• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

أعلن تنظيم “داعش”، عن مسؤليته عن استهداف مطار العريش في سيناء خلال زيارة وزير دفاع الانقلاب؛ صدقي صبحي، ووزير داخليته؛ مجدي عبد الغفار للمطار، وأن عناصر التنظيم كانوا على علم بوجود الوزيرين إلى المطار خلال جولة تفقدية للقطاعات العسكرية في شمال سيناء، من خلال معلومات وصلته، بالرغم من إنها زيارة سرية، وهي المعلومات التي اعتمد فيها التنظيم على عناصره الاستخباراتية القريبة من المطار، الذي من المفترض أنه ثكنة عسكرية!
 
وقد تم استهداف إحدى طائرات الأباتشي، المرافقة للوزيرين بصاروخ موجّه من نوع “كورنيت” روسي الصنع، أثناء هبوطها في المطار، ما أدى إلى إعطابها، وأنّ القذيفة استهدفت الطائرة المروحية، التي كان الوزيران يهمّان بركوبها، في ختام زيارتهما لشمال سيناء، وقد أسفر الهجوم عن قتل ضابطين برتبتين رفيعتين، هما مدير مكتب وزير الدفاع؛ المقدم أركان حرب اسماعيل محمد الشهابى، والعقيد طيار رفعت مندوه، وهو قائد طائرة وأصيب آخرون بجروح خطيرة.


 وأعلن المتحدث العسكري فى بيان مقتضب،عن تعرض مطار العريش للقصف، أثناء وجود طائرة وزيري الدفاع والداخلية بالمطار.


هناك أسئلة ملحة، تطرح نفسها فى هذا المقام: هل كان تأمين المطار كافيًا، فى ظل زيارة بهذا المستوى؟ وكيف تمكن تنظيم داعش من معرفة موعد زيارة الوزيرين مع أن الزيارة كانت سرية، ولم يتم الإعلان عنها؟ كيف وصل الخبر إلى تنظيم داعش فقام بإطلاق صاروخ على طائرة الوزيرين، قبل أن يصعدا إليها بلحظات؟ وهل يعني ذلك أن السلطة الانقلابية باتت مخترقة من قبل داعش والتنظيمات المسلحة، بحيث يمكنها رصد تحركات أكبر الرؤوس فى النظام الانقلابى؛ أم أن هذه المحاولة تأتي في سياق تصفية الحسابات بين أركان النظام الانقلاب؟ أم أن قائد الانقلاب يسعى للتخلص من وزير دفاعه المحصن بدستور العسكر، كما تخلص من كل القيادات التي اشتركت معه في الانقلاب على الرئيس المنتخب، حتى ينفرد وحده بالحكم؟ أم أن الكيان الصهيونى يقف وراء  التفجير؟


وهل ساعد فرض حالة الطوارئ فى شمال سيناء منذ أربع سنوات، على القضاء على الإرهاب؟ وأين ذهبت وعود قائد الانقلاب بنهاية الإرهاب وتنمية وتعمير سيناء؟ فبعد حادث مسجد الروضة، وجه أمراً عسكريا لرئيس أركان الجيش بأن يُنهي الإرهاب في سيناء خلال ثلاثة أشهر، ومن قبلها منح الفريق أسامة عسكر مهلة ثلاثة أشهر لمواجهة الإرهاب، وفى الإجتماع الأخير، الذى ضم وزيري الدفاع والداخلية بعد نجاتهما من محاولة الاغتيال، ورئيس أركان حرب عسكر كامب، الفريق محمد فريد، ورئيس المخابرات العامة خالد فوزي، ومدير إدارة المخابرات الحربية اللواء محمد فرج الشحات، طالب قائد الانقلاب، بضرورة مواصلة الجهود بغية اقتلاع الإرهاب من جذوره، وملاحقة الإرهابيين أينما وجدوا، وأن محاولات الإرهابيين البائسة لزعزعة الاستقرار لن تعرقل مسيرة مصر لتحقيق التنمية ولن تنال عزيمة المصريين الراسخة!

بدوره, قال الخبير الأمنى حاتم صابر إن استهداف مطار العريش خلال تفقد صدقي صبحي ومجدي عبد الغفار الأوضاع الأمنية في سيناء؛ يأتي في سياق الرد على العمليات الإجهاضية التي تقوم بها قوات الجيش والشرطة باستخدام القوة الغاشمة، كما وصفها رئيس الانقلاب، لكن هذا الخبير الأمنى، لم يتطرق إلى الحديث عن القصور الأمنى الفاضح، وراح يتحدث عن القوة الغاشمة!

وأيا ماكان الأمر فهذه هي المرة الأولى، التي يستهدف فيها تنظيم داعش قيادات أمنية كبيرة بهذا الحجم، مما يعد تطوراً كبيراً في عمليات التنظيم، التي تبدو معها الأوضاع الأمنية خارج السيطرة تماماً، رغم تصريحات قائد الانقلاب المتكررة ، بأن الوضع في سيناء تحت السيطرة، ورغم إمهاله لرئيس أركان جيش الانقلاب الجديد، ثلاثة أشهر حتى يستقر الوضع بالكامل في سيناء.

ولكن على ما يبدو أن الموضوع له أبعاد خطيرة ، فقد بدأت مقالات بالصحف الأمريكية الكبرى، تتحدث عن الوضع في سيناء وأن مصر لم تعد حليفا لأمريكا كما كانت في السابق، وقام نائب الرئيس الأمريكي بإلغاء زيارته لمصر، وقال الانقلابى ضياء رشوان في مداخلة مع عمرو أديب إن أمريكا تشعر بالانزعاج نتيجة فقدانها لبعض المميزات لمرور سفنها في قناة السويس، ولذا فإن أمريكا تعمل على وضع سيناء بالكامل تحت إشراف دولي وفرض وطن بديل للفلسطينين في سيناء.

وهو مايتردد بقوة هذه الأيام، بأن هذه الأحداث المتسارعة تمهد لما يعرف بصفقة القرن، التى يتورط فيها محمد بن سلمان, ومحمد بن زايد وقائد الانقلاب، كي تكون سيناء بمثابة وطن بديل للفلسطينيين.

أضف تعليقك