• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

«أي شخص يقول القرآن (الكريم ) يؤيد الإرهاب، بشكل واضح لم يقرأ آياته عن العنف».. تحت هذا العنوان نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالاً للكاتب والمفكر  كاظم راشد. 
Anyone who says the Quran advocates terrorism obviously hasn't read its lessons on violence 
وفيما يلي نص المقال مترجمًا : 


 فقط مجموعتان في مجتمعنا يروّجون لخرافة أن القرآن يُعلِّم الإرهاب: النقاد المناهضون للمسلمين ومتطرفو داعش، وكلاهما مخطئ. 
هذا الاستنتاج البسيط يتجاهل أن الكثير من الفئات في العديد من الدول تعاني من الإرهاب الآن، إنه يتجاهل تجارة الأسلحة العالمية للدول الغربية القوية التي تتجاهل حقوق الإنسان بشكل كامل وتسبّبت في موت 60 ألف طفل في اليمن ويتجاهل حقيقة أن الصوماليين يعانون من مجاعة رهيبة يغضّ الإعلام الغربي الطرف عنها. كما أنه يتجاهل الأزمة السورية خلال السنوات الأخيرة. 


ولكن مع الهجمات في مصر ولندن وسوريا فإنّ النقاد يلومون القرآن مستشهدين بآياته "العنيفة" المزعومة. لن نستطيع إنهاء الفظائع السورية واليمنية والصومالية حتى نلتزم بالعدالة.  إلقاء اللوم على القرآن بأنه سبب الإرهاب ليس فقط خطأ واضحا ولكن يهدر المصادر الثمينة التي يمكن أن تنفق في وقف الحرب والمجاعة. 
هناك ثلاث حقائق حاسمة توضح أنه لا يوجد شيء في القرآن يسمح بالإرهاب. 
وحتى في الوقت الذي تتجاهل فيه الإسلاموفوبيا وداعش هذه الحقائق الثلاثة فإنّ القرآن والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) والمسلمين حول العالم مستمرون في الدفاع عنها. 


الحقيقة 1  : 
القرآن يطالبك بقراءته بشكل كامل، فالقرآن ليس كافيتريا تختار منه ما يحلو لك وتترك الآخر. القرآن يقول: "وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا"(آل عمران 7) . ولكن بدلاً من ذلك فإن داعش والإسلاموفوبيا ينتقون من القرآن لذلك فالقرآن وصف الذين ينتقون بالمنحرفين وذلك في قوله تعالى: "فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ" (آل عمران 7) . ولكن أليس هناك آية تقول: "واقتلوهم حيث ثقفتموهم "؟ نعم ومن ثَمّ نصل للحقيقة الثانية 

 

الحقيقة 2: 
الإسلام إيمان عملي يسمح بالدفاع عن النفس خاصة في المواقف الحرجة.. متى هذا؟ دع القرآن يوضح. 
أولاً النبيّ محمد (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه (رضي الله عنهم) تحملوا اضطهادًا شديدًا في مكة لنحو 13 عامًا من بينهم 3 أعوام مجاعة جراء المقاطعة ما تسبب في وفاة زوجته خديجة بعد ذلك. والمسلمون لم يردوا بالقتال. 
بعد ذلك النبي أرسل بعض أصحابه للبحث عن ملجأ في الحبشة تحت حكم ملك مسيحي وظل المسلمون لا يقاتلون. 
ثالثا عندما طلب بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الرد بالقتال أجاب بشكل واضح :" لم أؤمر بالقتال". 
وأخيرًا عندما أصبح الاضطهاد لا يطاق غادر محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة ببساطة وظلوا يرفضون القتال. 
هؤلاء اللاجئون شقوا طريقهم في الصحراء 240 ميل هربًا من الإرهاب، وأخيرا وصلوا إلى المدينة المنورة التي يسيطر عليها اليهود، لو كان الإسلام يعلم الإرهاب وتفرضه شريعته لكانت هذه الفرصة لإظهار هذا ولكن بدلاً من ذلك النبي صلى الله عليه وسلم شكل دستور المدينة مع اليهود مؤسسًا دولة "علمانية" موحدة. 
حتى ذلك الوقت حاول المتطرفون قتل المسلمين في مكة وتعقبهم وقتلهم في المدينة، وهنا أخيرًا وجه القرآن بالقتال للمرة الأولى وسمح للمسلمين بالدفاع عن أنفسهم. 
الإذن بالقتال جاء لمواجهة من يقاتلونهم، ليس فقط للدفاع عن المسلمين ولكن للدفاع عن المسيحيين واليهود والناس في كل الأديان. 
كل آيات القتال اللاحقة كانت مشروطة مسبقًا بشكل واضح بقواعد الدفاع عن النفس، ما هو خلاف ذلك هو انتقاء يرفضه القرآن ويعتبره انحرافا. 

 بالإضافة لذلك فإن القرآن يعلن أن المسلمين من الممكن فقط ان يقاتلوا المحاربين الفاعلين، ما يعني أنه إذا سأل محارب العفو حتى أثناء المعركة يجب أن نمحنه إياه. لا يوجد في الإسلام شيء يدعو للتدمير المباشر أو الانتهاك أو التعذيب. 
وعلى الرغم من ذلك فإن هذه القضايا الثلاثة ضربة قاصمة لداعش وفكر الإسلاموفوبيا. 

 

الحقيقة 3 : 
الآن ربما تفهم إلى من يشير القرآن بقوله : "اقتلوهم حيث ثقفتموهم".. "هم" هنا تعني الإرهابيين الذين يضطهدون الناس بسبب إيمانهم وينفونهم من أوطانهم ويتعقبون الأبرياء في منازلهم الجديدة. 
بعبارات أخرى "هم" تشير في الوقت الحالي إلى داعش. القرآن يسمح بقتل الإرهابيين دفاعًا عن النفس لأنهم شنوا حربًا استباقية ضدكم أو ضد المسيحيين واليهود والناس من كافة الأديان . 
ورغم ذلك لو كفّ الإرهابيون أيديهم فإنّ القرآن يمنع الاعتداء عليهم، هذا تعليم ليس مجرد نظرية، إنه التاريخ الإسلامي. 
النبي محمد صلى الله عليه وسلم فعل شيئًا رائعًا عندما عاد إلى مكة بعد 20 عامًا بعد أن عانى من الاضطهاد الوحشي والاغتيال حتى لأطفاله لقد أعلن العفو عن أهل مكة جميعًا بشرط واحد وهو أن يقبلوا بحرية الضمير العالمي. 
فلم يجبر أحدا على الدخول في الإسلام ولم يحاصر المدينة لقد عفا كما يشهد بذلك المؤرخ غير المسلم ستانلي لين بول حيث قال: "يوم النصر الأعظم لمحمد على أعدائه كان أيضًا نصره الأعظم على نفسه. لقد عفا بكامل إرادته عن قريش عن كل سنوات الحزن الاضطهاد القاسي التي أصابته وأعطى عفوًا كاملًا عن جميع سكان مكة". 
 هذا هو الحب والرحمة التي يعلمها الإسلام والقرآن . "أي إنسان أمين يمكن أن يرى أن داعش يمثل النبي محمد، طريق الظلام يمثل النور؟!". الاثنان متعارضان تمامًا. 
المفاهيم الخاطئة عن الإسلام تنتشر لأن الناس تتعلم الإيمان من منشيتات الأخبار بدلاً من القرآن والنبي. اقرأ القرآن وسيرة النبي، تابع حملة تعليم الإسلام الصحيح. 
إنّ جهاد التعليم يعني الموت القاصم للإرهاب وشريان الحياة لحقوق الإنسان العالمية. وأنا أدعوكم إلى هذا الجهاد الحق. 

 

أضف تعليقك