• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

كل من يختلف مع الإخوان يدعي الوطنية سواء عسكر ،سلفيين، كنيسة ،علمانيين ،ليبراليين ،الملحدين ومعهم جميعا المغيبين وتعمد خونة العسكر بسلاحهم وعتادهم وإعلامهم أن يكون ذلك على حساب الإخوان وكأن الإخوان هم العدو وأصبحوا الغرباء في الوطن هم المعتقلين هم المطاردين هم الضحايا ولكن الوطنية ليست كلاما وإدعاء وليست بالصوت العالي وواقعهم ينضح بالخسة والخيانة وكما قال الشاعر:

"وكل يدَّعي وصلا بليلى .... وليلى لا تقر لهم بذاكا "

فمن حين لآخر يخرج علينا خونة العسكر وإعلامهم ومؤيدوهم بشعارات وهمية للوطنية ولا يجدوا مناسبة إلا تم توظيفها لتكون مناسبة لعمل بروباجندا إعلامية مبررا تواري بها الخراب والدمار والقتل والتنكيل والتخلف وعملية تحويلهم في الدولة إلى شبه دولة مدمرة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا.

ويسيرون على خطى الصهيونية في صناعة المعارك الوهمية في بلدان العالم بكرة القدم باعتبارها اللعبة الشعبية وأحداث مباراة مصر والجزائر تشهد بذلك وصوروها في أيامها كأنها غزوة من غزوات التاريخ ثم معارك كأس الأمم الإفريقية ثم المعركة الفاصلة في تصفيات كأس العالم ناهيك عن المعارك السنوية كل عام في الدوري أو الكأس المحليين .

تجد الإعلام يدير اللعبة والكل يعلم أنها في نهايتها لعبة ولكن إعلامه يديرها بتعبيرات النزال والقتال فهذا قلب الهجوم وهذا قلب الدفاع وهذا رأس حربة وهذه روح قتالية وهذا وذاك ثم المشهد يكتمل بمذيع كالأراجوز يصرخ ويهلل ويصطنع جو المعركة بالصراخ والتهليل حتى يخرج الضحية عن شعوره وسط شعلة التدخين ليخرج وقد تلفت أعصابه من الضغط والتوتر العصبي فيخرج بعد الشحنة النفسية والعاطفية مخدر فينام نوم السكارى وقد نسي فقره وجوعه وعريه ومرضه .

لو كانت الصهيونية والأنظمة الموالية لها تريد بك الخير وتريدك رياضيا حقيقيا لأنشئت لك مكان تتريض فيه حتى ولو كان شارعا ممهدا ولم تهملك بدون صرف صحي وتقضي حاجتك في أماكن غير آدمية ولكانت وفرت لك ثمن الشورت بدلا من هذا الذي يكشف سوءتك لكنها شغلتك بأسوأ ما في الرياضة التعصب وحرقة الدم والضغط العصبي .

صنعتها الصهيونية مع المخدرات والجنس لتتمكن من إدارة العالم لتشغل الشعوب عندها وفي العالم عن خططها في الاستيلاء على العالم والمواطن عندها لا يشعر بذلك لأن مستواه المعيشي مرتفع والهدف هو إلهاؤه للبعد عن السياسة الخارجية وانتهاكها للمعايير الدولية .

والمتابع للإعلام وتطوره منذ عقود يجد هذه السياسة واضحة بخطة ممنهجة لاحظ سلسلة الأفلام والمسرحيات الكوميدية التي توالت عقب نكسة يونيو وسلسلة الأفلام عقب الانفتاح الاقتصادي وأفلام السخرية من المعلمين ورجال الدين وغيره يتأكد لك أن الصهيونية وأعوانها من الخونة لديهم "إستراتيجيات الإلهاء"ولكن من المفترض أن الحال المتردي يصنع عودة للوعي لدى الشعوب .

صنعتها لوضع شعوب الدول المتخلفة تحت تأثير نوع آخر من أنواع المخدرات ولكنه نوع أخطر وأشد سما لأنه لبس ثوب الوطنية والمعارك الحربية فأصبحت سبباً للخصومة والفرقة بين أبناء الأمة بل بين أبناء الدولة أو القرية وأحيانا البيت الواحد فرقة دون قضية أو مبدأ أو هدف أو غاية ترضي الله فرقة بدون سبب لأن الأمر مهما علا وأخذ حجم أكبر من حجمه مازال ولا يزال في إطار ما يسمى اللعب وهل لها اسم آخر سوى لعبة كرة القدم .

فانقلبت الموازين لدى الجمهور وأصبح أهل الفن وأهل الكرة هم رموز المجتمع وهم قدوته فلا يعلم عن الوطنية شيئا سوى ما يتعلق بهذه الرموز والإعلام منذ عقود وهو يلعب على هذه الوتيرة فهذه كوكب الشرق وهذا العندليب الأسمر وهذه فتاة الشاشة العربية فغابت قضايا الأمة عن الجمهور وتصدر اللعب والرقص والغناء المشهد .

وكتب الأستاذ "عباس محمود العقاد" عن خطط الصهيونية يقول "عقد الزعماء الصهيونيون ثلاثة وعشرين مؤتمرا منذ سنة 1897 وكان آخرها المؤتمر الذي انعقد في القدس لأول مرة في 14 أغسطس 1951 ليبحث في الظاهر مسألة الهجرة إلى إسرائيل ومسألة حدودها وكان الغرض من هذه المؤتمرات جميعا هو دراسة الخطط التي تؤدي إلى تأسيس مملكة صهيون العالمية .

اجتمع في المؤتمر الأخير ثلاثمائة من أكبر عتاة حكماء صهيون كانوا يمثلون خمسين جمعية يهودية وقرروا فيه خطتهم السرية لاستعباد العالم كله تحت تاج ملك من نسل داود وذلك من خلال :

* القبض على زمام الصيرفة في العالم .

* إشاعة الفوضى والإباحية بين شعوبه .

* تسليط المذاهب الفاسدة والدعوات المنكرة على عقول أبنائه .

* تقويض كل دعائم الدين والوطنية والخلق القويم .

يقول أوسكار ليفي : نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ومحركي الفتن فيه وجلاديه .

ويقول الصحفي الإنجليزي شيسترتون : لسان الحال أصدق من المقال وأن مشيخة صهيون قد يكون لهم وجودا صحيحا أو يكونون جميعا من خلق التصور والخيال ، فإذا كانت البروتوكولات من الناحية التاريخية محل بحث فإن السيطرة الخفية بتلك البروتوكولات أو بغير تلك البروتوكولات والنفوذ الذي يحاولونه ويصلون إليه قائم وملموس الوقائع والآثار ...

ولمن أراد تفاصيل أكثر فإنها في كتاب بروتوكولات حكماء صهيون للأستاذ محمد خليفة التونسي ترجمة الأستاذ عباس محمود العقاد وهناك العديد والمزيد من المراجع التاريخية لمن أراد أن يستزيد ،وإن كان البعض يحاول التشكيك في صحة البروتوكولات ونشأتها حفاظا على أسرار الصهيونية ولكنهم لا يستطيعوا إنكار المؤتمرات السنوية وتوصياتها وخطط تنفيذها في الواقع .

وإمعانا في التغييب يقومون بجريمتهم وقرب قطف الثمرة يفجرون القضية إعلاميا ويتاجر بها عليك ويكون هو من يتكلم بها حتى لا يظهر لك أنه وأعوانه هم الجناة فيخرجون فيتاجرون علينا بأزمة تقسيم العراق وسوريا واليمن والسودان وغيره من البلدان العربية، وكأنهم ليسوا شركاء للغرب والأمريكان في جرائم التقسيم.

وكأنهم يبحثون عن مبرر لجرائمهم من القتل والنهب والتخريب فيدعون الوطنية، ويخرجون علي الجماهير يتباكون على أن الوطن مستهدف بمؤامرة لتقسيمه مثله مثل العراق وسوريا.

وكأن الرقص والغناء واللعب المدعوم من الخونة هو الحل ،وكأنهم لا يعلمون أن المؤامرات على الوطن العربي والإسلامي عمرها ٣٠٠ سنة منذ أن قام اليهود والغرب بالبحث عن وطن بديل لإسرائيل اقرءوا عن مؤتمر بازل كان في ١٨٩٧ وما بعده من مؤتمرات متوالية كل عشر سنوات مؤتمر إلى أن تملكوا المنطقة.

فتجد سلوكهم واحدا في المنطقة موريتانيا غربا إلى العراق شرقا لذلك على سبيل المثال لا الحصر تجد سلوك موريتانيا مع الدكتور الشنقيطي غربا هو ذات سلوك السعودية ومصر مع باقي العلماء الذين يحملون هم الأمة حسب الكتاب والسنة شرقا ذلك لأن المدرسة واحدة والمدرس واحد "والأبلة اللي بتدي دروس - للحكام في المنطقة- أبله واحدة "هي الأبلة إسرائيل " صاحبة الحضن الدافئ المدرسة الصهيونية الأمريكية التي يعمل جميع الحكام على أمنها وأمانها وهذا هو الثمن لبقائه على العرش .

والسؤال أين كنتم ومخططات التقسيم يعلمها القاصي والداني أم أن الخيانة والخسة صنعت لكم حالة غيبوبة أم أنكم على علم وهذا الذي تتصنعوه من باب الحبكة الدرامية أم تظنونه مخرجا لكم من حسابكم على الخيانة والخسة وكأنكم تتصنعون موقف الأبرياء الذين يحملون هم الوطن .

وهل الوسيلة في التغلب على خطط الغرب ومؤامرتهم لتقسيم الوطن أنك تعيش في التخلف وتعمل شبه دولة وتفرط في مياهها وترابها وفي صحة شعبها وكرامتهم وأن تعيش مع المغفلين في غيبوبة الرقص والغناء وتصبح كل الأهداف محصورة في هدف تحرزه في مرمى الفريق الخصم.

لذلك فإن العدو وهو يخطط لأهدافه قديما كتب أيضا في كتبه أن الخونة من الحكام والمجرمين في المنطقة جزء من هذه المؤامرة ، وأن الإعلام المجرم الكاذب الذي صنع عقلية المغيبين جزء من هذه المؤامرة.

ولما تأكد له الأمر وتأكد من أن هذه النوعية المغيبة أصبحت غالبة ،وأصبحت شعبية مزيفة غوغائية همجية بصوت عالي للحكام الخونة ، والمجرمين ،وتأكد من أن هذه النوعية أصبحت هي البوق الإعلامي البديل ، خرجت الصهيونية بدعم الغرب ،والأمريكان ،وكل من يعادي الإسلام خرجت تنفذ خطته وخرائطه على الأرض وهي مطمئنة ، لاسيما وقد تأكد أن الأحرار ما بين معتقل وشهيد ومشرد يتسترون وأعوانهم بشعبية مزيفة ترقص جوعي وعرايا كالقرود على أنغام الظلم والدم .

الصهيونية وأعوانها يطاردون الأحرار، لأنهم يدعونك لمفهوم الوطنية الحقيقية ،وطنية الكرامة للإنسان وحفظ آدميته من الذل والهوان الوطنية التي من أجلها غادر النبي محمد صلى الله عليه وسلم وطن الظلم وترابه العزيز عليه ورد عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ ، قَالَ : " أَمَا وَاللَّهِ لأَخْرُجُ مِنْكِ ، وَإِنِّي لأَعْلَمُ أَنَّكِ أَحَبُّ بِلادِ اللَّهِ إِلَيَّ وَأَكْرَمُهُ عَلَى اللَّهِ ، وَلَوْلا أَنَّ أَهْلَكِ أَخْرَجُونِي مَا خَرَجْتُ ، يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ إِنْ كُنْتُمْ وُلاةَ هَذَا الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي ، فَلا تَمْنَعُوا طَائِفًا بِبَيْتِ اللَّهِ سَاعَةً مِنْ لَيْلٍ وَلا نَهَارٍ ، وَلَوْلا أَنْ تَطْغَى قُرَيْشٌ لأَخْبَرْتُهَا مَا لَهَا عِنْدَ اللَّهِ ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَذَقْتَ أَوَّلَهُمْ وَبَالا ، فَأَذِقْ آخِرَهُمْ نَوَالا " .

خرج صلى الله عليه وسلم لبناء وطن آخر دعامته الحرية والكرامة ورضا الله عز وجل .وكان الرسول صلى عليه متأسيا بمن قبله من الأنبياء التي لم تقدس ترابا فقد ترك نبي الله موسى وطنه مصر وخرج خائفا يترقب من الظلم والبطش والعدوان وهى نفس البلد التي جاءها نبي الله يوسف ملاذا لمن يطلب الأمن والأمان والزاد والزواد حين نشر فيها العدل والكرامة فقال لأخوته عليه السلام ( فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ( 99 ) إنه قول يوسف عليه السلام لما نشر العدل .

هؤلاء الأنبياء قاموا بإرساء قاعدة عظيمة وهي أن الوطن ليس أحجارا وبيوتا وترابا أو وهما إنما الوطن هو الكرامة والحرية والعبودية لله وحده الكرامة التي لن تعود إلا بك بوعيك أنت وحدك فلا يوجد وطن يتوفر فيه الآمان والعدل والزاد تلقائيا وإلا ما كان نبي الله موسى يخرج من مصر خائفا يترقب وهي التي قال عنها نبي من قبل ادخلوها آمنين وما كان القرامطة تمكنوا من الحرم ويستولون على الحجر الأسود عشرين عاما فالوطن بك وحدك وليس بما خدعوك.

يا ترى هل عرفت أخي الكريم ما هو الفرق بين الوطنية الحقيقية والوطنية الهزلية أم أن نشوة كأس العالم قد سلبتك عقلك ؟

 

أضف تعليقك