• الصلاة القادمة

    الفجر 04:23

 
news Image
منذ ثانية واحدة

لقد عشت أحداث ما قبل الثورة حتى وصلنا لانتخابات 2010 وسمعت الناس بأذنى وأنا أتجول للدعاية لمرشحى الإخوان. سمعتهم يقولون فى ظهرى لا فائدة . إنهم يحرثون فى الماء . ولن يحدث تغيير ولو بعد مائة سنة .

وكان ظاهر كلامهم صحيحا وشواهد الأحداث تؤيده . فكيف بتغيير مأمول بالانتخابات ولا زلنا نبيت فى الحقول ليلة الإنتخابات خوف الاعتقال .

لكنى والحمد لله لم أفقد طريقى ولم أفقد الثقة فى منهجى ولا وعد ربى ولا فى قياداتى .

ثم أتت الثورة . وكان رأى العواجيز التأنى فالأمر ليس سهلا ورفاق الميدان ليسوا كما نظن . والعسكر مستعد لحرق البلد . وكان رأى الشباب المشاركة بكل قوة فلم يتمسك العواجيز برأيهم ويتعنتوا . ولو أصروا على رأيهم ربما لم نكن لنرى ما نحن فيه الان . لكن لربما كنا اتهمناهم انهم اضاعوا فرصة كانت بايدينا كما أضاعوها أيام عبدالناصر . ولربما كانت الجماعة تفجرت من داخلها .

وتغلب رأى الشباب . وتركنا العواجيز نخوض التجربة بحلوها ومرها . وتمت المشاركة وتبين ان رأى العواجيز كانت له وجاهته .

لكنى أشهد الله أنى لم أسمع أحدهم يلوم الشباب أو يبكى على اللبن المسكوب . أو يقول قلنا وحذرنا . بل كانوا امامنا فى أوقات الفزع وخلفنا فى اوقات الطمع .

وأشهد الله ان العواجيز قالوا لنا قبل الثورة أن ابراهيم عيسى مخابرات فى وقت كان الناس تعتبره رأس حربة الثوره والتغيير . وأشهد الله ان العواجيز لم يأمرونا بحمل مظهر شاهين على اكتافنا وجعله خطيب الميدان ولا تقديم نواره نجم واسماء محفوظ وطارق الخولى وعشرات من أمثالهم الذين تبين فيما بعد انهم يعملون لحساب اجهزة المخابرات . لكنا نحن الشباب من حملناهم على الاعناق وانخدعنا بهم وتأخرنا لهم . وصنعنا منهم نجوما ورموزا .

أشهد الله أن آراء العواجيز كانت أكثر حكمة وسدادا وبعد نظر . وأنهم لم ينخدعوا مثلنا باتتصارات حدثت . ولم يغريهم المد الثورى العالى على نسيان الحذر . وقد سمعت أحد العواجيز من المسئولين القدامى و فى وسط المد الثورى يحذرنا من التوسع فى عمل المقرات حتى نستطيع الدفاع عنها حين يتم مهاجمتها وتحرق ونموت امامها . فتعجبنا من كلامه واعتبرناه رجلا من خارج الزمن .

ولقد تركوا للشباب قيادة الميدان ولم يبدوا ضجرا ولا تبرما باخطائنا الكثيرة وسقطاتنا الفادحة .

أما الان فلست نادما . فهذا طريقى الذى اخترته بإرادتى. وتجربتى التى أفادتنى أكثر مما اضرتنى

أما الآن فان طريقى واضح . صديقى واضح وعدوى واضح .

لست مستعدا لأن أزايد على احد ولا أن أتهم أحدا بفشل أو تفصير فقد كان ما حدث بسير متوافقا مع سياق لحظته وأيامه وكنت وغيرى متحمسون لما تم ونعتبره نجاحا عظيما .

لن تجد على صفحتى سبا ولا شتما ولا انتقاصا لمن كان معى بالميدان. ولا لأحد من المعتقلين ولا المطاردين . وان أختلف معى فى الرؤيه . وان خالفنى فى الوسيلة .

لا خصوم لى إلا الانقلاب والانقلابيين ومن دار فى فلكهم ولا هدف للسانى الا من سفكوا الدماء وشهدوا بالزور . هؤلاء من أنا متأكد أننى أحصل حسنات بالوقوف فى وجههم وكشف عوراتهم .

أما إخوانى الذين معى على الطريق أو كانوا معى يوما من الايام فى ميادين التضحيه من أجل نفس الغايه . فلا يلزمنى سيئاتهم ولست مستغنيا عن حسنانى لهم .

يسعنى وإياهم ما وسع أصحاب النبى عند اختلاف الرأى فلسنا أفضل منهم .

وما وسع الأئمة والمصلحين مع من عاصروهم وخالفوهم فى طريقة الاصلاح ووسيلة الوصول الى الغايه .

أشهد الله أنى مستمر فى طريق الحق الذي بايعت ربى عليه ما لم يتبين لى وما لم ارى بعينى واسمع بأذنى فى اخوانى ما لا يقبل الشك من فسادهم او انحرافهم . وهو ما لم يحدث حتى الان .

ورؤيتى الآن أننا فى قلب معركة .

وفى قلب المعركة يختلط الحابل بالنابل .

لا توضع الخطط وإنما تنفذ الخطط التى وضعت .

قد يظهر أحد الفيالق متراجعا للمناوره . لكنه يلتف ويعود ..

يحدث ارتباك أحيانا اذا حدثت موجه قويه من هجوم الاعداء . قد يضرب الصديق صديقه أو الأخ أخاه فى الزحام والغبار .

ومن السنة أيضا الصمت فى المعركة .

كل يبحث له عن ثغرة بسدها أو هدف من خصومه.

لا مجال لكثرة الكلام والنقد والجدال . لا مجال للتقييم الآن .

الكل مشغول إما بالدفاع او الهجوم ...

ثم بعد المعركة وحين ينكشف غبارها ويدفن قتلاها وينقذ جرحاها . يتم التقييم والحساب .

 

 

 

أضف تعليقك