• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أرقام وحقائق مفزعة  تكشف مدي إجرام نظام العسكر الانقلابي بحق المرأة المصرية في عام 2017 "عام المرأة المصرية"، والذي بدأ باعتقال النساء والزج بهن في السجون وتحويلهن للمحاكمات العسكرية، واختتم أوجاعه بدموع أمهات الشهداء التي تنهمر شلالا لا يتوقف  حرقة على قتل النظام المجرم لفلذات أكبادهم بدم بارد.
 وتفيد أحدث الإحصائيات بوجود 44 معتقلة حاليا في السجون المصرية من بينهن 13 محكوم عليهن بأحكام نافذة، و34 محبوسات احتياطيا، و16 مخفيات قسرا، و120 ممنوعات من السفر، و106 تمت مصادرة أمواله
أرقام مخيفة
وعلى الناحية الأخرى، أعلنت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات أن حوالي 2000 امرأة وفتاة تعرضن للاعتقال من قبل قوات الأمن، منهن قاصرات لم يتخطين الـ18، منذ الانقلاب العسكري يوم 3 يوليو2013.
وكشف مركز "هشام مبارك لحقوق الإنسان" عن تعرض أكثر من 90 سيدة للقتل خارج إطار القانون، إلى جانب وقوع 50 حالة اغتصاب، وأكثر من 500 حالة فصل من الجامعة.
فيما كشفت حركة "نساء ضد الانقلاب" في حصادها المر لانتهاكات السيسي بحق نساء مصر، أن  عدد السيدات والفتيات اللاتي أدرجت أسماؤهن على قوائم الإرهاب، بلغ 120 امرأة في عهد السيسي.
وكشفت الحركة -خلال بيان لها - أن هناك 16 سيدة ما زالت قيد الاختفاء القسري حتى الآن، منذ أكثر من عام، في الوقت الذي بلغ فيه عدد المختفيات قسريا وتم ظهورهن بعد ذلك 150 سيدة.
وقالت الحركة إن 106 سيدات وفتاة صدر قرار بمصادرة أموالهن، فضلا عن أن 2855100 مجموع الكفالات والغرامات التي تم دفعها للمعتقلات، في سابقة لم تحدث في التاريخ.
وأضافت أن عدد الطالبات اللاتي تم فصلهن من الجامعات بلغ 526 طالبة.
سارة ورنا
تعرضت ما يقرب من  356 من السيدات اللاتي  لانتهاكات عامة "احتجاز تعسفي، واعتداء أثناء زيارة معتقل"، ومن بين تلك الحالات حالة الشقيقتين سارة ورنا اللتين ألقي القبض عليهما قبل عامين، حيث تنتظر الأولى تصديق مفتي الجمهورية على حكم قضائي بإعدامها في القضية المعروفة إعلاميا بـ "تفجير سفارة النيجر" بينما تنتظر الثانية صدور الحكم عليها في نفس القضية.
وتعود قصة الشقيقتين إلى منتصف سبتمبر2015 حين كان والدهما أستاذ الكيمياء بجامعة بنها عبد الله عبد المنعم الصاوي يقود سيارته صباحا، على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، بصحبة ابنتيه الطبيبة سارة (28 سنة) والصيدلانية رنا (26 سنة) عندما أوقفه كمين أمني ليلقى القبض عليهم.
ووُجد الأب ملقى على الطريق الصحراوي بينما تم اقتياد الابنتين إلى مكان مجهول، ثم ظهرتا بعدها بأيام أمام نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق معهما في قضية تفجير سفارة النيجر.
وترى إحدى قريبات الأسرة أن سارة ورنا تعرضتا للتعذيب بالصعق الكهربي خلال التحقيق معهما للاعتراف بجرائم لم ترتكباها، كما نُقلت سارة إلى عنبر الإعدام بعد الحكم المبكر عليها بإحالة أوراقها للمفتي.
سمية ماهر
وتعتبر المعتقلة الشابة "سمية ماهر حزيمة" نموذجا حيا يتجسد فيه ظلم نظام العسكر،  حيث تم اختطافها وإخفاؤها قسريا لفترة طويلة دون أن يتمكن أهلها حتى من معرفة مكان احتجازها أو التأكد من أنها حية أم فارقت الحياة.
وبعد تلك الفترة ظهرت في نيابة أمن الدولة العليا بعد أن تم الزج بها في إحدى القضايا، وهو الإجراء الذي يتم مع آلاف المعتقلين الأبرياء. وحتى بعد أن تم ذلك لم يتمكن محاموها من حضور التحقيقات معها أو لقائها، كما لم تستطع أسرتها أن تقبل جبينها أو تطمئن على سلامتها، ولم يتم السماح لأمها باحتضانها أو التربيت على كتفها حتى تستطيع مواجهة تلك القسوة التي تعرضت لها على أيدي زبانية الانقلاب الذين لم يعرف الضمير إليهم سبيلا. 
وبعد 70 يوما من الإخفاء القسري  تمكنت شروق سلام محامية "سمية" من اللقاء بها لعدة دقائق خلال جلسة تجديد حبسها أمام نيابة أمن الدولة العليا.
وتروي المحامية تفاصيل ذلك اللقاء المؤثر لها مع "سمية" في مكتب وكيل النيابة قائلة "تقف كلماتى عاجزة ويتلعثم لسانى حين يبدأ عقلى في استعادة تفاصيل اليوم ومحاولة صياغته في عبارات، بداية من مقابلة والدة سمية وإمساكِ يديها التى كانت ترتعش بين يدى وأصبحت قدميها غير قادرة على حملها حين مر أمامها الميكروباص الذى به فلذة كبدها وأخذت في النداء عليها حتى فقدت أعصابها ولَم تنطق سوى بكلمة واحدة "عاوزة اشوف بنتى، إلى لقاء سمية الذى ستظل تفاصيله محفورة في عقلى وذاكرتى ما حييت، وطلبى من وكيل النائب العام الذى يباشر التجديد أن أسلم عليها وكأنى طلبت رد روحها تعلقت سمية بكتفى وأغلقت يداها حول ظهرى بقوة حتى لا أستطيع إزاحتهما، وانهارت باكية بحرقة لن أستطع وصفها وانهرت أنا أمام بكائها وأخذتها بين ذراعى وحاولت تهدئتها".
وتضيف المحامية: "والله كنت أحاول تهدئة نفسى معها وكلما حاولت إبعادها حتى يستطيع وكيل النيابة من مباشرة التجديد تعلقت أكثر بى وضمّت يداها حولى بقوة، وكلماتها المصحوبة ببكائها أنها لم تكف عن الدعاء لكى يحضر معها أحد ثم سجودها في غرفة التحقيق شكراً لله أن رأت أحدا تعرفه تطمئن به ويطمئن أهلها.. سجدت أمام الجميع شكرًا لله حتى أنه من شدة الموقف سمح لى وكيل النيابة بالوقوف إلى جانبها وأخذ رأسها في حضنى أغلب مدة التجديد".
وتستطرد في وصف المشهد الأليم: "سبعون يوما لا تعلم سمية عن أهلها شيئا، ولا يعلم أَهلها عنها شيء.. سبعون يوما تحبس فيهم فتاة داخل مكان لا تعرفه مع أُناس لا تعرفهم.. أى انتقام نفسى ومعنوى هذا الذى يمارس ضدها وضدنا كمحامين فى تعرضنا لهذه المواقف؟
علا القرضاوي وبسمة رفعت
كما أكملت المعتقلة علا القرضاوي 6 شهور كاملة في السجن.حيث تم اعتقالها هي وزوجها نكاية من قبل نظام السيسي في والدها العلامة الشيخ يوسف القرضاوي وتم وضعها في الحبس الانفرادي بسجن القناطر رغم أنها تجاوزت 55 من عمرها!!.
 وقبل عامين، خرجت الطبيبة بسمة رفعت لزيارة زوجها المعتقل فتم اعتقالها لتترك طفلين أكبرهما في الخامسة من عمره، ووفق الإحصائيات هناك أكثر من 15 أما معتقلة.
انتهاكات
المفارقة أنه في أبريل 2016، أعلن المنقلب  أن 2017 سيكون عام المرأة، مؤكدا حرصه على التمكين السياسي والاقتصادي والاجتماعي للنساء في بلده.
وتقول الناشطة الحقوقية سلمى الخشن "فما إن أعلن السيسي عن عام المرأة حتى بدأت سلسلة من الاعتقالات التي استهدفت النساء" مضيفة أن "الأمن يعتقل الزوج والزوجة ليواجه أطفالهما المجهول".
وقالت الخشن -التي تعرضت للتوقيف بمطار القاهرة في فبرايرالماضي وتم سحب جواز سفرها- إن هناك الكثير من الحالات الموثقة لنساء تعرضن للتعذيب والتحرش الجنسي داخل المعتقلات.
ويشبه الحقوقي عمرو عبد الهادي  تعامل النظام المصري مع النساء بـ "تعامل الكيان الصهيوني مع نساء فلسطين" معتبرا ذلك انتهاكا صارخا للدستور والقانون وكافة المواثيق الدولية الخاصة بحقوق الإنسان.
وذكّر عبد الهادي في تصريح له بما قام به الجيش عام 2011 -حينما كان السيسي وقتها وزيرا للدفاع- بالاعتداء على المتظاهرات في ميدان التحرير في أكثر من اعتصام، إلى جانب إجراء ما سمي "كشوف العذرية" لبعضهن. 

أضف تعليقك