• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

يستمر نزيف الدم في سيناء، ليؤكد فشل سلطات الانقلاب وقائدها عبد الفتاح السيسي، في حربه المزعومة على الإرهاب، لتدفع مصر المزيد من دماء أبنائها في حرب فاشلة لا تخدم الأمن القومي المصري، وإنما تصب في مصلحة الكيان الصهيوني.

واستمرارًا لمسلسل فشل الانقلاب في حماية نفسه، شنّ مسلحون مجهولون، هجومًا واسعًا على قوات أمن الانقلاب بسيناء، حيث قُتل 18 من أفراد الشرطة جراء انفجار عبوات ناسفة شديدة الانفجار استهدفت قافلة أمنية بمدينة العريش بشمال سيناء وإصابة خمسة آخرين، بينهم ضابط برتبة عميد.

وبدأ الهجوم بانفجار عبوات ناسفة استهدفت أربع عربات مدرعة، أعقبه هجوم بأسلحة آلية من المسلحين وتبادل إطلاق نار مع قوات أمن الانقلاب بالطريق الدولي غربي العريش.

وأصيب ثمانية مدنيين في الهجوم، من بينهم خمسة مسعفيين طبيين بعد استهداف سيارات الإسعاف بالأسلحة الآلية.

الفشل الذريع بسيناء

ليس أدل على فشل العسكر أو "تواطؤهم" من العمليات اليومية التي تجري ضد الجيش والشرطة في سيناء، والتي تخلف قتلى وجرحى وتؤكد على فشل الخطة الأمنية، وأن قادة الانقلاب العسكري فاشلون، وأن استمرار هؤلاء وخططهم، ما هو إلا قرار بقتل المصريين، ما بين جنود ومسلحين ومدنيين وأطفال!

وأصبح من الواضح فقدان سلطات الانقلاب والمؤسسة العسكرية السيطرة على الأمور في سيناء، منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013، ضد الرئيس المدني المنتخب د. محمد مرسي.

فلم ير المصريون غير عمليات برية واسعة يقوم بها جيش السيسي في سيناء، مستعينًا بعناصر من الجيشين الثاني والثالث، ليستمر في دمويته ضد "المدنيين" تحت مظلة كاذبة وعنوان خادع وهو "ضرب معاقل متشددين" في رفح والشيخ زويد. 

وتعاني قطاعات الجيش في سيناء من حالة تخبط وإحباط ، جراء ارتباك قياداتهم، كما تسيطر على الأهالي حالة من الرعب والخوف، وهم يَرَوْن جنودهم المخول لهم حماية الأمن لا يستطيعون حماية أنفسهم.

وبات السؤال الأكثر إلحاحًا الآن هو :كم من الجنود والضباط والمدنيين القتلى يحتاج السيسي وقادته؛ ليشبعوا من دماء المصريين؟ 

تجديد الثقة بالفشلة

يعد التعامل الأمني مع شمال سيناء؛ أحد الأسباب الرئسة في جعلها بؤرة مشتعلة، فجميع القيادات الأمنية والعسكرية التي فشلت سابقًا في إدارة العمليات بسيناء؛ تجدَّد لها الثقة، وتستمر في خدمتها؛ من أجل استمرار نفس الفشل بنفس المنهج.

فحتى الآن لا تستطيع قوات أمن الانقلاب الكشف عن هوية أي من منفذي تلك الهجمات، ليتسائل المواطن البسيط عن قدرة المسلحين على التخفي بهذا الكم من الأسلحة والذخيرة والسيارات التي يستولون عليها عقب كل هجوم، في حين أن المواطن العادي لا يستطيع التجول في الشارع دون أن يحمل إثبات شخصيته.

ومن جهة أخرى يساند إعلام الانقلاب الفشل الأمني بـ"التضليل"، حيث نسمع في الإعلام عقب كل هجوم مسلح كبير؛ عن عملية عسكرية أكبر استهدفت عشرات ومئات المسلحين، ولا نفيق إلا على هجوم مسلح آخر مدروس، وسط عجز قوات أمن الانقلاب عن صده وإفشاله.

ويرى الكاتب البريطاني روبرت فيسك - في مقال تم نشره في مايو الماضي بصحيفة الإندبندنت - أن استخدام سلطات الانقلاب لميليشيات نظامية في سيناء، يعد دليلاً على مدى يأس الوضع العسكري وفشله في سيناء، وذلك بعد مهاجمة تنظيم داعش أفراد الشرطة والمجندين بصورة يومية، بينما يختفي المدنيون خوفاً من داعش.

وانتقد فيسك تغطية الصحف الانقلاب للأوضاع في سيناء، معتبراً انها انتهجت نفس الطريقة التي استخدمتها الجزائرية في العشرية السوداء ما بين 1992-1998، موضحة أن استمرار الانفجارات وعمليات القتل والاغتيال بل وزيادتها هو أمر طبيعي استناداً على وقوع ذلك في أماكن أخرى من العالم.

ولفت فيسك إلى إصرار صحف الانقلاب على عدم إمكانية اتهام الجيش بالفشل في سيناء.

ولفت الكاتب البريطاني إلى حالة الغضب التي يكنها المصريون في حديثهم حول "المنقذ" العسكري الذي أوهمهم أنه سيقضي على الفقر والإرهاب في مصر، ليكتشفوا أن السيسي لا يفعل شيئًا سوى الترويج لنفسه باعتباره المعتدل العظيم الذي حمى مصر من التطرف الإسلامي، وهو مااكتشف المصريون أنه كذب وزيف.

 

 

 

 

أضف تعليقك