• الصلاة القادمة

    العصر 13:46

 
news Image
منذ ثانية واحدة

وحينما يتقدم مهندس لوظيفة مدير مشروع كبير أو مدير شركة مقاولات . أو حين يتقدم طبيب لوظيفة مدير مستشفى كبير . أو يتقدم محاسب لوظيفة مدير مؤسسة مالية كبرى . فإنه يطالب بـ "سى فى" أو سيرة ذاتية مفصلة .

ولا بد أن تحتوى السيرة الذاتية على المؤهل المطلوب مشفوعا بسنوات خبرة كبيرة وشهادات خبرة متعددة ودورات فى المجال ودورات فى الإدارة

وأيضا ملف كبير من المشاريع السابقة والانجازات والرؤى . عشرات الأوراق والشهادات .

.

لكن واحدا فقط هو الذى يستطيع بمجرد سيرة ذاتية من ورقة واحدة أو ورقتين هى شهادة الكلية العسكرية وورقة تزكية المسئولين . يستطيع بهذه الشهادة أن يصبح مديرا لشركة كبيرة فى صناعة الأجهزة الكهربائية .

أو هو نفسه بنفس الشهادة يصبح مدير مستشفى كبير .

وبنفس الشهادة مدير لشركة كبرى تعمل فى مجالات الهندسة أو مدير لبنك كبير يعمل فى مجال الصرافة والمال .

كل ذلك دون دورات تأهيلية ولا تنمية بشرية ولا غيره .

كما أنه يستطيع أن يعمل فى السلك الدبلوماسى بنفس شهادته هذه فقط دون أي خبرات فى الخارجية أو السياسية . ويستطيع بنفس شهادته العجيبة هذه أن يكون رئيس مدينه دون أن يعمل فى الإدارة المحلية يوما واحدا ويستطيع أيضا أن يكون محافظا يقرر ويتصرف ويدير فى شئون الطرق والكبارى والرى والكهرباء والنظافة والتموين ويأمر وكلاء الوزارات ومديرى العموم المتخصصين فينفذون دون تفكير .

ويستطيع حامل هذه الشهادة المعجزة أن يصبح وزيرا للحكم المحلى أو الطرق والمواصلات أو أي وزاره فى أي مجال .

يستطيع العمل فى كل هذه المجالات المدنية ما دام حاصلا على شهادة عسكرية ومع أنه قضى حياته يعطى ويتلقى الأوامر للعسكريين ومن العسكريين فى المعسكرات فلا نقاش ولا حوار ولا تقليب للآراء ولا معايشة لمشاكل الناس .

ولكن لم لا وهو نفسه بنفس الشهادة الوحيدة الذى يدير من قصر الاتحادية كل هؤلاء الوزراء والمحافظين والشئون الخارجية والداخلية بمجرد شهادة الكلية العسكرية .

فهى ومن ورائها بندقيته ودبابته مؤهله الحقيقى كما كانت تعتبر الشومة والنبوت مؤهلا لفتوات القرون السابقة يحكمون من خلالها الأحياء والقرى ويفرضون الإتاوات بها .

فهو يعتبر نفسه وتعتبره القوانين العارف فى كل شيء . ظل الله على الأرض الذى زاده بسطة فى العلم والجسم .

وقد تم تهيئة قوانين ولوائح كل المؤسسات لذلك حتى أنه حين أراد الرئيس مرسى تعيين محافظين ورؤساء مدن وهيئات أصطدم بترسانة من القوانين مهيأة لذلك ولم يستطع تغييرها حيث لا يوجد مجلس شعب وحيث هاج عليه أدعياء الثورة والليبرالية نعاج الانقلاب الآن باعتباره دكتاتورا يريد الاستئثار بتغيير القوانين والاستبداد بالحكم وأخونة الدولة .

كل ذلك فى مصر وما شابهها من أشباه دول . أما هناك فى أمريكا وأشباهها من الدول المتقدمة . فإن العسكرى لا يستطيع حتى أن يكون وزيرا للدفاع ويتعامل مع زملائه فى مجلس الوزراء وكلهم مدنيين . إلا أن يكون قد تقاعد منذ ما لا يقل عن خمس سنوات. ومارس أعمالا مدنية لفترة كافية تؤهله للتعامل مع زملاءه المدنيين ونسيان طبيعته العسكرية .

فالدفاع عندهم وظيفة مدنية وإن كان يدير الجيوش والمنشآت العسكرية .

عزيزى المواطن البسيط . حين يكون ابنك متفوقا وعبقريا . وحتى لو حصل على مائة بالمائة فى الثانوية العامة . لا تظن أنه بذلك يستطيع أن يحمل مصباح علاء الدين هذا أو أن يكون ما يريد فهو لا يستطيع أن يدخل كلية عسكرية وان كان لائقا . كما لا يستطيع أن يصبح وكيل نيابة وإن كان متفوقا حسن السيرة إلا أن يكون ابنا لأحد غيرك . مواطن غير عادى مستعد أن يدفع كثيرا جدا ليفتح له الكنز . أو يكون أبوه من الأساس تبع عصابة على بابا .

أضف تعليقك