• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

مصر من أقدم دول العالم، ومع ذلك فهي تنتمي مع جيرانها العرب إلى العالم الثالث المتخلف وهذا بالطبع يدخل في دنيا العجائب.

ومن حقي ونحن في بداية سنة ميلادية جديدة الحلم بأن نبدأ خطوتنا الأولى لكي ننتقل إلى دول العالم المتحضر.. فالبلدان المتقدمة لا تعرف الزعيم الملهم ولا القائد التي تهتف له الجماهير بالروح بالدم نفديك يا ريس!! وكل شيء يتم بناء على توجيهاته فهو الخبير في كل الأمور!! إنما هي دولة مؤسسات والحاكم يخضع لها، وبلادي منذ عام 1952 تعيش في ظل حكم الفرد باستثناء سنوات ثورة يناير.. وهي أقل من ثلاث سنوات.. سنتين ونصف تحديدا منذ يناير عام 2011 وحتى استيلاء الجيش على السلطة في يوليو عام 2013.

وفي الدول المتحضرة تجد القضاء فيها مستقلا وكذلك البرلمان، وكلاهما مؤسسات قائمة بذاتها وغير خاضعة للسلطة التنفيذية بعكس الحال في بلادنا، حيث تخضع لنظام الحاكم القائم.

وبلاد العالم المتقدم تجدها شديدة الحرب على الإرهاب ولها قوانين صارمة تردعها، وفي الوقت ذاته تحافظ على حقوق الإنسان بعكس الحال عندنا، حيث القبض العشوائي والسجون سيئة السمعة، وأمن الدولة الذي تراه متوغلا في كل مكان ببلدنا.

وفي العالم المتحضر تجد المجتمع المدني الحر والصحافة المستقلة والأحزاب القوية التي تتنافس فيما بينها على الحكم ويحترم بعضها البعض، فلا تجد هناك تكفير باسم الدين والوطنية، والشعب صاحب الحق الوحيد في اختيار الحزب الذي يحكمه فليس عندهم زعيم ملهم.

والقوات المسلحة هناك تحمي الوطن، وتلك مهمتها الوحيدة وقد تتدخل في أعمال الإغاثة اذا اقتضت الضرورة، ولكنها تترك بناء البلد لمؤسسات المجتمع المدني القادرة على ذلك، فلا تقوم بمهام يمكن للشركات المدنية أن تقوم بها!

وهي دولة منتجة ولا تستورد احتياجاتها الأساسية من الخارج، وتعيش عالة على الآخرين وتلقي المعونات الأجنبية.

وهكذا يتضح لك أن البون شاسع والفارق رهيب بيننا وبين العالم المتحضر، ولكن من حقنا أن نحلم ولا نستسلم للواقع.. ليرى حلمنا النور في يوم ما ولا يكون في المشمش!

 

 

أضف تعليقك