المرة لا نعتقد أن تقديره سليم".

أما وزير الدفاع الأمريكي آنذاك روبرت غيتس فكتب في مذكراته أن البيت الأبيض كان منقسماً حول طريقة التعامل مع الأحداث في مصر. فنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن وكلينتون وغيتس ومستشار الأمن القومي توماس دونيلون كانوا "قلقين للغاية من أن الرئيس والبيت الأبيض وأعضاء فريق الأمن القومي يميلون بشدة إلى ضرورة تغيير النظام في مصر".

ووفق غيتس فإن "أعضاء فريق الأمن القومي دعوا الرئيس للوقوف بقوة مع المتظاهرين في مصر لأنهم أرادوا أن يكون أوباما على الجانب الصحيح من التاريخ"، بينما دعا بايدن وكلينتون وغيتس ودونيلون للتحرك بحذر، محذرين من "تبعات التخلي عن حليفهم لثلاثين عاماً".

ميدانيًا:.

لم تكن مصر في يوم من الأيام دولة غنية في مواردها الاقتصادية فقط، ولكن ثراء مصر الحقيقي كان دائما في قدراتها البشرية المميزة، وهو ماظهر جليًا أثناء الثورة، حيث لعب الشباب الدور الرئيسي في ثورة 25 يناير، من حيث الدعوة للتظاهر يوم 25 يناير ضد أعمال العنف والتعذيب التي مارستها الشرطة، وضد الحكم بقانون الطوارئ.

وقد استطاع شباب ائتلاف الثورة الذي ضم تكتلات صغيرة جدًّا، وشباب جماعة الإخوان المسلمين من تكوين شبكات تواصل بفضل الكمبيوتر والفيس بوك وغيرهما، واستطاعت أن تخدع أمن الدولة وجواسيس الداخلية.

وكانت أهم الحركات التي تآلفت بشكل كبير لإنجاح الثورة، هم "حركة كفاية",و "حركة 6 إبريل"، و"حركة العدالة والحرية", و "الجمعية الوطنية للتغيير"، ، بالتنسيق مع شباب الإخوان، الذين أبدوا استعداداتهم المشاركة في الثورة منذ اليوم الأول.

أضف تعليقك