• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

وفى مثل هذا اليوم خرج كل بلطجى وقاطع طريق فى مصر احتفالا بالبلطجى وقاطع الطريق الكبير . وخرج كل عضو محليات فاسد . وكل من حصل على وظيفة بالرشوة.

وكل أصحاب أفران الخبز سارقي الدقيق . وكل حرامية التموين وأنابيب الغاز الذين كانوا يبيعون أكثر من نصف الحصة المدعمة . وكل موظف يفتح الدرج من موظفي الحكومة .. وكل أمين شرطه في المرور أو أمن الدولة فقد السبوبة والمال الذى كان يأتيه من قطع الطريق وفرض الإتاوة.

خرج كل تجار البانجو والبرشام احتفالا باستمرار تجارتهم وكل راقصات الدرجة الثالثة والثانية . خرجوا فى كل شارع وحارة ضد الرئيس الشريف المنتخب يدافعون عن لقمة عيشهم الحرام.

خرجوا يعربدون فى الشوارع ويرقصون أمام بيوت الإخوان وثوار يناير الذين كتموا على أنفاس الفساد وأزعجوا الفاسدين لعامين ونصف .

وفى القاهرة خرج كل مشاهير الراقصات والممثلين والمنحلين تقودهم فيفى عبده وأشباهها وورائها أعضاء مجلس الشعب سارقي أراضى الدولة والفاسدين من القضاة والفاسدين من الإعلاميين والفاسدين من كبار الموظفين ومعهم من استطاعوا حشده من الجهلاء والمغيبين والمأجورين . خرجوا ليدافعوا بكل قوة عن الفساد الذى تربوا عليه وأتى بهم إلى مناصبهم .

وكان كل هؤلاء تحت قيادة بابا الأقباط وبتمويل من ساويرس وعصابة رجال الأعمال الذين نهبوا البلد عشرات السنين .

خرجوا كأنهم أهلنا وكأنهم جيراننا وكأنهم ثوار ولكنهم فى حقيقتهم مجرد عمل غير صالح كابن سيدنا نوح كان من صلبه إنما ليس من أهله لكنه عمل غير صالح .

ومع ذلك لم يكن كل هؤلاء الفاسدين يمثلون أكثر من ذباب يهلل ويصفق فرحا بأكوام الزبالة . لم يكن ليستطيع شيئا لولا خيانة المجرم الكبير لرئيسه الذي أقسم أمامه وللدستور الذي أقسم أن يحترمه ولخيار الشعب الذي كان يفترض أن يحميه.

فرحوا فرحا عظيما وأطلقوا الألعاب النارية ابتهاجا بما ظنوه انتصارا لباطلهم .

ولم يكونوا يتصورون أن تمر كل هذه الأيام وهم من فشل إلى فشل ومن نكسة الى نكسه ومن كذبة إلى كذبة .

وبعد أن أوهموا أنفسهم بأنهار السمن والعسل والمشروعات العظيمة استيقظوا على جفاف النيل وضياع العملة وفقد الثروات والفقر وغلاء الأسعار .

لم يجدوا أمامهم الآن إلا مشروع لحوم الحمير وسيارات الخضار وكفتة عبدالعاطى ومشاريع تحويل مياه الصرف الصحى إلى مياه للشرب بينما سادتهم وأكابر مجرميهم يشربون مياها قادمة في زجاجات من فرنسا .

والعجيب أنها لم تعد لهم كما كانت أيام مبارك كما ظنوا سماسرة انتخابات ومحاسيب لرجال الأعمال يهبشون من هنا وهناك . وإنما عادت لغيرهم واستأثر بها العسكر وأذنابهم فقط وبائوا هم بزيادات الأسعار وهموم المعيشة وخسران آخرتهم ودنياهم .

أيها المفوضون . ربما بعضكم لم يتصور أنها ستنقلب إلى أنهار دم وأنها ستتحول إلى سجون كبيرة ومنافى فى كل ربوع الدنيا ولما رآها كذلك عاد إلى رشده وتاب إلى ربه واستغفر فهذا ندعو الله له أن يسامحه وأن يلحقه بنا فى الباحثين عن حرية مصر وتقدمها . وربما بعضكم متمادون فى ضلالهم . يدافعون عن الظالم بكل ما أوتوا من قوة ربطوا مصيرهم وحياتهم وآخرتهم به .

أيها المتمادون . بيننا وبينكم كل ما بين الحق والباطل . ندافع عن الحق ما حيينا فى الدنيا نتعهد بالوقوف فى وجوهكم والقصاص منكم ومحاسبتكم على ما قدمت أيديكم فى الدنيا . ويوم القيامة بيننا كتاب وصراط وحساب وميزان وشهود من جلودكم وأرجلكم وأيديكم وقاض عادل يحكم بيننا وهو أحكم الحاكمين .

 

أضف تعليقك