• الصلاة القادمة

    العشاء 17:29

 
news Image
منذ ثانية واحدة

رغم تحسن مؤشرات السياحة المصرية بالشهور المنقضية من العام الحالي، بالمقارنة لنفس الشهور من العام الماضي، فقد سارت السياحة الإسرائيلية بمصر في مسار معاكس، حيث تراجعت مؤشراتها بالشهور السبعة الأولى من العام الحالى ، بالمقارنة لنفس الشهور من العام الماضي. 

وربما يعود الأمر للتحذيرات الإسرائيلية لمواطنيها من التواجد فى سيناء ، لكنه لا يعود لحالة الإقتصاد الإسرائيلى المستقرة. 

فبعد عودة سيناء لمصر، تم السماح للإسرائيليين بالتردد على مدن جنوب سيناء : طابا ونويبع ودهب وحتى شرم الشيخ بدون الحاجة لتأشيرات دخول.
 
إلا أن السياحة بجنوب سيناء تعرضت للعديد من حوادث العنف ، كان أبرزها بأكتوبر عام 2004 حين تعرضت عدة مناطق للتفجير منها رأس شيطان وفندق هيلتون طابا، لتسفر عن مقتل 34 شخصا منهم 12 إسرائيليا، كذلك سلسلة هجمات بشرم الشيخ بيوليو 2005 نتج عنها وفاة 88 شخصا، منهم 11 بريطانيا.

وكذلك تفجيرات فى دهب فى أبريل 2006 أسفرت عن وفاة 23 شخصا معظمهم من المصريين، وأيضا تفجير أتوبيس سياحى قرب منفذ طابا البرى أسفر عن مقتل ثلاث سياح كوريين، ثم كان حادث سقوط الطائرة الروسية في أكتوبر 2015.

وهكذا أثرت تلك التفجيرات فى تذبذب حركة السياحة الإسرائيلية بسيناء، والتي تشكل الجانب الأكبر للسياحة الإسرائيلية القادمة الى مصر، فبعد أن بلغت السياحة الإسرائيلية أعلى معدلاتها بعام 2004 حين بلغت 390 ألف سائح حسب البيانات المصرية، أدى حادث تفجير هيلتون طابا لتراجع أعدادهم بالسنوات التالية ، لكن التراجع تحول لصعود مرة أخرى بداية من عام 2007 وحتى عام 2010 ، حين بلغت أعدادهم 227 ألف سائح. 

نصيب محدود من مجمل السياحة 
لكن أحداث ثورة يناير المصرية عام 2011 أدت لتراجع أعداهم مرة أخرى خلال السنوات التالية ، ثم عادت  الأعداد للصعود لتصل بالعام الماضي الى 235 ألف سائح ، مما أوجد السياحة الإسرائيلية، ضمن قائمة الدول العشر الأوائل الأكثر إيفادا للسياحة بمصر، فى ظل  غياب السياحة الروسية ، وتراجع اعداد السياحة البريطانية والإيطالية ومن دول أوربية أخرى. 

وهكذا فبعد أن ظل النصيب النسبى للسياح الإسرائيلين من إجمالى السياحة الواصلة لمصر ، بالسنوات العشر الأخيرة يتراوح ما بين نسبة 1 % الى 2 % ، فقد ارتفعت النسبة الى 4ر4 % بالعام الماضى ، لكنها ظلت أقل من 3 %  من إجمالى عدد الليالى السياحية بمصر. 

أما بالعام الحالى وحسب بيانات الشهور السبعة الأولى من العام ، فقد تراجع عدد السياح الإسرائيلين بنسبة 15 % ، وتراجعت الليالى السياحية  بنسبة 44 %. 

ويساعد القرب الجغرافى والدخول عبر منذ طابا البرى القريب من إيلات ، فى قضاء الأجازات وعطلات نهاية الأسبوع  والأعياد خاصة عيد الفصح فى أبريل بسيناء، الى جانب رحلات اليوم الواحد بالأتوبيسات للقاهرة.

الأمر الذى يدعو للنظر فى مدى استفادة الإقتصاد المصرى من تلك السياحة ، حيث يغلب على السياحة الإسرائيلية الواصلة لجنوب سيناء الإقامة فى الكامبات والأكواخ البدوية المزودة بالكهرباء والواى فاي.

حيث يجلبون معهم الطعام والشراب وكل مستلزمات الإقامة والرياضة ، ومن هنا يندر أن ينفقوا شيئا سوى رسوم الإقامة بالكامبات الشعبية.
 
سياحة مكلفة وإنفاق ضعيف 
كما يقتصر الإنفاق برحلات اليوم الواحد على تناول وجبة العذاء ، ويستخدم من يجيئون للقاهرة بمعرفتهم المواصلات العامة المدعمة والمطاعم والمقاهي الشعبية، وفى ظل التكلفة المرتفعة للحماية الأمنية، والتي تقتضى سير عربتى شرطة أمام وخلف الأتوبيس المقل لهم، وموتوسكلى أمن على جانبي الأتوبيس، منذ بداية الرحلة وحتى المغادرة. 

علاوة على الممارسات الغريبة التى يمارسونها بمدن جنوب سيناء ومنها العرى وتعاطى المخدرات خاصة بدهب، وتكسير الشعاب المرجانية وأعمال الجاسوسية التى لا تخلو منها الأفواج السياحية . 

وعلى الجانب الآخر فقد أظهرت البيانات الإسرائيلية ذهاب مصريين للسياحة بإسرائيل ، لكن أعداهم قليلة ويغلب عليهم العاملون بالسياحة، ورجال الأعمال المتعاملين ضمن اتفاقية الكويز التى تتطلب استيراد منتجات إسرائيلية، لإدخالها  ضمن السلع التى يتم تصديرها للولايات المتحدة للإستفادة بالإعفاء الجمركى الأمريكي، ورحلات المسيحيين لزيارة القدس ، وكذلك بعض الراغبين فى العمل بسبب مشكلة البطالة بمصر.

حيث بلغ العدد نحو ألفى سائح عام 1980، زادوا لحوالى ثلاثة آلاف عام 1990 ، لكنهم ارتفعوا لحوالى 13 ألف عام 2000 ، ليتراجع  العدد مرة أخرى بالسنوات التالية ليصل لحوالى أربعة آلاف عام 2005.
وأقل من خمسة آلاف عام 2006، لينخفض العدد لأقل من ثلاثة آلاف عام 2007، بل ولأقل من ألفى سائح عام 2008 ، حتى أطلق البعض على تلك السياحة أنها سياحة من جانب واحد. 

أضف تعليقك