• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

تواصل سلطات الانقلاب زهق أرواح المواطنين والأحرار بصورة مستمرة في سجون العسكر، منذ الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي عام 2013، رغم نداءات منظمات حقوق الإنسان بوقف القتل الممنهج والتعذيب ضد رافضى الانقلاب والمعارضين المصريين.

وكانت آخر الاستغاثات لإنقاذ معتقل من الموت بالإهمال الطبي بسجون الانقلاب، هي الاستغاثة التي أطلقها ذوي المهندس المعتقل عبداللطيف غلوش أحد أبناء الشرقية المعتقلين وأحد قيادات الإخوان المسلمين، والذي يبلغ من العمر (58) عاما ومحتجز الآن بسجن وادى النطرون ويمارس ضده سياسة القتل البطئ.

استغاثات لإنقاذ غلوش 

تحت شعار (العلاج حق لكل إنسان ) وجهت رابطة أسر المعتقلين بالشرقية دعوتها لجميع المنظمات الإنسانية والحقوقية للتضامن مع المهندس المعتقل عبداللطيف غلوش، من ابناء مركز كفر صقر و عضو مجلس الشورى العام ومسئول الإخوان بمكتب شمال الشرقية.

وقالت الرابطة في بيان لها أمس الإثنين، أنه يعانى من تدهور حالته الصحية، على الرغم من دخوله السجن وهو بكامل صحته وقواه، وخلال عامي السجن تدهورت صحته بشكل كبير وصل به الحال إلي الحاجة العاجلة لعمل قسطرة بالقلب.

وحاولت أسرته كثيرًا مع إدارة السجن ولم تتح لها الفرصة حتي الآن حيث تشترط إدارة السجن إجراء العملية بمستشفيات الجامعة.

وتوجهت أسرته إلي هذه المستشفيات فلم تجد بها الإمكانيات اللازمة لعمل القسطرة بالقلب فتقدمت بطلب لإدارة السجن لعمل القسطرة فى مستشفى خارجى إنقاذا لحياته دون رد حتي الآن .

كما يعانى المهندس عبد اللطيف غلوش من آلام بالأعصاب و العمود الفقرى فلا يستطيع القيام والحركة إلا بصعوبة بالغة، مشيرة إلى معاناته في ظل ظروفه الصحية تلك من نقله بين سجون مصر بدءًا من سجن الزقازيق العمومي إلى سجن بورسعيد سيئ السمعة انتهاءًا بسجن وادى النطرون .

وعليه تطالب رابطة أسر المعتقلين وزير الداخلية وإدارة السجن بالسماح لإجراء جراحة قسطرة القلب له بأحد المستشفيات على نفقة عائلته الخاصة لكون العلاج حق لكل إنسان وهذا لايتنافى مع الدساتير الإنسانية .

وحملت الرابطة المسئولية الكاملة لداخلية الإنقلاب وإدارة السجن عن سلامة م/عبد اللطيف غلوش، داعية المعنيين من الحقوقيين لمساندة أسرته فى الحصول على حق العلاج والرعاية الصحية اللازمة له.
 

القتل البطئ "سياسة العسكر"

تتوالى جرائم سلطات الانقلاب العسكري، فمع تكرار حالات التصفية الجسدية عن طريق الإهمال الطبي، فلا يبدو أنها تود اتخاذ أي موقف جاد لمحاولة تحسين أوضاع السجون وأماكن الاحتجاز غير اللائقة بتاتًا بآدمية المحتجزين داخلها، بل يُمعن العسكر في قتل المعارضين والمعتقلين باحتجازهم في ظروف غير إنسانية ومنع الدواء عن المرضى منهم.

رغم أن بعضهم يصاب بالأمراض نتيجة تلوث أماكن الاحتجاز واكتظاظ عدد المعتقلين داخلها مع عدم تلقي المرضى رعاية صحية مناسبة ومنع دخول الأدوية لهم، ما ينقل العدوى بسرعة بين المعتقلين، هذا بالإضافة إلى تزايد عنف قوات أمن الانقلاب، المستخدم بشكل ممنهج بحق المعارضين للنظام ومعتقلي الرأي، ليقع المئات ضحايا تلك الجرائم التي لا يحاسب مرتكبوها.

ولا تتوقف المنظمات الحقوقية الدولية عن المطالبة بفتح تحقيق دولي في ظروف الاحتجاز في سجون الانقلاب، بعدما دق جرس الإنذار في تزايد أعداد القتلى داخل السجون، مع وقوع حياة نحو 5000 معتقل مريض في الخطر بعد تهدد حياتهم وتردي حالتهم الصحية.

كما طالبت المنظمات بتوفير خدمات الرعاية الطبية والأدوية الكافية للمرضى، وتمكينهم من الحصول على أعلى مستوى ممكن من الرعاية الصحية، وضمان توفير أفضل الظروف الممكنة لتحقيق ذلك، مع توفير أماكن احتجاز آدمية لائقة بالمعتقلين.

وهو ما لا يقابله تحرك من قبل مصلحة السجون، فإما أن تترك المعتقلين داخل الزنازين حتى الموت وإما أن تنقلهم إلى مستشفيات السجون غير المجهزة طبيًا بشكل كامل، وهي مع ذلك ترفض دخول أدوية إليهم، حسب ما يرويه كثيرون من أهالي المعتقلين.

ولا توجد إحصائية رسمية بعدد المتوفين داخل سجون الانقلاب العسكري بسبب تدهور حالتهم الصحية نتيجة الإهمال الطبي أو رفض مصلحة السجون نقلهم لمستشفيات مجهزة.

وحسب مراقبين فإنه لا يمتلك أرقامًا دقيقة لأعداد المتوفين لأسباب صحية إلا النيابة العامة ووزارة داخلية الانقلاب، وهو لايودون الكشف عن الأرقام الحقيقة كي لا يكشفون حجم جرائمهم، التي يرتكبونها ضد المعتقلين.

وتتوالى انتقادات الحقوقيين لحالات الإهمال الطبي في السجون، مؤكدين أنها أصبحت متعمدة ووسيلة للتنكيل بالمعارضيين، ذلك بالإضافة إلى أن النيابة في كافة الحالات ترفض السماح بالإطلاع على ملف القضايا لتعرض المتهمين للاختفاء والتعذيب.
 
ويوضح حقوقيون أن من حصلوا على الإفراج الصحي كان بعد ضغط وتدهور الحالة الصحية للنهاية واقترابهم من الموت، موضحين أن الأمر يبدأ بالأحوال المعيشية السيئة داخل السجون والتنكيل والوضع في التأديب والانفرادي ونظرًا للتعنت في التريض وعدم التعرض لأشعة الشمس يصاب المحبوسين بالأمراض المزمنة وقد يصل الأمر لإصابتهم بالسرطان.

 

أضف تعليقك