• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانية واحدة

الهدف من هذا الموضوع يتمثل فيما يلي:

* أن يعيش المسلم ثقافة تعظيم حرمة الأعراض وخطورتها في جميع الشرائع الإلهية خاصة في نصوص الشريعة الإسلامية وأحكامها، وأن ذلك مرعي في أخلاق الإسلام وشرائعه وآدابه، وأن حمايتها وصيانتها فرض بكتاب الله تعالى وبسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

* أن يقوم المسلم بما يجب عليه نحو حماية عرضه وأهله والآخرين خاصة المظلومين.

من عناصر الموضوع :

تحريم وتجريم الزنا: حيث إنه يمثل هتك الأعراض واختلاط الأنساب، وآثاره السلبية لا تنحصر قبحًا وفحشًا وعلة ومرضًا ورذيلة وهلاكًا لمعالم الإنسانية…إلخ، ويكفينا في بيان قبحه وفحشه قوله تعالى ناهيا عن قربانه وإتيان أسبابه (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) [32: الإسراء] وقال تعالى: (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [ سورة النور] وفي الحديث عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما تقولون في الزنا وشرب الخمر والسرقة؟) قلنا الله ورسوله أعلم قال: (هن الفواحش وفيهن العقوبة)، وهو من أكبر الكبائر وأخطر الجرائم ونصوص السنة النبوية في ذلك كثيرة، كما أن النفوس تبغضه ولا تقبله وتزدريه وتنفر من أن تنسب إليه وهو ما يترجمه موقف الشاب الذي كان يقترف هذه الفاحشة ولكنه يأباه لإحدى قريباته كما جاء في سنن البيهقي والطبراني وغيرهما عَنْ أَبِى أُمَامَةَ رضي اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ ائْذَنْ لِى فِى الزِّنَا قَالَ فَهَمَّ مَنْ كَانَ قُرْبَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَتَنَاوَلُوهُ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: (دَعُوهُ). ثُمَّ قَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: (ادْنُهْ أَتُحِبُّ أَنْ يُفْعَلَ ذَلِكَ بِأُخْتِكَ). قَالَ: لاَ قَالَ: (فَبِابْنَتِكَ). قَالَ: فَلَمْ يَزَلْ يَقُولُ بِكَذَا وَكَذَا كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ: لاَ فَقَالَ لَهُ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: (فَاكْرَهْ مَا كَرِهَ اللَّهُ وَأَحِبَّ لأَخِيكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ). قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يُبَغِّضَ إِلَىَّ النِّسَاءَ قَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُمَّ بَغِّضْ إِلَيْهِ النِّسَاءَ). قَالَ: فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ بَعْدَ لَيَالٍ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مِنْ شَىْءٍ أَبْغَضَ إِلَىَّ مِنَ النِّسَاءِ فَائْذَنْ لِى بِالسِّيَاحَةِ فَقَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ سِيَاحَةَ أُمَّتِى الْجِهَادُ فِى سَبِيلِ اللَّهِ).

تحريم وتجريم القذف: والمقصود بالقذف هنا رمي الأفراد سواء أكانوا رجالا أو نساء كبارا أو صغارا بالفاحشة أو بإحدى مفرداتها، وهو من أكبر الجرائم الشرعية والاجتماعية والتي تجعل المجتمع بركانا يفيض بالبغضاء والكراهية والتربص والاعتداءات ويؤدى إلى تقطيع الأرحام والعلاقات وتبديد بقايا أسباب التواصل والقربى. قال تعالى (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [سورة النور] وقوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [سورة النور].

وعده الإسلام من السبع الموبقات المهلكات المدمرات للنفس والأسرة والمجتمع، وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ. قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ؟ قَالَ: الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ.

تحريم الغيبة: ومن حرمة الأعراض وحمايتها وحراستها حتى لا تخوض الألسنة الفاجرة في أعراض الناس، أوجب الشرع رد الغيبة وحرم حضورها والإقرار بها. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ) [سورة الحجرات] وفي السنة الكثير من النصوص التي تحرم الغيبة وتجرمها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مَن أَكَل بِمُسْلمٍ أُكْلَةً فإنَّ الله يُطْعِمُهُ مثلَهَا من جَهَنَّمَ ومَن كُسِى بِرَجُلٍ مُسلم فإن الله عز وجل يَكْسُوه مِن جَهنَّم، ومَن قَام بِرَجُلٍ مُسلم مقامَ رِيَاءٍ وسُمْعَةٍ فَإِن الله يَقُوم بِه مَقامَ رياءٍ وسُمْعَة يَومَ القِيَامَة. عَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ قَالَ: (مَنْ أَرْبَى الرِّبَا الاسْتِطَالَةُ فِي عِرْضِ الْمُسْلِمِ بِغَيْرِ حَقٍّ) ( أبو داود والبيهقي والطبراني وغيرهم ) وعَنْ أُسَامَةَ بن شَرِيكٍ، قَالَ: جَاءَتِ الأَعْرَابُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَسْأَلُونَهُ: عَلَيْنَا حَرَجٌ فِي كَذَا؟، فَقَالَ: وَضَعَ اللَّهُ الْحَرَجَ إِلا عَلَى رَجُلٍ اقْتَرَض .

 

أضف تعليقك