• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

"القتل البطيء" مصير مظلم يواجه العشرات من الصحفيين في سجون الانقلاب العسكري، في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها أصحاب الكلمة الحرة، في ظروف بالغة الصعوبة والتعقيد تجاوزت القهر والتعذيب داخل سجون الانقلاب غير الآدمية.
واحتلت مصر المركز الثالث، حول العالم، فى اعتقال الصحافيين، بالمخالفة إلي دساتير البلاد والقانون الدولي، وقالت لجنة حماية الصحفيين الدولية التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن عدد الصحفيين القابعين خلف القضبان بلغ رقمًا قياسيًا.

وعزت اللجنة في تقريرها السنوي الذي صدر في 13 ديسمبر ذلك إلى تراجع اهتمام الدول الغربية بأوضاع الحريات الصحفية في الدول التي تسجن أكبر عدد من الصحفيين مثل الصين ومصر. 

وحسب التقرير هناك حاليا 262 صحفيا خلف القضبان بسبب عملهم الصحفي وهذا العدد قياسي، ويعاني الصحفيين المعتقلين في سجون الانقلاب أوضاعًا صحية سيئة، بسبب استمرار انتهاكات العسكر المتعمدة ضدهم.

هشام جعفر

ومن بين الوقائع التي تتعرض بسببها سلطات الانقلاب لانتقادات دولية واسعة، الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفي هشام جعفر، وهو معتقل منذ سنتين تحت ما يُعرف بالحبس الاحتياطي دون محاكمة (نظام الحبس الاحتياطي في مصر أشبه بالاعتقال الإداري لدى الكيان الصهيوني، وهو بديل جيد ابتكره نظام السيسي لنظام الاعتقال السياسي بأوامر من السلطات الحاكمة، بحيث يعتقل الشخص ويسجن بقوة مفترضة من القانون على ذمة اتهامات هُلامية، وقد تم تغيير قانون الحبس الاحتياطي ليصبح بلا سقف أو حد يوضع الشخص من خلاله تحت رحمة الأجهزة الأمنية لتقرر تجديد حبسه دوريًا دون تقاضي حقيقي).

وبحسب شهادات صحية نشرتها زوجة جعفر على صفحتها الشخصية على "فيس بوك"، فإنه مصاب بضمور كامل في العصب البصري الأيمن، وضمور شبه كامل (بنسبة 90%) في العصب البصري الأيسر، وهو ما أفقده نسبة كبيرة من بصره.

كما أنه يحتاج إلى مراجعة دورية للطبيب كل 3 أشهر لمتابعة العصب البصري ومجال الرؤية لديه، مما يستلزم توفير بيئة صحية مناسبة، كأن يتعرض يوميًا إلى ضوء الشمس وتهوية جيدة، فضلاً عن ضرورة تناول غذاء صحي وفيتامينات منشطة للعصب البصري، وفي حالة عدم توفر هذه البيئة فإن ما تبقى من العصب البصري الأيسر معرض للتلف والضمور، الأمر الذي إن تم فلا يمكن علاجه.

هذا بخلاف ما يعانيه من تضخم في البروستاتا فضلاً عن احتباس في البول وعدم الانتظام في تعاطي الأدوية اللازمة بسبب تعنت إدارة السجن مما يهدد بتعرضه لخطر الفشل الكلوي، على الرغم من تعبير أسرته المتكرر عن استعدادها لتحمل نفقات علاجه على نفقاتها الخاص دون استجابة من المسؤولين عن "العقرب" حتى الآن.

ابراهيم الدراوي 

تتواصل مطالبات أسرة الصحفى إبراهيم الدراوي عضو نقابة الصحفيين بسرعة إطلاق سراحه بعد سجنه الذي تخطى الأربع سنوات منذ اعتقاله فى أغسطس 2013 وتدهور حالته الصحية فى حبسه الذى يفتقر لأدنى معايير سلامة وصحة الانسان.

ويعانى الدراوي من مرض الكبد والسكر والضغط وهو مازال حتى الآن فى مرحلة التحقيق بعد نقض الحكم الجائر بالسجن المؤبد فى القضية الهزلية رقم ٣٧١ المعروفة اعلاميا بالتخابر مع حماس.

وناشدت أسرة الدراوى نقيب الصحفيين بالتدخل للإفراج عن عائل أسرتهم المكونة من الزوجة و5 أطفال في مراحل التعليم المختلفة بأى ضمان خاصة وأن والده لا يستطيع الحركه ولم يراه من أكثر من عامين و يبلغ من العمر ٨٤ عاماً.

وفي مارس 2016، نقل الدراوى لمستشفى الليمان، وملابسه غارقة فى الدم ولا يستطيع الوقوف على قدميه، بعد تعرضه للضرب من قبل ضباط المباحث بسجن ملحق المزرعة.

حيث تقدمت زوجته ببلاغ لوزير الداخلية، تبلغه فيه إضراب زوجها عن الطعام، لأنه تم الإعتداء عليه من رئيس مباحث سجن المزرعة، الذي أمر بعض الضباط وأمناء الشرطة بالتعدي عليه بالضرب والسحل والشتم، ونتج عن ذلك كسر أسنانه وبعض الإصابات في وجهه وكافة أجزاء جسمه.

أحمد عبد العزيز 

كما طالبت جبهة الدفاع عن الصحفيين والحريات بالإفراج عن الصحفي أحمد عبد العزيز، الذي تم اعتقاله أثناء الوقفة الاحتجاجية التي نظمها الصحفيون على سلالم النقابة في ديسمبر الماضي، ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني، ونقل سفارة أمريكا إليها.

واستنكر الصحفى حسن القبانى الإهمال الطبى الذي يتعرض له أحمد عبد العزيز، والتعنت فى علاجه، حيث أكد القباني في تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك" أنه ييعاني من آلام شديدة ويحتاج للعرض على استشاري كلى وحالته غير مستقرة ولا حياة لمن تنادي.

الانتهاكات سياسة العسكر 

ما يجري من انتهاكات ضد الصحفيين هي حالات من مئات وآلاف حالات المعتقلين المصريين في السجون، على اختلاف أطيافهم وتنوعاتهم الفكرية والأيديولوجية، يتعرضون في غالبيتهم الساحقة لنفس التنكيل والتعذيب، والإصرار على الإذلال بلا هوادة، التكفيري بجانب السلفي الجهادي بجانب الإخواني، مع الليبرالي والعلماني، بجانب الشيوعي، ولا ننس " اللي ملهمش فيها" اختلفوا خارج أسوار السجون، وجمع بينهم جلادو السيسي تحت السياط.

الجميع يشتكي من مسألة الرعاية الصحية المتدنية في كافة السجون المصرية والمعتقلات، الجميع يشتكي من حالات التعذيب في السجون وفي أقبية أمن الدولة، وقد وثقت ذلك تقارير دولية عدة، لا فرق بين مصري وآخر، فقط هنا يُساوي السيسي بين المصريين جميعًا.

 

أضف تعليقك