• الصلاة القادمة

    الظهر 11:01

 
news Image
منذ ثانيتين

لجأ خليفة حفتر قائد الانقلاب العسكري في ليبيا، إلى الهجوم على الإخوان ووصففهم بالتنظيم الإرهابي، معلنًا الحرب عليهم ليتخذ مسارًا مماثلاً لنظيره في مصر عبد الفتاح السيسي الذي يطمع في سيطرة حفتر على ليبيا من أجل الحصول على النفط.

من جانبه، استهجن القيادي في جماعة الإخوان المسلمين بليبيا، بشير الكبتي، اتهام اللواء المتقاعد خليفة حفتر للجماعة بـ"الإرهاب" وبأنها "أشد التنظيمات خطرًا على ليبيا"، وذلك خلال حوار أجرته معه فضائية "أون تي في" المصرية السبت الماضي.

وقال المراقب العام السابق للجماعة في تصريحات خاصة بـ"عربي21" إن حفتر "يجهل الحقائق"، و"يسعى من خلال اتهامه للإخوان إلى التقرب لسفاح الانقلاب السيسي".

وأضاف الكبتي في أول رد "إخواني" على تصريحات حفتر: إن "حفتر يعلم أن الإخوان من بداية تكوين المكتب التنفيذي (بمثابة حكومة للمجلس الانتقالي الذي أسس خلال ثورة ليبيا شباط/فبراير 2011) الذي كان يرأسه محمود جبريل الورفلي؛ قد سجلوا الجماعة كمؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، ولهم ترخيص بذلك، وبالتالي فنحن الآن تحت سلطة الدولة، وليس مجال عملنا العمل العسكري، ولا العمل السياسي" حسب قوله.

لقاء رئيس الأركان بالمبعوث

 ويأتي ذلك بعد لقاء الفريق محمود حجازي، رئيس أركان حرب السيسي واللجنة المعنية بالشأن الليبي، مارتن كوبلر، المبعوث الأممي ليبيا والوفد المرافق له، الذي زار في خطوة اعتبرها مراقبون أنها انتظار للحصول على الضوء الأخضر لخوض معركة عسكرية في ليبيا.

وزعم الفريق حجازي حرص الدولة المصرية على تسوية الأزمة الليبية في إطار توافق ليبي مبنيّ على الثوابت الوطنية غير القابلة للتبديل أو التصرف، وعلى رأسها الحفاظ على وحدة الدولة الليبية وسلامتها الإقليمية.

التنسيق قائم

ويأتي ذلك بعد ساعات من تصريحات خليفة حفتر، التي قال فيها إن التنسيق بين قواته وقوات السيسي ازداد بشكل كبير في عهد السفاح، معتبرًا أن "يد السيسي ظهرت في وقت مناسب للقضاء على (جماعة) الإخوان المسلمين،" ومهاجمًا دولة قطر، زاعمًا أنه يجب وضعها في "خانة الإرهابيين،" على حد تعبيره.

وجاءت تصريحات حفتر في مقابلة إعلامية؛ حيث قال الجنرال الييبي: "نحن لم يكن لدينا الإخوان المسلمون، لكنهم جاؤوا إلينا من مصر بصراحة، ولكن نحمد الله أن اليد القوية للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسي خرجت في وقتها، ولولاها لكانوا قد تجمعوا لدينا، ولم نعرف كيف نتخلص منهم".

وسبق نشوب عداء سياسي بين قيادات الثورة الليبية ونظام السيسي الانقلابي الذي بدأ التعاون السياسي والعسكري مع ميليشيات حفتر المنيثقة عن مجلس النواب الليبي المنحل ضد المؤتمر الوطني العام “أول مجلس ثوري” في ليبيا.

ويأتي ذلك التعاون في إطار صفقة بين الطرفين، حيث سبق وأعلن صلاح عبد الكريم، مستشار حفتر، في سبتمبر العام الماضي، إنه يرى أن الشعب المصري يجب أن يستفيد من النفط الليبي نظير المساعدات التي قدمتها القاهرة لما يسمى "عملية الكرامة" التي يقودها حفتر.

وسبق أن ألمح السيسي خلال خطاب سابق له أنه لو لم يكن يؤمن بحكمة والدته هذه لكان قد فكّر في احتلال ليبيا الجار المضطرب لمصر، قائلاً: "في ظروفنا الاقتصادية الصعبة كان ممكن نفكر أفكار شريرة نقفز على بلد نأخذ خيرها، الظروف كانت سانحة ونقوم بالاعتداء على دولة".

السيسي وحفتر.. شيلني وأشيلك

ولم يخفِ حفتر دعم السيسي له؛ إذ اعترف في عدة لقاءات صحفية بالمساعدات التي تلقاها جيشه من سلطات الانقلاب عندما قال إن مصر أمدته ببعض الدعم اللوجستي كالتموين، كما أكدت عدة تقارير تلقيه أسلحة وذخائر مصرية لاستخدامها في عملية الكرامة، من بينها تقرير صدر عن الأمم المتحدة، ذكر أن مصر قامت بانتهاك الحظر المفروض على شحن الأسلحة إلى ليبيا في عامي 2014 -2015.

وكانت حكومة الانقلاب قد أعلنت على لسان وزير خارجيتها سامح شكري تأييدها التام لتحرك الجيش الذي يقوده حفتر نحو الهلال النفطي، وذلك من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد، وتأمين الثروات البترولية.

وعقب سيطرة قوات جيش حفتر على منطقة الهلال النفطي، دعا المستشار القانوني للقوات صلاح عبد الكريم، في تصريح له، إلى ضرورة أن يستفيد الشعب المصري من النفط الليبي نظير المساعدات التي قدمتها القاهرة لعملية الكرامة التي يقودها حفتر، كما اقترح تصدير النفط إلى مصر بالجنيه المصري؛ حتى لا تضطر لشرائه بالعملة الصعبة.

البرلمان المنحل يدعم الانقلاب

وسبق أن طالب البرلمان المنعقد في طبرق حكومة الانقلاب الليبية المؤقتة الموجودة في مدينة البيضاء، بدعم السيسي بشحنات البترول اللازمة دون مقابل، عوضًا عن شحنات شركة "أرامكو" السعودية التي تم إيقافها الإثنين الماضي، بحسب تصريحات للنائب الليبي زياد دغيم.

 

وقال دغيم- في مداخلة تلفزيونية- إن "رئيس المؤسسة الوطنية الليبية توجه إلى القاهرة لاتخاذ كل الإجراءات اللازمة مع هيئة البترول المصرية؛ لإرسال شحنات البترول اللازمة لمصر"، وهو ما لم تؤكده المؤسسة عبر منصاتها الإعلامية.

 

ومنذ تولي السيسي السلطة بشكل رسمي عقب الانقلاب العسكري، هدد السيسي في التدخل العسكري في ليبيا بشكل مباشر طمعًا في حصة من النفط الليبي.

أضف تعليقك