• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانيتين

خلال جولات المصالحة التي عقدت في القاهرة كثر الحديث عن سلاح المقاومة وعن السلاح الشرعي وإن هذا الموضوع سيكون الصاعق الذي سيفجر أي اتفاق للتوصل الى إنهاء الانقسام وإقامة الوحدة الفلسطينية.

ورغم نفي كل الأطراف فتح وحماس وحتى الجانب المصري أن سلاح المقاومة ليس موضوعا للنقاش أو الحوار على الأقل في جولة الحوار والاتفاق، وبالفعل لم يتم التطرق إلى سلاح المقاومة، وتم الاتفاق بخير وسلام والجميع ينتظر التطبيق الأمين لما تم التوصل إليه حتى ينعم الشعب الفلسطيني بالتوافق والمصالحة،

وانتهى الحوار والنقاش على خير ما يرام وبأسرع وقت كون أن الحوار والنقاش لم يكن ينصب حول الحديث عن اتفاق جديد ولكن كان الحوار حول وضع آليات لتنفيذ اتفاق 2011 باتفاق الجميع وتم التوافق على كافة القضايا التي ظن البعض أن مساحة الخلاف فيها كبيرة وقد تشكل عقبة أو أنها ستطيل أمد الحوار والنقاش؛ ولكن جدية كافة الاطراف وتوفر الإرادة وقيام حركة حماس بتسهيل كل ما يمكن أن يوفر الأجواء الايجابية وإبداء الاستعداد الكامل للتعاون وتذليل العقبات للوصول إلى الاتفاق كل ذلك جعل الأمور أكثر سهولة وقطع الطريق على المشككين والمتصيدين.

ونعود للحديث عن سلاح المقاومة، المقاومة ليست حماس وحدها وإن كانت حماس عمودها الفقري، ولكن المقاومة مجموعة قوى فلسطينية متعددة ومن بينها حركة فتح أو شق منها، لذلك سلاح المقاومة هو سلاح شعب وليس سلاح فصيل.

سلاح المقاومة ليس سلاحا سائبا أو قاطع للطريق كي يشكل عقبة أمام وحدة الشعب الفلسطيني؛ لأن سلاح المقاومة ما كان له أن يكون لولا تضحيات كل الشعب الفلسطيني، فسلاح المقاومة تطور بعد فضل الله بدماء الشهداء جميعا من المقاومين و من أبناء الشعب الفلسطيني الذي حمى المقاومة وسلاحها ، وهذا ربما الذي دفع البعض للحديث عن سلاح المقاومة على أنه خط أحمر لا مساس به وليس للنقاش.

لا يعني هذا الحديث أن سلاح المقاومة غير قابل للترتيب والحديث فيه؛ ولكن على قاعدة أن المرحلة هي مرحلة تحرر ولا تحرر إلا عبر المقاومة وعليه فسلاح المقاومة هو سلاح لتحرير الأرض، وإقامة الدولة، ولذلك بقاء سلاح المقاومة ضرورة حتمية تقتضيها مرحلة التحرير كوننا لا زلنا تحت الاحتلال، ولم نصل بعد إلى مرحلة الدولة التي تقتضي سلطة واحدة وسلاح واحد.

سلاح المقاومة هو سلاح وطني حمايته والحفاظ عليه هي واجب وطني، وطالما أننا متفقون على أن سلاح المقاومة سلاح وطني، وضرورة حتمية، وأننا تحت الاحتلال، إذا لابد من الالتقاء ككل فلسطيني من أجل ترتيب أوراقنا ترتيبا يخدم مصالحنا ويحافظ على حقوقنا ويحفظ شعبنا ومقدراتنا، وطالما أن سلاح المقاومة هو سلاح الشعب فبات من الواجب العمل على وضع آليات الحفاظ على مقدرات الشعب، هذه الآليات تهدف إلى الاستعداد لمرحلة التحرير والتي من واجبات الجميع، وطالما أن سلاح المقامة سلاح شعب من الضروري أن يتم ضبط هذا السلاح ضبطا وطنيا شاملا يحدد له طريقة المواجهة، أي أن يكون هناك استراتيجية تضع آليات تطوير سلاح المقاومة، وتجهيز جيش المقاومة، ورسم خارطة طريق لعمل المقاومة تحدد متى وكيف نقاوم، متى وكيف نتوقف عن المقاومة، لأن المقاومة لم تعد عملا ارتجاليا أو وفق هوى هذا التنظيم أو ذاك ، فحتى تنجح مقاومتنا يجب أن تكون محكومة باستراتيجية مقاومة متفق عليها بين الكل الفلسطيني، كيف ؟ هذا يحتاج إلى الجلوس الوطني على قاعدة أن المقاومة ضرورة وليست ترفا، وأن المقاومة من أهم أدوات التحرير إلى جانب كافة الأدوات المتاحة.

نعم لسلطة واحدة وسلاح واحد؛ ولكن بعد إقامة الدولة وتحرير الأرض عندها ستتحول المقاومة بما تملك من عتاد ورجال إلى النواة الصلبة لجيش وطني يحمل اسم فلسطين؛ ولكن طالما أن أرضنا محتلة فالمقاومة ثروة وطنية الحفاظ عليها وتنميتها من ضروريات العمل الوطني الواجب على الجميع.

أضف تعليقك