لأن البعض - سامحهم الله - قاموا بالواجب في تشريح الإخوان، ووسط آلاف من الكتابات والمقالات والتغريدات من التيارات الأخرى التى تهاجم الإخوان وتضعهم في أي جملة مفيدة جلبًا للشهرة والإعجاب أو تقديمًا لأوراق اعتمادهم لجهات معينة، وانسياق البعض من الإخوان وراءهم طعنًا في جماعتهم.. من حقي أن أتحدث فخورًا بجماعتي في وقت هي أحوج ما تكون فيه للمّ الشمل وتضميد الجراح وبث الأمل والثقة ومعرفة نقاط التميز والقوة.

ومن نفس الزوايا التي ينتقدها فيها الناقدون ويرجف المرجفون ..

هنا الإخوان المسلمون

في كل الدنيا.. حيث المرونة السياسية وهامش الحرية الكبير، فهنا فى مصر إخوان صامدون ثابتون فى وجه سلطان جائر ومجتمع المصالح والخضوع للباطل والدولة العميقة، وهناك فى تونس تجربة أخرى وهناك فى سوريا تجربة ثالثة وفى فلسطين تجربة وفى المغرب تجربة وكلهم إخوان لم يخرجهم أحد من الإخوان ولم يزايد أحد على أحد، ولم يدعى أحد أنه يحتكر الصواب .

تعتبر جماعة الإخوان المسلمين هى المؤسسة أو الهيئة الوحيدة فى مصر التى تدار بالشورى وبطريقة أكثر ديمقراطية من كل النظم والهيئات فى مصر بل وخارج مصر، فهى المؤسسة الوحيدة التى تتم فيها انتخابات بكل شفافية وأمام جميع الحضور فى كل مستوياتها الإدارية من أقل مستوى إدارى وهو الشعبة إلى أعلى مستوى فى مكتب الإرشاد (مجلس إدارة الجماعة) إلى منصب المرشد نفسه.

وتتم هذه الانتخابات عن طريق لائحة مكتوبة تم إقرارها منذ سنوات، ولا يوجد نظام فى العالم يكون كل من يحق لهم الانتخاب مرشحين أيضا إلا فى الإخوان فالحاضرون جميعا بحسب اللائحة مرشحون دون أن يرشحوا أنفسهم فلا مجال للتربيطات ولا التوجيه وبالاقتراع السرى المباشر، فالمنتخب يستطيع أن ينتخب أيا من الحضور دون أن يرشح نفسه .

والإخوان هى الهيئة الوحيدة فى مصر التى تحتوى لائحتها على أن مدة أى منتخب فى مستوياتها الإدارية 8 سنوات حسب لائحتها الأخيرة .

والإخوان هى الهيئة الوحيدة فى مصر التى يتم فيها تداول المناصب فى الشعب والمناطق والمكاتب الإدارية ومكتب الإرشاد بشكل منتظم ومدروس ولا تجد مستوى إدارى فى الإخوان إلا وتم تجديد أكثر من ثلثيه فى السنوات الأخيرة ان لم يكن كله ويصبح الرئيس مرؤوسا والمرؤوس رئيسا بمنتهى السلاسة والحب .

والإخوان هى الهيئة الوحيدة فى مصر التى لها أتباع فى كل العالم ولها قيادات منتشرين فى كل الدنيا .

ولديها قيادات صف أول لا يحصى عددها وقيادات صف ثانى جاهزة وقيادات صف ثالث مستعدة، وصف عريض وأتباع ومحبون تربوا وكل هؤلاء يعملون متطوعين، لا يتقاضون أجرًا نظير أوقاتهم ولا مجهودهم، بل يدفعون من رواتبهم ودخلهم نسبا محددة.

حدثنى أكثر عن الليبراليين الذين يعتاشون من الكلام حول الجماعة ونقد الجماعة كيف يديرون أحزابهم وكياناتهم .

حدثنى عن دكان حزب التجمع وزعيمه رفعت السعيد الذى وعينا على الدنيا وهو فى منصبه والذى لا شغل له إلا سب ونقد الإخوان .

حدثنى عن حزب الوفد الذى لا تستطيع معرفة أيا من رموزه إلا الرئيس والذى لا يتغير إلا عن طريق القضاء أو الموت .

حدثنى أكثر عن القيادات الحزبية فى كل حزب التى لا تتعدى رئيس الحزب وحوله مجموعة من الكومبارس يعدون على أصابع اليد الواحدة وقاعدة مقلوبة حيث قاعدة الهرم هى غرفة اجتماعات الحزب ولا أحد فى الشوارع ولا القرى ولا المدن .

حدثنى عن حزب الكرامة ولا أحد سوى حمدين صباحى ومصر القوية ولا أحد سوى أبو الفتوح .. حدثنى أكثر عن حركة 6 أبريل وحزب الدستور وكفاية حيث أسماء إعلامية ورموز نتفق او نختلف معها ولا وجود فى شارع ولا مدينة ولا حتى محافظة إلا بعض أحياء القاهرة .

ثم نفاجأ بهؤلاء ومن وراءهم بعض الإخوان، هذا يطلب من الإخوان التقاعد سياسيا وهذا يتهم الاخوان بالإقصاء وهذا يتهمهم بالتخاذل، رغم الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من المعتقلين ومئات الالاف من المطاردين، ورغم القيادات التى ضحت بأبنائها وبناتها وأنفسها ورغم ملحمة الثبات والصمود .

لم يجدوا فى الورد عيب إلا أن يقولوا إنه أحمر الخدين .

فيا أيها الإخوان ويا أهل مصر حق لك أن تفخر أنك من الإخوان وحق لمصر أن تفخر أن خرج منها الإخوان .