• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

في إطار جميل على كرسي أنيق في واجهة السيارة تجلس علبة المناديل المليئة .

كان المنديل الأول واقفًا بالانتظار .

أبيض نظيفا ينظر لنفسه بزهو وافتخار .

 

امتدت إليه يد صاحب العلبة وقبل أن يخرج من العلبة نظر للمنديل الذي يليه سعيدا مسرورا . أخيرا وقع الاختيار عليه واحتل مكانا مميزا في يد الرجل .

بصق فيه صاحب العلبة ورماه في كيس القمامة..

كان المنديل الذي بعده يقف مستعدا.. نصفه داخل العلبة ونصفه على الواجهة.. لم يتعظ بما حدث لصاحبه.. لم يحدث من بعده بما رأى.

ظن مصيره سيكون أفضل.. انتظر على أحر من الجمر.

تناوله الرجل وتناول الذي يليه . ضمهم إلى بعضهم . كانا في غاية السعادة . أصبحا مهمين . جفف الرجل عرقه وتركهما في يده لفترة . ظنا أنهما أعجباه وسيبقيان في الخدمة طويلا . لكنه عند أقرب صندوق قمامة . فتح نافذة السيارة وألقاهما فى الصندوق..

كان المنديل الجديد على أول العلبة يرى ويسمع . لكن نشوة الظهور في القيادة ومكانه في مقدمة العلبة منعه من أن يبوح بالسر لمن يليه..

تتاوله الرجل مع ثلاثة مناديل أخرى . ضمهمم إلى بعضهم فى يده برفق وحنو . نزل من السيارة وسار بهم مسافة طويلة وهم في غاية السرور في انتظار المهمة العظيمة . وفجأة رفع قدمه على الرصيف ومسح بهم حذاءه وألقاهم في صندوق القمامة .

عشرات المناديل فى العلبة تقف فى الانتظار . كأنها لا تعرف مصيرها ولم ترَ ما حدث لمن سبقها . ولا تصدق أنها بعد هذا المظهر الأنيق وموقعها المتميز في واجهة السيارة سيكون مصيرها صندوق القمامة ..

عجبًا لأمر الحاكم ومن يستخدمهم الحاكم..

 

أضف تعليقك