• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image الدكتور عمر عبد الرحمن
منذ ثانية واحدة

غيب الموت الشيخ الدكتور عمر عبد الرحمن، مؤسس الجماعة الإسلامية بمصر، في الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم السبت، عن عمر  79 عاما، داخل محبسه في أحد سجون الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1993.

مفتى تنظيم الجهاد

هو اللقب الذي اشتهر به الدكتور عمر عبد الرحمن أستاذ التفسير بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر منذ اتهامه في أكتوبر 1981 بالإفتاء بكفر الرئيس أنور السادات، ووجوب إسقاط نظام حكمه، ومنذئذ يلقبه قادة التيار الجهادي في مختلف أرجاء العالم بالشيخ المجاهد.

نشأته

 ولد بقرية بالجمالية في محافظة الدقهلية بمصر سنة 1938، وفقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره كان قد أتم حفظ القرآن الكريم كاملاً، ثم التحق بالمعهد الديني بدمياط ودرس به أربع سنوات حصل بعدها على الشهادة الإبتدائية الأزهرية، ثم التحق بمعهد المنصورة الديني ودرس فيه حتى حصل على الثانوية الأزهرية عام 1960، ثم التحق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف بالقاهرة ودرس فيها حتى تخرج منها في 1965 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.

 

بعدها تم تعيينه في وزارة الأوقاف إمامًا لمسجد في إحدى قرى الفيوم، ثم حصل على شهادة الماجستير، وعمل معيدًا بالكلية مع استمراره بالخطابة متطوعًا، حتى قامت الإدارة بإيقافه عن العمل في الكلية عام 1969 بسبب أرائه السياسية، وفي أواخر تلك السنة رفعت عنه عقوبة الإيقاف، لكن تم نقله من وظيفة معيد بالجامعة إلى إدارة الأزهر بدون عمل.

مضايقات أمنية بعد تكفير عبد الناصر

واستمرت المضايقات الأمنية له دون انقطاع حتى تم اعتقاله في 13أكتوبر1970 بعد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر بسبب إفتائه في خطبة الجمعة بعدم جواز صلاة الجنازة علي عبد الناصر باعتباره كافرًا، فتم اعتقاله بسجن القلعة لثمانية أشهر حتى أفرج عنه في 10يونيو 1971، وبعد الإفراج عنه ورغم كل المضايقات الأمنية التي تعرض لها بعد خروجه من السجن إلا إنه واصل دراساته العليا، فتمكن من الحصول على الدكتوراة، وكان موضوعها "موقف القرآن من خصومه كما تصوره سورة التوبة"، وحصل على (رسالة العالمية) بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، إلا أنه تم منعه من التعيين كمدرس بجامعة الأزهر.

التعيين في الأزهر

واستمر المنع حتى صيف 1973 عندما استدعته جامعة الأزهر وأخبرته بوجود وظائف شاغرة بكلية البنات وأصول الدين، وتم تعينه في فرع جامعة الأزهر بأسيوط، وفي عام 1974 أرادت زوجة الرئيس السادات تمرير قانون جديد للأحوال الشخصية يمنع تعدد الزوجات، ويمنع الطلاق إلا على يد القاضي، ووقف العديدون ضد هذا القانون، وكان د. عمر عبد الرحمن واحدًا من هؤلاء المعارضين، وكان حينئذ مدرسًا بكلية أصول الدين بأسيوط، فقاد مسيرة من طلاب فرع جامعة الأزهر بأسيوط، التقت مع مسيرة أخرى لطلاب جامعة أسيوط عند مبنى المحافظة، وسلم د. عمر إلى محافظ أسيوط وثيقة احتجاجية باسم الجامعتين تعترض على هذا القانون لأنه مخالف للشريعة الإسلامية، وطالب بمنع إقراره.

اعتقال

وفي سبتمبر 1981 صدر ضد الدكتور عمر عبد الرحمن قرارًا بالاعتقال ضمن قرارات التحفظ المشهورة، فتمكن من الهرب، حتى تم القبض عليه في أكتوبر 1981 وتمت محاكمته في قضية اغتيال السادات أمام المحكمة العسكـرية بتهمة التحريض على اغتيال الرئيس السادات فبرأته المحكمة، لكنه ظل محبوسًا حيث تم تقديمه مرة أخرى لمحكمـة أمن الدولة العليا بتهمة قيادة تنظيم الجهاد وتولي مهمة الافتاء بالتنظيم، وحصل على البراءة أيضًا في هذه القضية.

 

الخروج

وخرج الشيخ عمر من السجن في 2 أكتوبر1984، وعاد مرة أخرى لممارسة دوره في الدعوة والعمل الإسلامي في إطار الجماعة الإسلامية، وحاولت الأجهزة الحكومية الحد من حركته الدؤوبة؛ فعرضوا عليه أن يولوه الخطابة في مسجد كبير بمدينة الفيوم التي كان يقيم فيها، وكان هدفهم من ذلك تحجيمه في نطاق الفيوم فقط بطريقة غير مباشرة كما فعلوا مع غيره من الدعاة المشهورين حينذاك، وقد فهم الشيخ عمر عبد الرحمن ذلك فرفض ذلك العرض، مفضلًا أن يكون داعية حرًا يجوب البلاد.

اخطة الاعتقال الأميركية

وبعد ذلك سمح له الأمن بالسفر لأداء العمرة، ومن هناك سافر لعدة دول منها بالطبع باكستان حيث التقى بقادة الجهاديين في معسكرات العرب في بيشاور، وكانت محطته قبل الأخيرة في السودان، حيث تمكن من الحصول على تأشيرة الدخول للولايات المتحدة من السفارة الأمريكية في الخرطوم عام 1990، ومنها غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية حيث تم الإيقاع بالدكتور عمر عبر المباحث الفيدرالية الأمريكية هناك، وذلك بدفع شخص من أصل مصري للعمل على توريطه في قضية اعتبر أتباع الدكتور عمر عبد الرحمن أنها من إعداد المباحث الفيدرالية الأمريكية، انتهت بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة، استنادًا لقانون قديم لم يطبق منذ الحرب الأهلية الأمريكية.

ومن غرائب هذه القضية أيضًا أن هيئة المحلفين قد برأت د. عمر من قضية محاولة تفجير (مركز التجارة العالمي)، ومن كل التهم المنسوبة إليه، باستثناء تهمتي التحريض على اغتيال الرئيس مبارك أثناء زيارة كانت مقررة وقت ذاك إلى نيويورك، والتحريض على قتال الجيش الأمريكي، والشكوك تحيط من كل جانب باعتبار الأقوال المنسوبة للدكتور تحريضًا بالمعنى القانوني.

وإثر صدور الحكم على الدكتور عمر عبد الرحمن بالسجن في الولايات المتحدة أصدر تنظيم الجهاد بقيادة أيمن الظواهري بيانًا يهدد فيه بضربات انتقامية ضد حكومات مصر وإسرائيل والولايات المتحدة، لكن شيئًا من ذلك لم يحدث، وإثر احتلال العراق واتساع نشاط الجهاديين هناك نشرت العديد من المواقع الجهادية على الإنترنت مقالات تدعو الجهاديين في كافة أنحاء العالم وخاصة في العراق لأسر أمريكيين وافتدائهم بالدكتور عمر ولو اقتضى الأمر افتدائه بألف أمريكي حسب تعبير أحد المقالات.

ورغم ذلك فما زال قادة الجماعة الإسلامية يعلنون احترامهم وتقديرهم له، ويطالبون بالإفراج عنه ويخصصون له جانبًا مهمًا من منتداهم على موقع الجماعة على شبكة الإنترنت، وذلك ليس فقط لأنهم جميعًا تتلمذوا عليه، ولكن أيضًا لأنه كان وما يزال يمثل لهم قيمة معنوية كبرى.

ولم تقتصر مطالبة الإفراج عن الدكتور عمر على الجهاديين وعلى الجماعة الإسلامية، بل طالبت أصوات عديدة من الإخوان المسلمين بالإفراج عنه عبر مواقعهم على الإنترنت أيضًا.

واليوم أعلنت أسرته موته داخل سجنه بالولايات المتحدة.

أضف تعليقك